خالد الجفالي: البيوت التجارية في جدة لم تغب .. وليس هناك ناد للأثرياء لكن تكتلات مبررة

نائب رئيس شركة الجفالي لـ الشرق الاوسط : لا نية لطرح الشركة في سوق الأسهم السعودية

TT

البيوتات التجارية في جدة همومها كثيرة وحقائبها مليئة بالأعمال، كانت طوال العقود الماضية حاملة لواء المال وحامية قصور العمل وملهمة الحالمين بدخول عالم التجارة. الاقتصاد السعودي يدخل في طفرة غير مسبوقة، بعض تلك البيوت استرخى قليلا، وبعضها لا يزال شابا يركض في فضاء المال، بحثا عن موقع جديد. اللهث وراء التحول للشركات المساهمة لم يكن من هواجس خالد الجفالي نائب رئيس شركة الجفالي في السعودية، بل أصر على أن شركتهم ليست في حاجة للتحول حاليا، نادي النخبة المالية لم يعد يسيطر على جدة، لكن التكتلات المالية مبررة في زمن الأعمال الضخمة. الواقع الجديد لخريطة المال في السعودية بدأ بالتغير السريع من رجال العقار إلى رجال الأسهم، ومن أسر عريقة في مجال المال إلى مليونيرات جدد «طفروا» خلال عام أو عامين، كل ذلك دعانا لحوار شامل مع خالد الجفالي، ابن أشهر الأسر التجارية بجدة.

> خروج بعض البيوت التجارية من غرفة جدة، وبعض البيوت التجارية مات دورها بموت رواد الغرفة. إلى ماذا تعزو مثل هذا العزوف عن هذه المؤسسة المدنية، رغم أن دور المؤسسات المدنية قد تطور كثيراً في الآونة الأخيرة؟

ـ لا يمكن اعتبار الأمر عزوفاً، بل هناك تغيير، والتغيير دائماً مفيد، فالطريقة التي كانت تدار بها الأعمال بالأمس لم تعد المناسبة اليوم، ونوعية الأعمال تطورت وتوسعت، كما أصبح هناك تزايد ملحوظ في عدد رجال الأعمال، ولم تعد القضية محصورة على بيوتات محدودة كما كان سابقاً، وهذا ـ كما ذكرت ـ أمر جيد.

من جهة أخرى، أصبح الدخول في عضوية الغرفة التجارية يتم عبر الانتخاب، وهذا يعطي فرصا متساوية للجميع، أما موقف البعض فلا أظنه عزوفا أو «زعل» أو شيئاً من هذا القبيل، لكني اعتقد انهم بعد عهد طويل من العمل في الغرفة، أحبوا أن يفسحوا المجال لدماء جديدة، وعلى الرغم من خروجهم من باب الغرفة، إلا أنهم ما زالوا فاعلين، ويقدمون خدمات متعددة لقطاع المال والأعمال، وهذا واضح من خلال الأسماء التي نشهدها تظهر من حين لآخر، ويمكن القول ان جدة متميزة في هذا المجال، علما انه لا يزال هنالك وجود قوي ومؤثر لبعض العائلات التجارية العريقة، والذين كانت أسماؤهم لامعة في الفترة السابقة في الغرفة. > هل انشغلت العائلات المعروفة بأعمالها وتركت الباب مفتوحاً لدخول رجال أعمال جدد قد لا يكون لهم ذلك التأثير والزخم التجاري في المدينة، فالواقع يقول ان هناك العديد من أصحاب المؤسسات الصغيرة قد يقودون هذا العمل على العمق التجاري في جدة؟

