«أوبك» تتأهب للحفاظ على مستوى إنتاجها لتفادي ارتفاع الأسعار

وزير الطاقة الإماراتي لا يتوقع زيادة في الإنتاج في اجتماع المنظمة

TT

من المؤكد الى حد كبير ان يتفق وزراء اوبك في اجتماعهم في فيينا غدا على مواصلة ضخ النفط بأقصى طاقة ممكنة تفاديا لدفع الاسعار لمنطقة الخطر حول 70 دولارا للبرميل مما قد يضر بالطلب العالمي على النفط والنمو الاقتصادي. ولمدة عامين تقريبا جنت الدول المصدرة للنفط مكاسب ضخمة نظرا لفشل الاسعار المرتفعة في كبح الطلب الكبير في أكبر الدول المستهلكة مثل الولايات المتحدة والصين.

وقال وزراء معظم الدول الاعضاء انهم لا يرون سببا يدعو لتغيير مستويات الانتاج وذكرت السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط أن خفض الانتاج سيأتي بنتائج عكسية.

وقال وزير الطاقة الكويتي الشيخ احمد فهد الصباح أمس في حديث للصحافيين «اعتقد انه علينا ان نبقي على مستوى الانتاج الحالي بسبب الاسعار واعتقد بالفعل ان الاسعار مرتفعة جدا حاليا، لذا علينا ان نساهم في استقرار اسعار الخام».

وقال انه يتوقع ان يسجل في الفصل الثاني من السنة الحالية فائضا انتاجيا بحوالي 1.5 مليون برميل باليوم ما قد يؤدي الى انخفاض اسعار الخام.

وقال الشيخ احمد «اعتقد انه اذا ابقت اوبك على مستوى انتاجها في الفصل الثاني، فان الاسعار ستنخفض (..) الا في حال حصول توترات ومشاكل جيوسياسية جديدة».

من جهته، قال النعيمي «للحياة» ان الاسعار ما زالت مرتفعة بسبب «عدم الاستقرار، وكون الظروف السياسية في مناطق الدول المنتجة تؤثر في الاسواق، في نيجيريا او فنزويرلا او ايران او العراق او في السعودية».

من جانبه توقع محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة بدولة الامارات أن تبقي منظمة اوبك على سقفها الانتاجي الحالي 28 مليون برميل يوميا عندما تجتمع غدا الاربعاء في فيينا لكنه لم يستبعد ان تنظر في تخفيض الانتاج في اجتماع لاحق اذا حدثت عوامل جديدة تتطلب ذلك وأكد أن اوبك يمكنها استخدام طاقة اضافية تقدر بحوالي مليوني برميل عند الطلب. وأوضح أن السعر العادل للنفط هو الذي يرضي المنتجين والمستهلكين وقد يكون بحدود 50 الى 60 دولارا للبرميل لسلة نفوط اوبك. وقلل الوزير الاماراتي من تأثيرات اعلان بعض الدول المستهلكة الرئيسية المستهلكة للنفط عن خطط لتخفيض اعتمادها على نفط الشرق الاوسط مؤكدا ان منطقة الشرق الاوسط ستبقى المصدر الرئيسي لتزويد مناطق مختلفة من العالم بالامدادات النفطية. وتوقع ان يرتفع الطلب العالمى على النفط خلال عام 2006 بحدود 1.5 مليون برميل يوميا وان الطلب على نفط اوبك بحدود 28.5 مليون برميل يوميا. وأكد الهاملي أن ابرز القضايا التي سوف يناقشها المؤتمر الوزاري لمنظمة اوبك الاربعاء هي حالة السوق النفطية من عرض وطلب ومخزونات نفطية بالاخص في الربع الثاني من هذا العام عندما ينخفض مستوى الطلب بما يقارب مليوني برميل في اليوم لأسباب تتعلق بتغير الطقس في الجزء الشمالي من الكرة الارضية وكذلك دراسة مستوى الاسعار ومدى تأثيرها على المستهلك. وأكد أن مسألة الانتاج ستكون الأهم بين موضوعات البحث وقال ان المؤتمر الوزاري سوف يقوم بدراسة حالة السوق النفطية والعوامل الاخرى التي تؤثر على الاسواق وفي حال استمرار اسعار النفط على مستوياتها الحالية المرتفعة نسبيا فقد يتخذ المؤتمر قرارا بالإبقاء على سقف الانتاج الحالي والنظر في موضوع تخفيض الانتاج في اجتماع لاحق اذا حدثت عوامل جديدة تتطلب ذلك. وأكد الوزير الاماراتي ان السعر العادل هو الذي يرضي الطرفين اي المنتجين والمستهلكين وقد يكون بحدود 50 و 60 دولارا للبرميل لسلة نفوط اوبك. وردا على سؤال بشأن اعلان دول مستهلكة رئيسية بتخفيض اعتمادها على النفط الخام وخصوصا نفط الشرق الاوسط وتأثير ذلك على خطط اوبك في زيادة الانتاج والطاقة الانتاجية مستقبلا.. قال الهاملي حسب اعتقادنا سوف يبقى النفط المصدر الرئيسى للطاقة لعدة عقود قادمة من الزمن ونرى بأن منطقة الشرق الاوسط سوف تبقى المصدر الرئيسى لتزويد مناطق مختلفة من العالم بالامدادات النفطية في المستقبل المنظور ولكن ذلك لا يمنع بان تقوم الدول المستهلكة باجراء الدراسات والبحوث لايجاد مصادر بديلة للطاقة وخصوصا لو علمنا أن الطلب العالمى على النفط في تزايد مستمر وقد يكون من الصعب على الدول المنتجة تلبية تلك الاحتياجات وخصوصا لو علمنا أن الكثير من الحقول النفطية الكبيرة دخلت عملية الانتاجية قبل عدة عقود وان انتاج البعض منها اخذ بالتراجع ولاجل استخراج كميات اضافية يتطلب الامر استخدام طرق استخلاص ثانوية وتكنولوجيا متطورة وهذا يضاف الى كلفة البرميل من النفط مما يتطلب اسعار عادلة لتغطية تلك الكلف الاضافية.

