مؤشر الأسهم السعودية يتنازل عن رقمه التاريخي بتراجع 45 نقطة

انخفاض الأسهم الإماراتية إثر عمليات بيع لجني أرباح وبورصة عمان تتراجع وسط شح حاد في السيولة

TT

جدة: محمد الشمري

* الأسهم السعودية : تنازل أمس مؤشر سوق الأسهم السعودية «تاسي»، عن الرقم التاريخي الذي وقف على قمته في نهاية تعاملات أول من أمس، وذلك بفعل جني الأرباح الذي لجأت له السوق تخوفا من عدم القدرة على تجاوز حاجز الـ20 ألف نقطة، على الرغم من أن هذا الحاجز ليس إلا حاجزا نفسيا، ولا يمثل نقطة مقاومة حسب التحليلات الفنية للسوق. وانتهت تعاملات السوق أمس، بتراجع المؤشر 45.62 نقطة، إلى مستوى 19870.97 نقطة.

وأمام الوضع المتأزم في السوق حاليا، ظهرت بوادر الاستعداد لثلاثة احتمالات متوقعة لمسار السوق خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي الاحتمالات التي لا يمكن لأحد أن يكشف أقربها حدوثا في ظل الوضع الراهن.

وتتمثل الخيارات المتاحة حاليا بإمكانية حدوث انهيار قوي يعيد المؤشر لكسر أكثر من نقطة دعم في مسار الهبوط قبل العودة لمسار الصعود الذي قد يتأخر لاختبار عدد من التجارب المريرة في القاع، أو العمل على رفع أسعار الأسهم القيادية بما يضمن تجاوز المؤشر إحدى نقطتي المقاومة الحقيقيتين، وهما: 20140 نقطة، و20170 نقطة، أو الاستمرار في جني الأرباح كلما لامس المؤشر حاجز الـ20 ألف نقطة على مدى تداولات رتيبة وطويلة، قبل أن ينتهي به المطاف للدخول في أحد الاحتمالين السابقين مع الأخذ في الاعتبار أنه في هذه الحالة سيكون أقرب للصعود.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» يوسف قسطنطيني، المدير التنفيذي لمركز خبراء البورصة في الرياض، أمس، أن مؤشر السوق حاول جاهدا خلال التعاملات الأخيرة كسر حاجز الـ20 ألف نقطة، لكن محاولاته انتهت إلى الفشل، على الرغم من أن الحاجز المهيب لا يمثل نقطة مقاومة، بقدر ما هو حاجز وهمي.

وقال إن السوق ليس أمامها لتفادي انهيار جديد سوى تجاوز هذا الحاجز بقوة، وذلك بالاعتماد على رفع أسعار الأسهم القيادية، ومنها سهم «سابك»، خاصة في ظل دخول سهم «ينساب» اليوم، على أن يتم رفع السوق بما يضمن تكوين قاعدة سعرية فوق مستوى أقرب نقاط المقاومة، وهي 20140 نقطة.

وذهب إلى أن مؤشرات السوق تشير إلى إمكانية دفع المؤشر خاصة أن أسعار أسهم قطاعي البنوك والصناعة، وهي أسهم قيادية قادرة على السير بالمؤشر بعيدا عن مواقع خطر العودة دون كسر أقرب نقاط المقاومة.

واعتبر أن من أهم الأسباب التي تبعث على التفاؤل في السوق أنها تقع حاليا في ما يسمى فنيا بـ«بولينجر» إيجابي، فضلا عن حدوث الشكل الفني المعروف باسم الشموع اليابانية، وهي كلها علامات تشير إلى أن الصعود متاحا أمام السوق.

لكنه لم يخف تخوفه من أن يؤثر سهم «الكهرباء» سلبا على السوق، خاصة أنه دخل في منطقة أقرب إلى إمكانية تعرضه لعمليات جني أرباح قد تجبره على التراجع إلى نقطة مقاومته القوية التي تقع عند القيمة السوقية 164 ريالا.

وبين أنه في حال تدهور سعر الكهرباء خلال التعاملات المقبلة، فإن ذلك من شأنه التأثير سلبا على وضع سهم «سابك» الذي تعول السوق عليه كثيرا في إخراجها من الأزمة الحالية.

