دبي تطلق مشروعا لصناعات الطيران باستثمارات تتجاوز 15 مليار دولار

تخطط لتصنيع مكونات الطائرات والمحركات والأبحاث

TT

اعلنت حكومة دبي مساء امس عن اطلاق مشروع ضخم لصناعات الطيران في الامارة باستثمارات تفوق 15 مليار دولار تضخها شركات محلية مثل اعمار العقارية واستثمار والمنطقة الحرة لمطار دبي الدولي وغيرها.

وفيما لم تتضح خريطة الشركاء الدوليين الذين يحاجهم المشروع لوحظ وجود مسؤولين كبار من عملاقي صناعة الطيران بوينغ الأميركية وايرباص الاوروبية والذين امتنعوا عن الخوض في احتمالات مشاركتهم في المشروع.

الا ان الدكتور محمد الزرعوني مدير عام سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي والعضو المنتدب بشركة دبي لصناعات الطيران قال لـ«الشرق الاوسط» ان تصنيع مكونات الطائرات ومحركاتها سيكون من ضمن مهام الشركة الوليدة. وسيضم المشروع ست شركات متخصصة تابعة تنشط في 14 مجالاً مختلفاً ضمن قطاع صناعة الطيران، وتوفر منظومة متكاملة من الخدمات والتسهيلات المرتبطة بهذا القطاع الحيوي.

وفي حفل الاعلان عن اطلاق المشروع الذي حضره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أعلن الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني بدبي، الرئيس الأعلى لمجموعة الإمارات أن الشركة ستعمل خلال الفترة المقبلة على تعزيز أنشطتها وتوسيع أعمالها عبر تأسيس تحالفات استراتيجية مع نخبة من أبرز الشركات العالمية الرائدة في قطاع الطيران.

وقال «نحن على ثقة تامة بأن هذا المشروع الرائد سيتمكن خلال السنوات العشر المقبلة من ترسيخ مكانته ليصبح ثقلاً محورياً ضمن قطاع الطيران العالمي».

وتعتبر منطقة الشرق الاوسط وفقا لمحللين من الاسواق الكبيرة للطائرات الجديدة في ظل الاستثمارات الضخمة التي تضخها حكومات المنطقة لتوسيع اساطيل ناقلاتها وبناء مطارات جديدة وتأسيس شركات طيران جديدة حيث تقدر هذه الاستثمارات بأكثر من 50 مليار دولار حتى العقد الثاني. وأضاف الشيخ أحمد «يمثل المشروع دعامة حقيقية للمستقبل، كما يجسد توجهات دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون إحدى أبرز القوى الفاعلة في الاقتصاد العالمي، ويعكس في نفس الوقت مدى ثقتنا بالقدرة على تحقيق هذا الهدف».

وتشير ارقام أن أعداد المسافرين في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وخاصة الصين ستتزايد بنسبة 9% سنوياً خلال السنوات العشر المقبلة، لتصل إلى 1.7 مليار مسافر في العام 2015. كما يتوقع أن تبلغ نسبة نمو الشحن الجوي 6% سنوياً. كذلك فإن لدى الهند والصين مشاريع لإقامة وتطوير 145 مطاراً خلال نفس الفترة، بما في ذلك تأسيس مطارات جديدة وعمليات تطوير وتحديث المطارات القائمة، وهي عوامل تراها حكومة دبي مؤشرات تساهم في تطوير وتسريع عمليات «دبي لصناعات الطيران».

وقال الشيخ احمد «نحن نثق بقدرتنا على تعزيز النشاط الاقتصادي في المنطقة، وتفعيل حيوية الأسواق المحلية والإقليمية، كما نثق تماماً بقدرتنا على تأسيس شراكات دولية على أعلى المستويات، ولا شك أن هذه الميزات تشكل قاعدة صلبة لضمان نجاح أعمال دبي لصناعات الطيران، وتمكينها من احتلال مكانة رائدة ضمن قطاع صناعة الطيران».

