خطت البحرين أمس خطوة أخرى نحو جذب الاستثمارات الأجنبية، هذه المرة باتجاه جذب صناعة السيارات إلى المنطقة الخليجية التي مازالت بعيدة عن هذه النوعية من الاستثمارات، بعد أن دشن في البحرين أمس أول مصنع من نوعه للسيارات في منطقة الشرق الأوسط، بالتعاون مع شركة روف الألمانية التي ستصنع طرازا جديدا يختص بالبحرين فقط (سوبر كار)، ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من إقامة المصنع خلال الاشهر الستة المقبلة، على أن يتم عرض أول سيارة مصنوعة بالبحرين بالكامل قبل نهاية العام الجاري.
وأعتبر الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد البحريني الذي دشن المصنع أمس، أن مثل هذا المشروع يتماشى مع الاستراتيجية التي تقوم بها بلاده لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية في كافة القطاعات، وكشف عن دراسة تقوم بها الجهات المختصة لإقامة مشاريع مماثلة مع شركات سيارات عالمية كبرى، إلا أنه أكد على ضرورة أن تتم تلك المشاريع بشكل تدريجي بحيث يتم إنشاء مصانع سيارات عن طريق تجميع القطع قبل الانتقال إلى مرحلة التصنيع الكامل، وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن إنعكاس الخطة الاقتصادية للبرنامج الإصلاحي للملك حمد، قال إن هناك نموا ملحوظا في الاقتصاد البحريني بعد أن بلغ إلى مستويات جيدة في عام 2005 عندما بلغ 6%، مؤكدا على ارتفاع هذا النمو خلال العام الحالي، ولكنه تحفظ عن ذكر أرقام محددة للنمو خلال عام 2006، واكد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد البحريني رئيس مجلس التنمية الاقتصادية على متانة علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين بلاده وجمهورية المانيا «خاصة في القطاعات التجارية والاقتصادية»، وقال ان اختيار شركة روف لمملكة البحرين لتدشين هذا المشروع «قد عكس السمعة الطيبة التي تتمتع بها البحرين في مجال المال والاستثمار»، مشيرا الى ان وجود هذا النوع من الاستثمارات يعطي مؤشرا آخر على نجاح البحرين في استقطاب الشركات والمؤسسات العالمية وتنوع قطاعات الاستثمار فيها، واضاف بأن هذه المشاريع وغيرها من شأنها ان تفتح آفاقا جديدة وفرصا واعدة للعمل امام الكوادر الوطنية، واشاد في هذا الصدد برغبة شركة روف بالاهتمام بتوظيف وتدريب البحرينيين في مختلف القطاعات الهندسية والتقنية التي تحتاجها هذه الشركة، واشار الى ان مجلس التنمية الاقتصادية ووفقا للبرامج التي يسير عليها فان هذا النوع من الاستثمارات هي مجالات جديدة سيسعى المجلس الى تعزيزها خاصة انها سوف تجتذب الكوادر البحرينية المهنية، موضحا بأن التوجهات الجديدة للمجلس التي يجري العمل بها بالتعاون مع الحكومة برئاسة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء تعمل على تذليل كافة المعوقات امام انسياب الاستثمارات وتأسيس الشركات والمشاريع الاستثمارية في البحرين بالشكل الذي يعمل على ايجاد المناخ والبيئة التي تتعدد فيها القطاعات والاعمال بما يعود على المملكة وشعبها الوفي بمزيد من الخير والنماء. ويعتبر تدشين مصنع سيارات راف الفاخرة، باكورة لاستراتيجية بحرينية متكاملة للاستفادة من تواجد حلبة البحرين الدولية وخطة البحرين الذاهبة باتجاه أن تكون موطن سباق وصناعة السيارات في الشرق الأوسط، ويقام المصنع على مساحة 32 ألف متر مربع في المساحة المحيطة بحلبة البحرين الدولية، التي تستضيف غدا الجولة الافتتاحية لبطولة الفورميلا1، ويتراوح سعر السيارة الواحدة من هذه النوعية من السيارات من 500 ألف إلى مليون يورو وعلمت «الشرق الأوسط» أنه تم بيع كامل إنتاج المصنع من السيارات للعام المقبل قبل تدشين المصنع.
وقال لـ«الشرق الأوسط» الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالبحرين إنها المرة الأولى التي تستضيف دولة شرق أوسطية مثل هذا المشروع الذي يصنع السيارة بالكامل وليس مصنع لتجميع السيارات كما كانت شركات السيارات سابقا في مشاريعها المشابهة بالمنطقة، وأضاف أن حتى نوعية السيارة سيكون جديدا وطرازا تطرحه الشركة للمرة الأولى في تاريخها، مبينا أن المصنع يتميز باستقبال الطلبات الخاصة لكل سيارة بمواصفاتها الخاصة التي يرغبها الزبون، وأفاد أن المصنع تم تصميمه بنفس طريقة تصميم حلبة البحرين الدولية، بعد أن قام بتصميم المصنع وصالة العرض نفس مصمم الحلبة، واشار إلى وجود ميزة ليست موجودة في المصانع الأخرى، باعتبار أن الزبون يتمكن من تجربة السيارة التي يرغب بشرائها على أرض الحلبة نفسها، ووفقا للشيخ فواز بن محمد فإن سنغافورة دخلت منافسا قويا لاستضافة المشروع، «إلا أن الشركة الألمانية اختارت البحرين مقرا لها بعد أن شهدت التطورات الإقتصادية التي تشهدها البحرين وانعكاس ذلك على الاستثمارات التي تستقطبها المنامة».