وكشف قسطنطيني عن أن أكبر المشاكل التي قد تتعرض لها السوق، تتمثل بأن أولى نقاط دعم المؤشر في حال تدهور الأسعار بعيدة جدا، وهو ما يعني أن على صناع السوق التصدي لأي عمليات جني الأرباح، وبالتالي منع حدوث أي تدهور للسوق قبل أن يتجاوز المؤشر مرحلة الخطر.

وشدد على أن تراجع المؤشر تحت مستوى 19 ألف نقطة، سيضعه أمام اختبار صعب، ذلك لأن منطقة الـ18 نقطة تم اختزالها من قبل بدون تكوين نقاط للمقاومة فيها، موضحا أن أقرب نقاط المقاومة في هذه الحالة، هي 17520 نقطة، و17430 نقطة.

في هذه الأثناء، أكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور علي دقاق، وهو خبير اقتصادي ومتابع دقيق لحركة تعاملات الأسهم السعودية، أن سهم «سابك» الذي يعول عليه كثيرا في رفع المؤشر، يعاني من ركاكة الأداء في ظل غياب محفزات قوية لرفعه قياسا بما يحدث لأسهم متوسطة وصغيرة تسجل نسبا عليا في الصعود بشكل شبه يومي.

وبين أن السوق جاهزة تماما للصعود إلى نقطة أمنة، ولا يوجد ما يثير القلق سوى توجهات المضاربين التي تسجل عزوفا واضحا عن أسهم العوائد والأسهم القيادية، وهو ما يضع السوق أمام احتمال سلوك المسار الهابط، في ظل عدم وعي كثير من المتعاملين الذين غالبا ما يعمدون لتداول أسهم المضاربة رغم مخاطرها العالية، خاصة في مثل هذا التوقيت.

وعلى صعيد أهم أخبار الشركات المساهمة التي تم الكشف عنها أمس، أعلن مجلس إدارة الشركة الوطنية للتنمية الزراعية «نادك»، تحقيق الشركة صافي أرباح قدرها 62 مليون ريال (16.5 مليون دولار). وأوضح المهندس عبد العزيز محمد البابطين مدير عام الشركة أن مجلس الإدارة أصدر توصية للجمعية العامة بصرف أرباح للمساهمين بنسبة 12 في المائة من رأس المال أي بما يعادل ستة ريالات لكل سهم.

وجاء في بيان أصدرته الشركة أمس، أن من له الرغبة ولديه الكفاءة من مساهمي الشركة لترشيح نفسه لعضوية المجلس الجديد تقديم ترشيحه لإدارة الشركة كتابيا، على أن يشمل الطلب تعريفاً بالمرشح من حيث سيرته الذاتية الموضح فيه اسمه، وتاريخ ميلاده، ومؤهلاته العلمية، وخبراته العملية، وخبرته في مجال أعمال الشركة، وعدد وتاريخ مجالس إدارات الشركات التي تولى عضويتها، والشركات المساهمة التي لا يزال يتولى عضويتها، والشركات أو المؤسسات التي يشترك في إدارتها أو ملكيتها وتمارس أعمال شبيهه بأعمال الشركة.

الأسهم الإماراتية: انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع خلال جلسة تداول امس بنسبة 1.47% ليغلق على مستوى 6.250.14 نقطة بسبب عمليات بيع مكثفة لجني الأرباح التي تحققت خلال جلستي التداول الأخيرتين.

وهبط المؤشر القياسي لسوق دبي المالي عند الاغلاق بنسبة 1.2% مع انخفاض اسعار اسهم المضاربة الرئيسية. وقد تم تداول ما يقارب من 150 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت ملياري درهم، منخفضا عن مستويات السبت القياسية التي تجاوزت 6 مليارات درهم.

وقد سجل مؤشر قطاع التأمين ارتفاعا بنسبة 3.12% تلاه مؤشر قطاع البنوك انخفاضا بنسبة 0.02% تلاه مؤشر قطاع الخدمات انخفاضا بنسبة 2.80%، تلاه مؤشر قطاع الصناعات انخفاضا بنسبة 3.74% .

وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 66 من أصل 90 شركة مدرجة في الأسواق المالية. وحققت أسعار أسهم 17 شركة ارتفاعا في حين انخفضت أسعار أسهم 47 شركة بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات. وجاء سهم «إعمار» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا حيث تم تداول اكثر من 990 مليون درهم موزعة على 50.03 مليون سهم من خلال 2.547 صفقة. واحتل سهم «أبوظبي الإسلامي» المرتبة الثانية بإجمالي تداول بلغ 172 مليون درهم موزعة على 1.40 مليون سهم من خلال 262 صفقة. وحقق سهم «عمان للتأمين» أكثر نسبة ارتفاع سعري حيث أقفل سعر السهم على مستوى 42.9 درهم مرتفعا بنسبة 13.64% من خلال تداول 14.322 سهم. وجاء في المركز الثاني من حيث الارتفاع السعري سهم «الاتحاد للتأمين» الذي ارتفع بنسبة 9.84 % ليغلق على مستوى 6.81 درهم للسهم الواحد.

وسجل سهم «الإسمنت الوطنية» أكثر انخفاض سعري في جلسة التداول حيث أقفل سعر السهم على مستوى 70 درهما مسجلا خسارة بنسبة 12.50% من خلال تداول 1000 سهم بقيمة 70،000 درهم. تلاه سهم «دار التمويل» الذي انخفض بنسبة 8.20% ليغلق على مستوى 14 درهم من خلال تداول 134 سهما بقيمة 1.876 درهم. ومنذ بداية العام بلغت نسبة النموفي مؤشر سوق الإمارات المالي ـ 8.62% وبلغ إجمالي قيمة التداول 66.74 مليار درهم. وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاع سعري 26 من أصل 90 وعدد الشركات المتراجعة 54 شركة. من جهة ثانية، أعلن سوق دبي المالي امس عن إدراج أسهم «شركة المزايا القابضة» الكويتية وذلك بعد اكتمال كافة الإجراءات الرسمية للإدراج بالتنسيق مع هيئة الأوراق المالية والسلع بدولة الإمارات. ويبدأ التداول الرسمي على أسهم «شركة المزايا القابضة» اليوم الاثنين ليرتفع عدد الشركات المدرجة في سوق دبي المالي إلى 32 شركة مساهمة عامة ضمن 47 ورقة مالية. ويمكن تملك اسهم الشركة من قبل الأجانب بنسبة إجمالية تصل إلى 49% كحد أقصى. كما اعلن امس عن موافقة وزارة الاقتصاد والتخطيط على قيد شركة مجموعة الصناعات الوطنية القابضة ـ الكويت، وإدراجها في أحد الأسواق المالية بالدولة. كما وافقت الوزارة على ترخيص شركة المركز الوطني للخدمات المالية، وذلك للعمل كشركة وساطة في أسواق الأوراق المالية المحلية، وبذلك يصبح عدد الشركات المساهمة العامة والمقيدة لدى هيئة الأوراق المالية 94 شركة منها اثنتا عشرة شركة أجنبية، وعدد شركات الوساطة 60 شركة.

الأسهم الكويتية: استمر مؤشر سوق الكويت للاوراق المالية في التراجع امس حيث بلغ 13 نقطة مع نهاية تداول الأسهم ليبلغ مستوى 11604 نقطة بعد ان سجل ارتفاعا ملحوظا في بداية التعامل بلغ 116 نقطة ليصل الى مستوى 11734 نقطة. وبلغت كمية الأسهم المتداولة 139 مليون سهم تقريبا بقيمة حوالي 78 مليون دينار كويتي موزعه على 6772 صفقة نقدية. أما قطاع الاستثمار فقد جاء في المرتبة الأولى من حيث كمية الأسهم المتداولة والتي بلغت حوالي 9. 61 مليون سهم بقيمة قدرها نحو8. 31 مليون دينار كويتي بعدد صفقات قدرها 2520 صفقة.

الأسهم البحرينية: واصلت الأسهم البحرينية تذبذبها المحدود في بداية تعاملاتها الأسبوعية أمس، بعد أن أغلق المؤشر على انخفاض طفيف لم يتجاوز 0.14 % وأقفل على 2303.18 نقطة وسط ارتفاع تدريجي في كمية التداولات اليومية، والتي لوحظ ارتفاعها منذ بداية الشهر الحالي. وبالرغم من التذبذب المحدود في إغلاق المؤشر منذ الأسبوع الماضي، إلا أن المستثمرين متفائلون بدخول سيولة جديدة في السوق، وهو الأمر الذي كانت في حاجة إليه السوق البحرينية منذ زمن لتنشيط حركة التداولات المحدودة.