وحول عوامل العرض والطلب المحدد الاساسى لسياسات الانتاج في الدول الاعضاء خلال الفترة المتبقية من عام 2006 وكيف ستبنى اوبك سياستها الانتاجية في ضوء هذه المؤشرات.. قال الهاملي ان اساسيات العرض والطلب على النفط للعام 2006 تشير الى ان الطلب العالمى على النفط سوف يزداد بحدود 1.5 مليون برميل في اليوم ليصل الى مستوى 84.6 مليون برميل في اليوم خلال العام وان انتاج النفط من خارج المنظمة / بضمنه سوائل الغاز المنتجة من قبل المنظمة / سوف يزداد بمقدار 1.7 مليون برميل في اليوم ليصل الى مستوى / 56 / مليون برميل في اليوم. وأضاف ان الطلب على نفط منظمة الاوبك خلال هذا العام سوف يكون بحدود 28.5 مليون برميل في اليوم مؤكدا ان المنظمة قادرة بالتالى على تلبية الاحتياجات النفطية لهذا العام في حالة تحقق تلك المؤشرات.

وفي تعليقاتهم على اسعار النفط نقلت وكالة »رويترز « عن ريتشارد باتي من ستاندرد لايف»قوله بالطبع يختلف كليا تأثير سعر 60 دولارا للبرميل النفط في 2006 عن تأثير الاسعار المرتفعة في السبعينات أو الثمانينات.» وتابع «أضحت الطاقة عاملا أقل أهمية في الاقتصاد العالمي. وفي الوقت الحالي يمثل الانفاق على النفط حوالي اثنين بالمائة من اجمالي الناتج المحلي الأميركي وهو ربع ما كان عليه في عام 1980» ولكنه ذكر أن ارتفاع الاسعار عشرة دولارات أخرى واستمرار السعر لنحو عامين قد يسبب مشاكل لترتفع نسبة التضخم بمقدار 0.25 بالمائة سنويا وينخفض معدل النمو بالنسبة نفسها.

وكان الطلب المحرك الرئيسي للاتجاه الصعودي الذي قاد زيادة أسعار النفط ثلاث مرات منذ بداية عام 2002 غير أن محللين يقولون ان المخاوف بشأن الامدادات تتحرك نحو الصدارة.

وقال مايك ويتنر من بنك كاليون الاستثماري «مكمن الاختلاف عن العامين الماضيين أن المخاوف الخاصة بالامدادات تقود السوق». وأضاف «قاد الطلب صعود الاسعار وليس اي مشاكل في الامدادات لذا لا يتهدد الطلب اي ضرر بسبب هذه الاسعار». ونما الاقتصاد الأميركي بنسبة 1.6 بالمائة في الربع الاخير من العام الماضي وهو أبطأ معدل في ثلاثة اعوام. وتوقع معظم الاقتصاديين أن يرتفع معدل النمو مرة اخرى ولكن البيانات التي صدرت في الآونة الاخيرة جاءت متباينة.

وصرح رئيس أوبك ادموند داوكورو لرويترز بأن سعر النفط عند 60 دولارا للبرميل ليس له تأثير يذكر على سلامة الاقتصاد العالمي. وقال «التأثير على نمو اجمالي الناتج المحلي ضعيف جدا. تمكن نمو اجمالي الناتج المحلي من استيعاب أسعار النفط المرتفعة». ويقلق أوبك التي تضخ ثلث الانتاج العالمي من خام النفط ان تستمر هذا العام المخاوف بشأن الامدادات التي ساهمت في رفع الاسعار وأن تقود لمزيد من الصعود في أسعار الخام.

وتعهد مسؤولون في قطاع النفط في ايران بالا تتأثر الامدادات غير أن الرئيس محمود احمدي نجاد يصر على موقفه المتصلب. وساعدت المخاوف الخاصة بالامدادات في كل من نيجيريا وايران على صعود أسعار النفط الى 69.20 دولار قبل الاجتماع السابق لاوبك الذي أبقى على مستويات الانتاج دون تغيير. ويعتقد على نطاق واسع أن اوبك تدافع عن سعر 50 دولارا كحد أدنى لسلة خاماتها أي حوالي 57 دولارا للخام الأميركي. وبلغ اخر سعر لسلة اوبك 59.08 دولار للبرميل. ويبلغ سقف الانتاج الرسمي للمجموعة 28 مليون برميل يوميا باستبعاد العراق الذي لا يخضع لنظام حصص الانتاج.