ـ انشغال كل رجل أعمال بتنمية استثماراته أمر طبيعي، ولكن هل هذا سبب دخول الجدد والذين ليس لهم التأثير كما ذكرت! لا أظن، فأنت هنا تقارن بين جدة وتجارتها ورجال أعمالها قبل عشرين عاماً وربما أكثر، وفي ذلك الوقت كانت المدينة أصغر وتحركات رجال الأعمال واضحة ومشاهدة، كما أن لمعرفة التجار ببعضهم ووجود العلاقات الاجتماعية بينهم، دورا في جعلهم أكثر وجودا من اليوم، حيث اتسعت المدينة وتوسعت مجالات الاستثمار ودخل تجار جدد من داخل المدينة وخارجها وهو أمر طبيعي، إذ من غير المتوقع أن تظل جدة أو أي مدينة تجارية أخرى في العالم معتمدة على نفس الأسماء ونفس الأنشطة التجارية. وبالمناسبة، فوجود الشركات الصغيرة ورجال الأعمال المبتدئين مهم، ومن المعروف في بعض دول العالم أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تمثل نحو 80 بالمائة من اقتصاد هذه الدول. > تتصاعد بين الفينة والأخرى شكاوى من صغار التجار ضد نادي الأثرياء بجدة، فحواها سيطرة البيوت التجارية التقليدية عليه، ولا يسمح بدخول رجال الأعمال الجدد، كونه مغلق دونهم، مما يحرمهم من الانضمام للنادي والمشاركة في الحياة التجارية والصفقات وغيرها، هذه الشكوى سمعتها من رجل أعمال نما خلال العشر سنوات الماضية ولم تكن له جذور في هذا المجال؟! ـ أولاً، لا أظن أن هذا صحيح، لكن طبعاً هناك تكتلات في جميع أنحاء العالم وكذلك في المملكة وفي جدة لتبادل وجهات النظر والآراء، وخلال العشر سنوات الماضية في المملكة حدثت طفرة لم تحدث في دول أخرى أو حتى لم تشهدها المملكة، كما أن الطفرة التي نعيشها الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي كان من نتائجها الإعلان عن أعلى وأكبر ميزانية للمملكة في تاريخها بالنسبة للإيرادات والنفقات قد ساهمت في إبراز جيل جديد من التجار الذين حققوا ثروات خلال العشر سنوات الماضية توازي أضعاف الثروات التي لدينا لأنهم دخلوا بأنظمة ومنطق جديد وليس على أساس الأعمال التي كنا نسير عليها في الماضي، والعديد من البيوت التجارية القديمة لم تسر في هذا الاتجاه الجديد، من ناحية أخرى المملكة موحدة، والحمد لله، من نواحي الحكم والقوانين المالية والتجارية، وهذا أعطى فرصا متكافئة للجميع، ولم تعد هناك بيوت مختصة في جميع أنواع التجارة والصناعات المختلفة مثلما كنا عليه في الماضي، وصار كل واحد في اختصاصه يعمل على تمتين وتقوية أنظمته وتجارته لأن التنافس صار ليس في المملكة فقط بل على نطاق العالم، وفيما يختص بدخول نادي الأثرياء كما وصفته فأنا لا أتفق معك بأن هناك رفضا ولكن يمكن أخذ الموضوع في الإطار الطبيعي، وهو العلاقات التي تربط المجموعات المتقاربة أو المتعارفة، ومع هذا فقد زاد اتساع الدائرة ولك أن تلاحظ الأسماء الفائزة بانتخابات غرفة جدة الأخيرة، لكن ما إذا كانت الشركات العائلية ستذوب فالله اعلم لأنه كما هو معروف هناك مشاكل عائلية تؤثر كثيرا على سياسات الشركات العائلية.. ومن الممكن أن تذوب الشركات العائلية إن حدث ذلك، وهناك نماذج لشركات ذهبت إلى خارج المملكة. لكن مثل هذا الشيء يحز في نفس أي مواطن لأنه ليس من مصلحة المملكة أن تذوب مثل هذه الأسماء التي كان لها دور أساسي في تأسيس المملكة وكانت رائدة في مجالها وعملها. > هل ستتحول شركة الجفالي إلى شركة مساهمة وتستفيد من الجو الصحي الملائم في المملكة للتحول إلى شركة مساهمة؟! ـ في الوقت الحالي ليس هناك تفكير في ذلك، لكن السؤال لماذا تتحول الشركات العائلية لشركات مساهمة أو تطرح أسهمها إلى الشراكة أو إلى شركات مساهمة مقفلة! أولاً الشركات التي تنحو لهذا الاتجاه هي شركات تحتاج لزيادة رأسمالها أو إلى التوسع أو شراكات أو تقنيات مختلفة أو جديدة من داخل المملكة أو خارجها على أساس التوسع. نحن في شركة الجفالي مرتبطون بشركاء أجانب منضوين معنا في شركات ذات مسؤولية محدودة أو شركات مشتركة، ولا بد أن نأخذ موافقتهم إذا أردنا التحول إلى مساهمة عامة، ولكن إلى الآن لم نفكر في هذا الأمر، لكن كل شيء وارد. > كانت جدة حتى وقت قريب هي مصنع المليونيرات ورجال الأعمال السعوديين، لكن الآن ترهل فيها كل شيء وترهل قطاع المال والأعمال، حتى أصبح رجال مال وأعمال يأتون من المناطق الأخرى ليطوروا المخططات وغيرها. ـ إذا أخذنا الأمر من ناحية التطوير، فإن جدة مثلاً قد سبقت الرياض في البدء في عملية التطوير بمراحل وهذا ربما ما ساهم في صناعة كثير من رجال الأعمال، أما الآن أصبحت الرياض تسبق جدة بمسافات بعيدة، كما أن حركة التجارة من ناحية البيع والشراء كانت هي الأكبر في جدة في الماضي لكن أخيرا حدثت تطورات كبيرة وأصبحت المدن السعودية متقاربة فيما بينها وتوزعت أنشطة التجار على كافة المدن، خاصة المدن الصناعية من ناحية وجذبت جدة تجارا ورجال أعمال من مناطق مختلفة من جهة أخرى، لذلك تجد المتخصصين في التطوير العقاري مثلاً يجوبون المملكة كلها ويضعون بصماتهم، وهذا ليس نقصاً في تجار المنطقة أو تدخلا في شؤونهم بل أصبح هناك تخصص، أصبحت المملكة كلها سوق واحد لأي تاجر.