وكان في صدارة الشركات المتداولة ليوم أمس بنك مسقط من حيث القيمة التي بلغ قدرها 353.8 ألف دينار أي ما نسبته 32 %من إجمالي قيمة الأسهم المتداولة وبكمية قدرها 35.5 ألف سهم، وجاء في المركز الثاني بنك البحرين الوطني بقيمة قدرها 189.2 ألف دينار أي ما نسبته 17 %من إجمالي قيمة الأسهم المتداولة وبكمية قدره 189.1 ألف سهم. وقد تم يوم أمس تداول أسهم 14 شركة، حيث ارتفعت أسعار أسهم 6 شركات منها، بينما انخفضت أسعار أسهم 5 شركات، في حين حافظت بقية الشركات على أسعار اقفالاتها السابقة.

الأسهم الأردنية: تراجعت الأسهم الأردنية في أول يوم تعامل للأسبوع الحالي وسط عمليات بيع حذرة نتيجة شح السيولة الحادة التي تشهدها السوق.

وتعرض المستثمرون لخسائر متفاوتة في كافة القطاعات ابرزها الخدمات الذي تنشط فيه عمليات المضاربة وتراجع مؤشر القطاع 2.36 في المائة، مع عمليات ضغط على اسهم صغيرة.

وانخفض المؤشر القياسي العام للأسعار بنسبة 1.22 في المائة وأغلق عند 8285 نقطة في سيولة كانت اقل من المعدل اليومي حيث بلغ حجم التداول49.7 مليون دينار بعد تداول 9.4 مليون سهم نفذت من خلال 11261 عقداً. وأغلقت أسعار أسهم 92 شركة على انخفاض بينما ارتفعت أسعار أسهم 32 شركة من اصل 134 شركة تم تداول أسهمها.

وقال وسطاء إن معظم المستثمرين وخصوصا الصغار منهم لم يستطيعوا سداد التزاماتهم المالية لمكاتب الوساطة عقب التراجع الحاد الذي شهدته السوق الأسبوع الماضي نتيجة مخاوف فرض رسوم من جهة، والاكتتابات المكثفة التي امتصت جزءا كبيرا من السيولة من جهة أخرى.

ولمح وسيط الى ان توجه الحكومة للاقتراض الداخلي من خلال شهادات الإيداع واستخدامها لسيولة تلك الشهادات خلق فجوة مالية ونقدية في السوق تحتاج لفترة طويلة لاستيعابها.

الأسهم المصرية : أفلتت البورصة المصرية مؤقتا من الإصابة بأعراض «إنفلونزا الطيور» التي أعلن رسميا عن ظهورها في عدد من المحافظات يوم الجمعة، لتخالف بذلك توقعات مراقبين تشير لتأثرها سلبيا بظهور المرض للمرة الأولى على الأراضي المصرية.

وفيما عدا سهمي شركتين للدواجن متداولتين في البورصة هما «القاهرة والمصرية للدواجن» لم تظهر تأثيرات تذكر على تعاملات جلسة أمس رغم اكتشاف المزيد من الحالات المصابة.

وانخفض سهما «القاهرة» و«المصرية» بالحد الأقصى المسموح به بالنسبة للأسهم غير النشطة 5% وسجلا 17.4و4.5 جنيه على التوالي.

وفي المقابل استعاد مؤشر هيرمس القياسي جزءا من الخسائر التي تعرض لها خلال الأسبوعين الماضيين وارتفع نحو 2 في المائة إلى 59373 نقطة ليدور حول أهم نقاط دعمه، وسط حالة من التفاؤل في أوساط المتعاملين، كون المؤشر لم يستمر في نزيف الخسائر ويكسر هذه النقطة وينقلب اتجاه السوق من صعودي إلى هبوطي، وان كان هذا التفاؤل يقابله قدر هائل من الحذر والترقب بسبب انخفاض حجم التداول أمس وتسجيله 890 مليون جنيه، وهو اقل حجم منذ بداية عام 2005.

ولوحظ أمس بدء ظهور قوى شرائية انتقائية في السوق دفعت باقة مختارة من الأسهم للارتفاع، وقاد الارتفاعات في السوق أمس سهم العز لحديد التسليح بعد إعلان الشركة عن الدعوة لعقد اجتماع جمعية عامة غير عادية يوم 5 مارس المقبل لبحث إجراءات زيادة حصتها في شركة «الدخيلة للصلب».