هبوط حاد في مبيعات الحطب والفحم في أسواق السعودية مع تقلص برودة الموسم الشتوي

تجار : لا توجد خسائر فعلية برغم تكدس الكميات في المخازن

TT

كشفت مصادر عاملة في أسواق الحطب والفحم السعودية عن تراجع حاد في حجم مبيعات موسم شتاء هذا العام نتيجة انعدام الأمطار وارتفاع درجات الحرارة نسبيا في الموسم الشتوي، حدت من حركة استهلاكها وتوافد العملاء على الأسواق المتخصصة للشراء، مفيدين بأن التراجع لم يتسبب في خسائر فعلية لعدة أسباب أجملوها في إمكانية التسويق لاحقا على بعض المستهلكين من المطاعم ومحلات بيع الوجبات السريعة، وثانيا قدرة الحطب والفحم على البقاء للموسم المقبل من دون تأثر في جودتها.

وأوضح عيد بن عمير، مستورد للفحم والحطب، انعدام الأمطار التي كانت ستقوم بلعب دور رئيسي في حركة صعود مبيعات التجار إذ أن سلوك استهلاك السعوديين يتزايد بعد فترات هطول الأمطار عن بقية الدول، إذ يقومون بالخروج المكثف للمناطق المجاورة للمدن والبر وشراء كميات كثيرة من الحطب أو الفحم، مشيرا إلى أن انعدام هطول الأمطار خاصة على بعض المدن الرئيسية في السعودية تسبب في تكدس الكميات المهيأة للبيع هذا الموسم.

ولفت ابن عمير في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الوضع في السوق يمثل انقباضا في حركة التداول والمبيعات اليومية، مع تنامي حركة مبيعات الحطب والفحم المنتشرة في الأسواق المركزية وعلى الطرقات السريعة والتي تسببت في الحد من نشاط الحركة على الأسواق المتخصصة، لافتا إلى أن ذلك لم يمنع من التأكد على عدم وجود خوف بين التجار لجملة من الأسباب. وحصر ابن عمير عدم تخوف التجار من تراجع مبيعات هذا الموسم إلى أن «فترة حياة المخزون من الفحم والحطب تمتد إلى سنوات وبذات الجودة والفعالية مما يمكننا من استخدامه أو حصر ما يمكن استيراده مستقبلا إضافة إلى اعتماد التجار على عملاء ثابتين من بعض الشركات وكذلك المطاعم ومحال الوجبات السريعة التي تستهلك الفحم بصورة مستمرة، مضيفا في ذات الوقت أن الأسعار لم تشهد أي ارتفاع وبقيت على مستوياتها المعروفة منذ الأعوام الماضية.

وبلغت أسعار رزم الحطب الصغيرة بين 10 إلى 30 ريالا، ويستحوذ حطب الأثل على معظم المبيعات بمتوسط أسعار تبلغ 20 ريالا، فيما تأرجحت أسعار رزم السمر من 15 إلى 25 ريالا. فيما لا تقل أسعار الرزم الكبيرة عن 90 ريالا وعليه تزيد الأسعار كلما زادت الكميات المطلوبة بحسب تقدير الباعة. ويبلغ عدد تراخيص التحطيب الصادرة من وزارة الزراعة السعودية قبل صدور قرار المنع عام 2001 نحو 546 ترخيصا، يستثمر بموجبها 10.9 ألف طن، فيما وصلت أعداد تراخيص الفحم الصادرة لنفس الفترة 539 ترخيصا وتبلغ كميات الفحم المصنعة بموجبها 5.3 طن.

وبين مستورد الفحم طلال الصاعدي أن السعودية تستهلك خلال الفترة الشتوية متوسطا سنويا أكثر من 150 ألف كيس فحم في الشهر الواحد بمتوسط سعري لا يقل عن 25 ريالا للكيس الواحد مما يعني تحقيق عوائد 20 مليون ريال (5.3 ملايين دولار). في حين تصل أسعاره إلى أكثر من 30 ريالا في السوق بعد تصفيته من الشوائب المتعلقة به.

ولفت التاجر الصاعدي بأن «الفحم الصومالي» يستحوذ على نسبة تتجاوز 95 في المائة من السوق السعودي، مشيرا الى أنه يتم استيراد فحم غير مصفى من الشوائب وتتم تصفيته محليا وعليه يزيد سعر كيس الفحم الذي يحوي 20 كيلا إلى أقل من الضعف، منوها إلى أن الفحم السعودي يعد الأفضل جودة حيث يأتي بشوائب قليلة جدا وبفعالية حرارة وتدفئة أعلى إلا أنه نادر الحصول عليه.