ملتقى الشرق الأوسط للسياحة يختتم فعالياته بالدعوة إلى تعزيز الشراكة إقليميا ودوليا

أكثر من 400 من رواد قطاع السفر شاركوا في اللقاء

TT

أختتمت أمس الاثنين فعاليات ملتقى الشرق الأوسط الأول للسياحة والسفر في مركز الحسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميت بالدعوة إلى تعزيز الشراكة بين رواد السياحة في القطاعين العام والخاص محليا وإقليميا ودوليا.

واكد المشاركون أهمية دور صناعة السياحة في تعزيز الاستقرار والسلام والتنمية المستدامة في المنطقة وتبادل الأفكار حول امكانات منطقة الشرق الأوسط لتحقيق طفرة سياحية والإطلاع، على فرص الاستثمار في قطاع السياحة في المنطقة وتطبيق الاستراتيجيات الناجحة في هذا القطاع ولقاء شركاء على المستويين العالمي والإقليمي اضافة الى مواجهة التحديات الأمنية التي تواجه قطاع السياحة في المنطقة وبحث الواقع الحقيقي لمستوى التهديد الناجم عن الارهاب في المنطقة وبحث السبل الملائمة لادارة الأمن في القطاع السياحي.

وقال نائب الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة طالب الرفاعي إن صناعة السياحة شهدت في السنوات الأخيرة نموا متزايدا رغم الهزات والصعوبات التي واجهتها هذه الصناعة على الصعيد العالمي أخيرا سواء من ناحية العمليات الارهابية المختلفة والكوارث الطبيعية والأوبئة. وارتفع عدد السياح عالميا في عام 2005 إلى 804 ملايين سائح وبنسبة 5.5 بالمائة.

واكد الرفاعي في الجلسة الصباحية لملتقى الشرق الأوسط الأول للسياحة والسفر الذي يواصل اعماله في البحر الميت أهمية عدم المبالغة بالتركيز على المخاوف الأمنية لأن التركيز على هذا الجانب يعني التغاضي عن الامكانات الموجودة بالمنطقة، مشيرا الى أن الاعلام يلعب دورا لافتا في المبالغة عند التطرق الى جوانب عدم الاستقرار وأثرها على قطاع السياحة.

واوضح انه رغم ذلك فان مواقف وثقافة السياح لم تتأثر بهذه التداعيات ولم يتوقفوا عن السفر والغاء برامج رحلاتهم.

وكشف ان منظمة السياحة العالمية تبنت برنامج «الخطوة» الذي يهدف الى القضاء على الفقر من خلال تحقيق التنمية المستدامة بالقطاع السياحي، مشيرا الى ان حكومة كوريا الجنوبية وافقت على استضافة البرنامج كدولة مقر. وأكد الرفاعي أهمية مساهمة السياحة في تخفيف تأثير الفقر بالمجتمعات النامية.

من جانبه دعا محمد مشاي مساعد رئيس الجمهورية الايراني رئيس منظمة التراث الثقافي والسياحي في ايران إلى إنشاء مجلس للسياحة بالمنطقة يهدف الى تنشيط وترويج الحركة السياحية بين دول المنطقة وخلق الشراكات التي من شأنها تحقيق التنمية المستدامة.

واستعرض مميزات المنتج السياحي والثقافي في الجمهورية وآفاق تطويرهما من خلال تبني سياسات وبرامج التنمية السياحية والتوفيق بين التنمية السياحية والمحافظة على المحيط والارث الثقافي للانسان. وقال ان المنتج السياحي في ايران يتميز بالتنوع الثقافي لمختلف الاديان والاعراق التي تحترمها الحكومة الايرانية.

من جانبه قال وزيرالسياحة الجزائري نور الدين ان برناج الاستثمار في قطاع السياحة الجزائري سيوفر 120 الف غرفة فندقية خلال العشر سنوات المقبلة وان كلفة تطوير القطاع السياحي تصل الى 60 مليار دولار.

واضاف موسى لـ«الشرق الاوسط» ان الاهتمام بقطاع السياحة شيء مشروع وتتجلى هذه الشرعية بصفة اعمق بالنسبة للدول النامية، لأن قطاع السياحة هو من بين القطاعات التي يعول عليها لفرض منتوجاتها على مستوى الأسواق العالمية في ظل ظاهرة العولمة الجارفة التي تتعرض لها.

واكد موسى على البعد الاجتماعي والانساني لقطاع السياحة وكعامل تقريب بين الشعوب وتحقيق الانسجام الاجتماعي ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين الاديان والحضارات واحترام الغير ومحاربة العنف.

وقال ان الحكومة الجزائرية تبنت استراتيجية لتنمية وتطوير السياحة خلال السنوات العشر المقبلة تهدف الى بناء مقصد سياحي جديد وبديل ومنافس على مستوى البحر الابيض المتوسط. وأدرجت الجزائر مسار التنمية السياحية ضمن شروط الاستدامة من خلال تشجيع منتج سياحي ذات نوعية قادرة على تلبية الطلب الداخلي والخارجي وقابلة للإسهام في الحفاظ على التوازنات البيئية تثمين الإنسان في محيطه الاجتماعي والثقافي.

وحضر الملتقى على مدار يومين 400 شخصية من رواد صناعة السياحة ومؤسسات التمويل الدولية وكبار المسؤولين الحكوميين من الأسواق الناشئة والمتقدمة في المنطقة ومنها تركيا وإيران ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذين يمثلون قاعدة ايجابية للتفاعل وتبادل الآراء والحوار الداعم لتحقيق التنمية المستدامة للمنتج السياحي المنافس.

ومنظمة الشرق الأوسط هي جمعية مستقلة غير ربحية تأسست في بريطانيا عام 1961 بهدف تعزيز الاستثمار والتبادل التجاري بين أعضائها والدول العربية وتركيا وأفغانستان وإيران.