وأشار إلى أن إطلاق دبي لصناعات الطيران يشكل خطوة أخرى في إطار توجه دولة الإمارات العربية المتحدة نحو عدم القبول بالواقع والعمل المستمر لإحداث التغيير والتطوير. وقال في هذا الإطار «ستقوم دبي لصناعات الطيران بالبناء على سجل النجاحات والإنجازات النوعية التي حققتها دبي، حيث باتت «طيران الإمارات» واحدة من أبرز شركات الطيران في العالم، كما ستمثل مدينة مطار جبل علي لدى إنجازها إحدى أكبر مجمعات الطيران العالمية، كذلك يعد معرض دبي للطيران من أبرز الفعاليات على أجندة الطيران العالمية».

ويأتي إطلاق هذا المشروع الضخم في ظل معدلات نمو كبيرة في الطلب على صناعات وخدمات الطيران في المنطقة، حيث باتت منطقة الشرق الأوسط أكثر المناطق في العالم شراءً للطائرات، ويتوقع أن تتزايد معدلات الطلب في هذا القطاع بحيث تصبح حصة الشرق الأوسط وآسيا 60% من إجمالي الطائرات المباعة حول العالم خلال السنوات القليلة القادمة.

وحول تفاصيل المشروع، قال الدكتور محمد الزرعوني انه تم وضع خطة متكاملة لرسم مراحل تطور المشروع وتوسعاته المستقبلية، بحيث يلعب دوراً محورياً في قطاع الطيران العالمي، ويشكل محركاً رئيسياً من محركات الاقتصاد الوطني بحلول عام 2015». مشيراً إلى أن المشروع يستهدف تطوير بنى أساسية متكاملة وبيئة ملائمة تهيء لنمو صناعات وأبحاث وخدمات الطيران على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وأبدى الزرعوني ثقته من نجاح المشروع في تحقيق أهدافه ليحتل خلال السنوات المقبلة مركزاً ريادياً على مستوى العالم في مجال تطوير وتشغيل المطارات، ويكون ثالث أكبر شركة لتأجير الطائرات العملاقة، إلى جانب ما سيحققه من تميز في مجال التعليم المتخصص بعلوم الطيران، مؤكداً أن المشروع سيمثل على المدى المتوسط أحد أكبر مراكز صيانة وإصلاح وفحص محركات الطائرات في العالم، وبالاستفادة من ذلك سيتم العمل على تطوير المشروع ليشكل مجمعاً متكاملاً لأبحاث وتطوير وتصنيع الطائرات.

وتضم قائمة الأعضاء المؤسسين للمشروع الذي سيتم تطويره على عدة مراحل كلاً من حكومة دبي، دبي انترناشيونال كابيتال الذراع الاستثماري لدبي القابضة، إعمار العقارية، شركة «استثمار»، مركز دبي المالي العالمي، أملاك للتمويل، وسلطة المنطقة الحرة لمطار دبي، حيث سيمثل المشروع لدى إنجازه مركزاً إقليمياً يوفر إلى جانب عمليات تصنيع وصيانة الطائرات، تشكيلة متكاملة من خدمات الدعم المتطورة مع توفير فرص عمل لـ30 الف شخص. وسيستهدف المشروع مبدئياً قطاعاً حيوياً تبلغ استثماراته العالمية أكثر من 100 مليار دولار وذلك من خلال بناء وتشغيل المطارات، وتأجير الطائرات، إلى جانب توفير مناهج تعليمية وتدريبية متخصصة تقوم بإعدادها جامعة علوم الطيران التي سيتم تأسيسها ضمن المشروع. كما ستركز أعمال التمويل وتأجير الطائرات على الاستثمار ضمن أسواق الطائرات العملاقة التي تشهد نمواً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط وآسيا مثل ايرباص A380 وA350، وبوينغ 777 و 787. وسيتيح قسم تصنيع وتجميع مكونات الطائرات والمحركات الفرصة أمام كبرى شركات صناعة الطائرات في العالم لتعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط، وتمكينها من تطوير علاقاتها مع عملائها في المنطقة. وتتضمن الخطط المستقبلية للمشروع تأسيس خط إنتاج لتجميع محركات الطائرات في دبي. كما تتضمن هذه الخطط إقامة مركز لخدمات الفضاء، وتفعيل أعمال السمسرة المتعلقة بشراء وبيع الطائرات، وتنظيم المعارض والأحداث المتخصصة بالطيران وتطبيق أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالطيران. ومن المتوقع أن يحتل قطاع الطيران خلال السنوات العشر المقبلة مكانة متقدمة ضمن أبرز مصادر الدخل المحلي في دبي.