الخسائر تزيد أوجاع السوق السعودي في ظل عدم وجود أسباب دامغة للهبوط

هيئة سوق المال ترخص لشركتي «رنا» و«الفريق الأول» لتقديم المشورة المالية

TT

فشلت سوق الأسهم السعودية مجددا في الصعود، حيث واصل مؤشر السوق الهبوط ليغلق متراجعا حوالي 322 نقطة، مستقرا تحت حاجز 15 ألف نقطة، في الوقت الذي شدد فيه الخبراء الاقتصاديون على صعوبة التنبؤ بما ستؤول إليه تعاملات الفترة المقبلة في ظل النقص الحاد للسيولة والتي تعتبر الوقود المحرك للسوق. ولم يخف الخبراء بأن السوق السعودية تعيش الآن مرحلة حرجة أدت لانعدام الثقة، في حين شدد مستثمرون لـ«الشرق الأوسط» على أن البعض لم يصب بالخسارة فقط، بل أصيب باليأس من مستقبل السوق مؤكدين بأن الأسعار لم تعد قادرة على التفاعل كما ينبغي مع المحفزات.

وأغلق مؤشر السوق يوم أمس متراجعا أكثر من 2 في المائة، في حين بلغت قيمة الأسهم المتداولة 10.4 مليار ريال، وزعت على 21 مليون سهم وسط تنفيذ أكثر من 114 ألف صفقة. ويرى رئيس مركز المؤشر للاستشارات المالية، علي الجفري، بأنه يصعب التنبؤ بما ستؤول إليه التداولات القادمة، خصوصا وان السوق تعيش مرحلة حرجة جدا في ظل عدم الاطمئنان الذي ينتاب المتعاملين وعدم الثقة في دخول هذا السوق مجددا، تحديدا في الظروف الحالية. ويؤكد الجفري في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بأن استقرار الأسعار أمر مهم جدا هذه الأيام، مشيرا إلى أن السيولة المتوفرة في السوق تعتبر عمليات بيع وشراء حقيقية، وان المبالغ الكبيرة التي كانت تحققها قيم الأسهم في الفترة الماضية عائدة إلى المضاربات المحمومة على الشركات، وخصوصا الصغيرة منها، وهي ما تفتقده السوق الآن حيث أن هامش المضاربة يكاد يكون معدوما. ويشدد الجفري في حديثه على أن هناك سيولة ضخمة جدا خارج سوق الأسهم السعودية تنتظر إشارة الدخول أو المناخ المناسب لضخها في السوق. وأوضح الخبير والمستشار الاقتصادي، الدكتور ياسين جفري، في حديث مقتضب لـ«الشرق الأوسط»، ان مشكلة سوق الأسهم السعودية تكمن في السيولة، مؤكدا بأنها هي المنقذ الوحيد الذي يستطيع أن ينتشل المؤشر من هذه المستويات الضحلة، وأشار إلى أن سبب خروج هذه السيولة هي البنوك في المقام الأول، نظرا لأنها تمتلك ما نسبته 30 في المائة من حجم السيولة المتوفرة في السوق.

إلى ذلك، يرى خبير الأسهم، محمد النفيعي، ان السوق ستعود بكل تأكيد لسابق عهدها، مشيرا إلى أن كثيرا من المحافظ الاستثمارية التي سجلت خسائر كبيرة بإمكانها أن تعوض خلال الفترة المقبلة. واستبشر النفيعي بعودة عمليات الشراء على بعض الأسهم القيادية يوم أمس، مشددا على أن سوق الأسهم تحتاج لثقة أكبر من قبل المتعاملين. وأوضح ان المؤشرات الاقتصادية التي تعيشها السعودية كفيلة بأن تعيد الأسعار إلى مستوياتها السابقة، وما على المتداولين إلا التروي وعدم الاستعجال، وكذلك عدم الانجراف وراء موجات المضاربة. وقال ان الأسعار الحالية التي هي عليها بعض الشركات تكاد تكون فرصا كبيرة ومغرية إلى حد كبير.

في هذه الأثناء، قال مستثمرون لـ«الشرق الأوسط»، ان البعض لم يصب بالخسارة فقط، بل أصيب باليأس من مستقبل السوق، مؤكدين ان السوق لم تعد قادرة على التفاعل كما ينبغي مع المحفزات. في حين توقعوا بأن تستمر أسهم شركات المضاربة بالانخفاض، بحيث تصل أسعارها إلى مستويات عادلة تعكس أداءها الضعيف، كما أن ترقب المستثمرين للنتائج المالية للربع الأول من عام 2006 للشركات الاستثمارية سوف يساهم في تحديد اتجاه السوق.

كما أكد المستثمرون أن التحذيرات التي وجهها صندوق النقد الدولي في وقت سابق للجهات المالية السعودية من تضخم الأسعار في سوق الأسهم السعودي لم تجد آذانا صاغية، حيث وقع كثير من المتعاملين في شراك هذه المستويات السعرية غير العادلة.

في هذه الاثناء، وقعت شركة «سابك» اتفاقا لشراء حصة شركة «نستي أوي» الفنلندية في الشركة السعودية الأوروبية للبتروكيماويات «ابن زهر»، البالغة نسبتها 10 في المائة من رأس المال، لتصبح الشركة مملوكة لسابك بنسبة 80 في المائة، والنسبة الباقية لكل من شركة إكوفيول الإيطالية، والشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) مناصفة. وبلغت قيمة الشراء 120 مليون دولار، ويتوقع أن تكتمل الإجراءات التنفيذية خلال الربع الثاني من عام 2006. وأعلن مجلس إدارة شركة الشرقية للتنمية الزراعية، انه بصدد توسيع وتطوير المشاريع التخصصية بالشركة مع تكوين شراكات استراتيجية منفصلة في بعض القطاعات، وتنويع أغراض الشركة لتشمل مجالات جديدة عديدة مع تعديل مسمى الشركة إلى شركة الشرقية للتنمية.

إلى ذلك، رخص مجلس هيئة السوق المالية لشركة رنا للاستثمار بممارسة نشاط التعامل بصفة أصيل ووكيل والتعهد بالتغطية، والإدارة والترتيب وتقديم المشورة والحفظ في أعمال الأوراق المالية، كما رخصت هيئة سوق المال لشركة الفريق الأول بممارسة نشاط الترتيب وتقديم المشورة في أعمال الأوراق المالية وفقا للشروط المنصوص عليها بقرار مجلس الهيئة.