مع تصدر «أمن الطاقة» المحادثات

موسكو: مجموعة الثماني ترحب بقرار إلغاء جميع ديون الدول الأشد فقرا

TT

رحب وزراء المالية في الدول الصناعية الثمانى، المعروفة باسم مجموعة الثماني، خلال اجتماعهم في موسكو، بقرار حول إلغاء جميع ديون الدول الاشد فقرا. وذكرت وكالة ايتار تاس للانباء، نقلا عن بيان أصدره وزراء المالية، إن القرار الذي أعلنه صندوق النقد الدولي بشأن شطب الديون المستحقة على 19 دولة في عام 2006 يصب في المسار الصحيح. كما أعربت مجموعة الثماني، عن ارتياحها حيال النمو الاقتصادي في روسيا، وقالت إن الزيادة في ميزانيتها تعني قدرة موسكو على الانضمام إلى الدول التي تقدم دعما ماليا إلى العالم النامي.

وقال المجتمعون، انهم يعتقدون ان الاقتصاد العالمي سينمو بشكل جيد خلال العام الحالي، الا انهم حذروا من «اسعار الطاقة المرتفعة والمتقلبة، التي تمثل قلقا للاقتصاد العالمي».

وكان وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، قد بدأوا اجتماعاتهم امس في موسكو، حيث هيمنت عليها مشاكل الطاقة، بعد الاضطرابات التي شهدتها امدادات الغاز الروسي، وكذلك النفط الذي يؤثر ارتفاع اسعاره على الاقتصاد العالمي.

وتتولى روسيا للمرة الاولى رئاسة اجتماع لمجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، وستتعرض خلاله على الارجح لضغوط شركائها من اجل ضمان امدادات افضل في الطاقة لاوروبا، بعد اضطرابات الشتاء. وكان اجتماع وزراء مالية الدول الثماني (المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان وروسيا) افتتح رسميا مساء الجمعة في موسكو. لكن الوزراء بدأوا اعمالهم فعليا صباح امس.

واكد مصدر اوروبي قريب من المنتدى، ان وزراء المالية يؤكدون في مشروع بيانهم الختامي، ان النمو في العالم يفترض ان يبقى ثابتا في 2006 لكن «ما زالت هناك مخاطر، خصوصا اسعار الطاقة المرتفعة والمتقلبة».

وكان وزراء الدفاع في الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي قد دعوا حكومة فلاديمير بوتين مساء الجمعة في ايطاليا، الى ضمان أمن امدادات النفط والغاز الروسية. وقال الامين العام للحلف ياب دي هوب شيفر، خلال لقاء غير رسمي مع وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف في تاورمينا في صقلية ان «قضايا أمن الطاقة موضوع يهمنا». ورد ايفانوف بالتأكيد على ان بلاده «تحترم التعهدات الواردة في العقود الموقعة»، واشار الى ان دولا اخرى يمكن ان تكون سببب مشاكل نقل الغاز، لانه يمر في مناطق غير مستقرة اطلاقا.

وقد التقى وزراء مالية روسيا والمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان، حوالى الساعة 8.30 بالتوقيت المحلي، مع ممثلين من الاقتصادات الناشئة الكبرى في العالم.

وعقد الاجتماع اثناء فطور عمل دعي اليه ممثلون عن الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا. وتناولت المحادثات المفاوضات الصعبة حول تحرير التجارة العالمية في منظمة التجارة العالمية.

وقال وزير المالية البرازيلي انطونيو بالوتشي، لوكالة فرانس برس «ناقشنا نتائج مفاوضات هونغ كونغ في ديسمبر (كانون الاول) الماضي واهتمامنا بمواصلتها على المدى القصير».

وبعد هذا الاجتماع، التقى وزراء مالية مجموعة الثماني، الذين يقيمون في فندق قريب من الساحة الحمراء وسط اجراءات أمنية مشددة، للبحث في الهدف الرئيسي للقاء وهو «أمن الطاقة».

وتريد الدول الاوروبية في مجموعة الثماني، خصوصا فرنسا وبريطانيا وايطاليا، تشجيع روسيا على توظيف مزيد من الاستثمارات في انابيب الغاز وتحرير سياستها في عبور الغاز باتجاه غرب القارة، وهو قطاع تحتكره المجموعة الروسية شبه الحكومية «غازبروم».

وستعقد الدول الثماني بعد ذلك اجتماعا بينها للبحث خصوصا في أمن الطاقة، القضية التي تحتل حاليا المرتبة الاولى في اهتمامات الاوروبيين القلقين من الاضطرابات التي شهدتها شحنات الغاز الروسي، بعد الخلاف بين موسكو واوكرانيا والشتاء القاسي في روسيا.

وقد وعد وزير المالية الروسي الكسي كودرين مبدئيا بالمصادقة على ميثاق اوروبي حول الطاقة، يفتح قطاع انابيب الغاز في بلاده، لكنه رفض تحديد موعد لذلك.

وسيبحث وزراء المالية الذي يعدون لقمة رؤساء الدول في يوليو (تموز) المقبل، في قضايا اخرى، من بينها الامراض المعدية وخصوصا انفلونزا الطيور وخفض ديون الدول الفقيرة. لكن قضايا تقليدية اخرى تبحث عادة في الاجتماعات المالية لمجموعة الثماني، مثل معدلات صرف العملات والمسائل النقدية والمالية، لن تطرح هذه المرة نظرا لغياب حكام المصارف المركزية.