> لماذا تحولت جدة إلى مدينة طاردة للأعمال؟ ـ ترهل البنية التحتية هو أمر أساسي، وأنت تعلم أن جدة عائمة على البحر، في السابق كنا نحفر لأساسات البناء وبعد 12 مترا بالقليل تخرج المياه الجوفية، الآن لا وجود للمجاري والصرف الصحي فيخرج الماء بعد متر أو أكثر من متر فتضرب الأساسات مما يزيد من التكلفة الإجمالية، وهذا يجعل المستثمر يفكر في التكاليف والتي بإمكانه التقليص منها إن هو أقام مشروعه في مكان آخر، لكن رغم ذلك تشهد المدينة حركة عمران كبيرة على الكورنيش وعسى أن تطال أجزاء أخرى من المدينة، كما نأمل أن تحل مشكلات البنية التحتية لتعود جدة كما كانت وأفضل.

> أين مساهمات رجال الأعمال في جدة؟ ـ مع الطفرة دخل رجال الأعمال في أعمال الأراضي وسوق الأسهم. > أقصد المساهمة في تنمية جدة.. المساهمات التي ليس وراءها عائد لهم، على سبيل المثال المهندس محمد جميل له إسهام في احد تقاطعات الطرق في جدة، وفي جدة العديد من رجال الأعمال لا تظهر لهم مساهمات في تنمية البنية التحتية للمدينة كحدائق وغيرها؟ ـ أنت تقصد ما يسمى بمشروعات المسؤولية الاجتماعية وهي موجودة ولكن ربما لقصور الإعلام في إبرازها أو لعدم رغبة القائمين بها الإعلان عن أنفسهم لم يتم معرفة الكثير منها، وفي هذا الإطار تم تعييني من قبل الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز في الدائرة الاقتصادية والاجتماعية في جدة والتي تهتم بتطوير مشروعات للمنطقة بدعم من الأمير ومن رجال الأعمال، وقد قمنا ومن خلال هذه الدائرة بأعمال عديدة منها تطوير المقابر وتنظيفها، وتطوير وتنظيف مقبرة منذ عام 1860م تقريبا للمسيحيين، وتتم الآن دراسة ترميم البلد القديم، وهناك تبرعات لمعهد الصم والبكم، ومن ضمن المشروعات التي تتحدث عنها مستشفى عبد اللطيف جميل الخيري، ومركز العون باسم احمد الجفالي للأطفال المعاقين، وميادين وكورنيش جدة، معظم هذه الأشياء تتم بتبرعات من رجال الأعمال، ألا يعتبر هذا من المساهمة في تنمية جدة؟

> هل تراجع حجم سوق الوكالات بالمملكة؟ فكثير من البيوت التجارية خدمت نفسها وخدمت الوكالات التجارية، إلا أن السوق يبدو انه لم يعد سوقا للوكالات التجارية هل تراجع حجم سوق الوكالات؟ وما هي الأسباب؟ ـ بدخول المملكة في منظمة التجارة العالمية، سيسمح لأي شركة أن تدخل سوقا وتفتح موقعا تجاريا لها من دون وجود وكيل سعودي، وهذا لن يحدث إذا كان للوكيل القديم علاقات طيبة ومباشرة مع الشركة الأم واتفاقيات تحكم العلاقة، لكن على فترات دخلت العديد من الوكالات من جميع أنحاء العالم، كان التوجه في البداية لأميركا ثم تحول إلى أوروبا والآن إلى آسيا كاليابان والصين والهند وباكستان وأصبح التركيز على نوع معين من السلع وأصبح هناك متخصصون ينافسونك بشكل أكبر، وبالطبع من دون منافسة لا يوجد إبداع ولا يستفيد المستهلك. معظم الشركات لم تعد تعطي منتجاتها لوكالات حصرية لجميع أنحاء المملكة مثلا. أصبحت تعطي من دون أن تكون حصرية ولها الحق في أن تغير وكيلها، وهذا جعل الوكيل السعودي يعمل جاهدا لإنجاح الوكالة والسلع التي هو وكيلها. عموماً نحن نعمل بأنظمة تجارية عالمية، سواء كان الأفضل وجود الوكالات الحصرية أو توزيعها أو حتى دخول الشركات الأجنبية بنفسها للسوق، القضية أصبحت عالمية وعلينا التحدث والعمل بنفس اللغة.

