أرباح قياسية لفولكسفاغن تعزز موقف رئيس الشركة المهدد بالعزل

نجاح برنامجه لتقليص النفقات يثير جدلا بين العمال

TT

تحول رئيس شركة فولكسفاغن الألمانية بيرند بيشتسريدر، الذي ينتهي عقد عمله نهاية هذا العام، من الدفاع إلى الهجوم بعد إعلانه عن الأرباح القياسية التي حققتها الشركة عام 2005. وأكد بيشتسريدر في إعلانه عن ميزانية فولكسفاغن لعام 2005 يوم أمس الثلاثاء أن الشركة حققت نموا يعادل في سرعته ضعف معدل النمو في أفضل شركة أخرى لإنتاج السيارات في العالم.

وعلى خلفية الصراع المرير على رئاسة الشركة مع رئيس مجلس إدارة الشركة، ورئيسها السابق فيردناند بيش، قال بيشتسريدر إنه يأمل «أن يقود الشركة على طريق النجاح سوية مع بقية الزملاء». وأضاف «نحن مجمعون على أن علينا أن لا نجزيء أنفسنا». وكان بيش قد نوه في تصريحات سابقة إلى احتمال عدم تمديد عقد عمل رئيس الشركة بعد الخسارة التي سجلتها الشركة عام 2004 والبالغة 250 مليون يورو.

وحققت فولكسفاغن عام 2005 بيع 5.24 مليون سيارة من مختلف الفروع، وهو ما رفع الميزانية بنسبة 61%. وواصلت الشركة الأم فولكسفاغن، إلى جانب فرعها «أودي» تحقيق الأرباح مقابل خسارة طفيفة حققتها «الشقيقة» سيات في اسبانيا. وزادت مداخل الشركة في العام المذكور بنسبة 7% لتقفز إلى 95,3 مليار يورو.

ومدعوما بقوة أرباح عام 2006 البالغة 1.1 مليار يورو، جدد بيشتسريدر عزمه على مواصلة برنامج إصلاح بنية شركة فولكسفاغن الذي يعتبر أحد مصادر الثقة المهزوزة لإدارة الشركة بأسلوب قيادته. وأشار إلى أن برنامجه الإصلاحي « فور موشن» قلص تكاليف الشركة وكلفة العمالة ووفر للشركة مبلغ 3.5 مليار يورو عام 2005. وتشجعه هذه الحال على تطبيق برنامجه الإصلاحي الثاني المسمى «فور موشن بلص» الذي يتوقع أن يخفض صرفيات الشركة بمقدار 10 مليارات يورو ويوفر 5.1 مليار يورو إضافية بمثابة أرباح. وتبدو الصورة مشجعة لبيشتسريدر هذا العام أيضا، لأن الشركة باعت في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين 790 ألف سيارة، أي بزيادة قدرها 15% عن نفس الشهرين من العام الماضي. مع ذلك قدر رئيس الشركة هذه الأرباح بـ«غير المرضية» ووعد بزيادتها.

ويواجه بيشتسريدر عدة مشاكل مع إدارة الشركة بسبب برنامجه الإصلاحي والمنافسة من بقية أعضاء مجلس الإدارة. وسبق لفريدناند بيش، غريمه الأساسي، أن رشح رئيس شركة أودي، وعضو مجلس الإدارة، مارتن فنتكورن ليخلف بيشتسريدر على عرش الشركة الألمانية. كما يواجه بيشتسريدر معارضة قوية من النقابات العمالية بسبب برنامج «ترشيق» الملاكات الذي ينتظر أن يصيب نحو 20 ألف عامل من مجموع 100 ألف تشغلهم الشركة. كما أثار رئيس الشركة الكثير من الانتقادات العمالية حينما نوه في برنامج «فور موشن بلص» إلى احتمال زيادة أوقات العمل إلى 35 ساعة على مدى خمسة أيام من الاسبوع. وتعتمد الشركة حاليا خطة عمل على مدى أربعة أيام و بـ28 ساعة عمل اسبوعيا.

وبعد الإعلان الحاسم أمس عن نجاح برنامجة الإصلاحي، متمثلا بالأرباح المعلنة، يبقى على بيشتسريدر أن يكسب النقابات إلى جانبه عبر مقترحات جديدة. فأشار في تصريحه الصحافي إلى انه سيعجز عن قيادة الشركة بالضد من إرادة العمال. ويتوقع بيشتسريدر أن يكسب بعض أصوات مجلس الإدارة إلى جانبه، بالضد من بيش، عند التصويت على تمديد عقد عمله من عدمه في ابريل (نيسان) القادم.

ونظرا للأهمية الفائقة التي يعلقها الاقتصاد الألماني على تجنب تقليص العمالة في الشركات، فمن المهم أيضا إلقاء نظرة على برامج منتجي السيارات الألمان الآخرين. إذ تنفذ أوبل برنامجا لتقليص عدد العاملين فيها بنسبة 30%، وسرحت الشركة في العام الماضي نحو 9500 عامل واقتصدت نحو 500 مليون يورو من خلال هذا الإجراء. وتخطط دايملر كرايسلر لتسريح 8500 عامل ودفع التعويضات المالية لهم بهدف تقليص كلفة الانتاج.

وتبدو الصورة أفضل من ذلك في شركة بي أم دبليو التي لم تسرح أي عامل عام 2005، وتخطط لتوظيف عمال إضافيين عام 2006. ووظفت الشركة 11 ألف عامل جديد بين 2001 ـ 2004. وهو ما يحدث مع شركة بورش التي رفعت في العام الماضي عدد موظفيها بنسبة 1.8% (نحو 12 ألف عامل).