> كان إسماعيل أبو داوود ـ رحمه الله ـ يتحدث في مجلسه عن تحول البعض من عمال يقودون الشاحنات إلى مالكين لأكبر أسطول للشاحنات في المملكة، وكيف أنهم تحولوا بفضل مساعدته من عمال إلى عائلة تجارية أخرى، لماذا لا نرى مثل هذه التجارب تتكرر مع رجال الأعمال الذين ورثوا من آبائهم المال ولكنهم لم يرثوا قيمة التسامح والعطاء والأخذ بيد رجال الأعمال. بل بالعكس هناك من يأخذون تعهدا الآن ولا يساعدون أحدا!! ـ في البداية كانت الفرص موجودة وأسهل لإنشاء الشركات، لقد أصبح التنافس أسوأ بكثير مما كان عليه في السابق، وهذا ليس تبريراً لأن الشاب لا بد أن يكون طموحا، والشاب السعودي هو الذي نعتمد عليه للحاضر وللمستقبل، لأنه هو من سيكون البنية الأساسية، والدولة ككل ستعتمد على هؤلاء الشباب المنتجين في المجتمع أو في الصناعة أو في الخدمات. بالعكس اليوم هناك برامج متخصصة لدى الشركات تساعد وتعطي تسهيلات لأصحاب الورش أو أصحاب قطع الغيار أو السائقين أو غيرهم ليصبح عندهم سيارات خاصة يشترونها ويقودونها بأنفسهم تلقائيا، لكن الأمر يحتاج إلى شباب طموح يعمل وينتج فالكرة في ملعب الشباب الآن، كما أن الدولة لم تقصر من نواحي القروض من البنوك. والتسهيلات ـ المصانع ـ والبنوك المحلية ـ وبنك التنمية الصناعية كلها تعطي قروضا ميسرة وهناك العديد من البرامج المدعومة من الشركات والتي تصب جميعها في مصلحة الشباب.

> لكن البنوك المحلية لا تعطي قروضا إلا للموظفين؟ ـ لكن بنك التنمية الصناعي إذا أحضرت له مشروعا يعطيك نسبة من مكون المشروع (رأس المال). > أين دور الغرف التجارية؟ يقال ان الغرف أعطيت دورا أكبر من حجمها، ويطلب منها دور أكبر من حجمها، ما رأيك؟ ـ الغرف طبعا مطلوب منها دور كبير، ويجب أن تلعب دورا اكبر بكثير على نطاقها المحلي بالنسبة للتجار، وهي لم تعط اكبر من حجمها، بل هي مطالبة بلعب دور أكبر وترك بصمات واضحة على قطاع الأعمال، على سبيل المثال، غرفة جدة بدأت تلعب دورا مهماً، خاصة بالنسبة للتجار الصغار، ومطلوب منها دور فعال على نطاق جدة كما أن الغرف التجارية الأخرى والتي يبلغ عددها واحدا وعشرين غرفة مطالبة بالتحرك على المستوى المحلي، أي مع تجار المنطقة التي تعمل بها ثم على نطاق أوسع مع الغرف الأخرى ومد يد التعاون لأن ذلك سيزيد من فاعلية الغرف، خاصة الصغيرة والتي تعاني من شح الموارد المالية وقلة عوامل جذب الاستثمارات.

> أين يقف سقف طموحكم بالنسبة للغرفة الدولية التي تتولون رئاستها؟ ـ الغرفة عمرها 30 عاما في المملكة ومستقبلها واعد، لكنها في الماضي لم يأتها دعم أو تركيز، الغرفة اختصاصها (الشؤون الدولية) من نواحي الاتفاقيات والمحاكم الدولية والتحكيم، وعقدنا أخيرا في الرياض مؤتمرا عن التحكيم، وكان ناجحاً، ولله الحمد، وقد رعاه الأمير الدكتور بندر بن سلمان آل سعود، مستشار خادم الحرمين الشريفين، والذي يرأس لجنة التحكيم التابعة للغرفة الدولية السعودية. كما حضر المؤتمر، ولأول مرة، رئيس هيئة التحكيم الدولية الدكتور روبرت برانر، والغرفة الدولية تعمل على تطوير أفكار ورؤى التجار السعوديين وكيفية تعاملهم مع الشركات التي أصبحت تأتي الآن إلى المملكة، وكيفية إبرام الاتفاقيات والتعامل معها، فالغرفة التجارية الدولية هي المرجع لجميع الغرف التجارية حول العالم من خلال اتحاد الغرف العالمي التابع لها، كما انها الجهة المخولة دولياً لسن القوانين التجارية الجديدة بالتنسيق مع الأمم المتحدة وبعض الهيئات الدولية، فلها دور كبير في مناقشات سياسات منظمة التجارة العالمية، وفيها أعضاء من كبريات الشركات من مختلف أنحاء العالم وبها أعضاء من أكثر من 150 دولة.

المملكة لا بد أن تلعب دورا مع هذه الدول في التنسيق وتنظيم القوانين. الغرفة الدولية ومقرها في الرياض لنا فيها طموح كبير نعمل على تحقيقه، بإذن الله، وهي تحت مظلة مجلس الغرف، وبإذن الله، تعم أنشطتها كل مناطق المملكة.

> أين النساء في شركة الجفالي؟ ـ لدينا نحو 65 سيدة وفتاة يعملن في شركاتنا المختلفة في أقسام مخصصة للنساء في الجفالي، وذلك تطبيقا لأمر أمراء المناطق، وقد أثبتن وجودهن. وللنساء دور كبير جدا في العمل مع الأخذ في الاعتبار التقاليد والعادات في المملكة. والمجال مفتوح، لهن، مثلهن مثل الرجال للترقي على الدرجات، ودخولهن في الغرف الآن يعتبر فاتحة خير لهن، وبالمناسبة فإن هناك شركات تفكر في نقل تقنية المعلومات من بعض الدول مثل الهند، لكن لماذا يحدث ذلك ونحن لدينا المرأة، والسيدة يمكن أن تعمل من بيتها أو في الشركات بحسب الأنظمة المتبعة في العديد من المجالات المتاحة كالكومبيوتر والحسابات وغيرها، يمكن أن نستفيد من خدمات السيدات في ذلك. خبرتنا وتجربتنا في هذا الصدد كانت ناجحة، كما لا بد أن نستفيد من خدمات المعاقين ليتحولوا إلى شيء منتج في المجتمع.

> المملكة فيها خير ـ بحمد الله ـ وتؤمن وتفكر في الطفرات الحادثة التي يجب أن نفكر في كيفية الاستفادة منها، ماذا تقول للمستثمرين الجدد؟ ـ أن يقرروا ما يريدون عمله وأن يركزوا جهودهم، وأن يتحملوا الخسائر في المرحلة الأولى، وألا ينسحبوا كما حدث للكثيرين، فمن طلب العلا سهر الليالي، وكبار التجار في العالم لم يكونوا شيئا ثم صاروا أرقاما، وفي التاريخ القريب، كان المواطن يسير مشيا من جدة إلى الطائف، وكانوا يتنقلون بالدواب، ثم أصبحوا تجاراً يشار إليهم بالبنان. أقول انه لا بد من العمل، نحن في بعض الأوقات نركن، ونقول نحن في خير ولا داعي للاجتهاد، وننسى أن لنا مستقبلا وأطفالا، وطلبات ومسؤولية تجاه الأجيال القادمة، فلا بد أن نبني بنية أساسية، تسهل السير في المستقبل، ولا بد من العمل بجهد، وألا نقلد بعضا في المشروعات، أي لا يبادر الآخرون بمحاكاة بعضهم، عندما ينشئ أحدنا محطة بنزين فيقومون بتقليده، كالمثل القائل: «مع الخيل يا شقرا»، لا بد من العمل بأمان وإخلاص وشفافية مع الوطن وبقية الناس والتفكير في مشروعات جديدة ومختلفة. المستثمر الجديد يجب أن تكون أدواته التي يستخدمها في اختيار مشروعه ودراسة جدواه أكثر دقة، على أن ينظر الآن وبحرص للعوامل الجديدة مثل الانفتاح الاقتصادي ومنظمة التجارة العالمية والتفكير البعيد المدى، ويظل السوق مفتوحا لكل قادم طموح.