خوان كارلوس يعلن دعم بلاده للسعودية بعيد انضمامها لمنظمة التجارة العالمية

أكد أن اتفاقية تجنب الضريبة المزدوجة بين مدريد والرياض في طور الانتهاء

TT

أعلن الملك الأسباني خوان كارلوس من الرياض أمس، عن وقوف بلاده بجانب السعودية ودعمها في جميع أوجه التعاون لاسيما بعد دخولها في ديسمبر (كانون الأول) لمنظمة التجارة العالمية. وجاء إعلان العاهل الإسباني هذا في كلمة له ألقاها خلال حفل الاستقبال الذي أقامته الهيئة العامة للاستثمار في مقرها في العاصمة السعودية. وأبدى خوان كارلوس رغبة بلاده في توثيق وتطوير العلاقات بين البلدين في العديد من المجالات ومن بينها المجال الاستثماري، مشيدا بمتانة العلاقة التي تربط بين مدريد والرياض. وأكد الملك الأسباني على جاهزية القطاعات في بلاده للدخول في تعاون جاد في جميع الحقول مع شريكتهم السعودية لاسيما في مجال الطاقة خاصة مع التقارب السياسي الكبير بين البلدين. وعبر خوان كارلوس عن بهجته بتوقيع بلاده جملة من الاتفاقيات مع الجانب السعودي، والتي يأتي من أبرزها قرب الانتهاء من اتفاقية تجنب الضريبة المزدوجة، مؤكدا أن المحادثات في هذا الجانب جارية وفي طور الانتهاء. وقال «لقد أصبحت إسبانيا من أكثر الدول العالمية تصديرا للولايات المتحدة، حيث سجلت أعلى معدل نمو في الاتحاد الأوربي خلال السنوات العشر الماضية». وأوضح الملك خوان كارلوس أن الهيئة العامة للاستثمار ستخلق فكرا جديدا لبدء علاقات استثمارية جديدة بين السعودية ودول العالم سينتج عنها خلق فرص تصنيعية وتجارية وعلاقات مع دول عديدة. وقال ملك إسبانيا «لقد شهدت السعودية في السنوات الأخيرة تحولات دراماتيكية في الجانب الاقتصادي كان ملؤها الثقة والتفاؤل، نتجت عن فتح آفاق جديدة للقطاع الخاص نتج عنها خروج مشروع ضخم بحجم مدينة الملك عبد الله الاقتصادية». وفي هذا الشأن، عقد بعد ظهر يوم أمس اجتماع متخصص للمسؤولين ورؤساء القطاعات في الهيئة العامة للاستثمار مع رجال الأعمال الإسبان لمناقشة الفرص الاستثمارية في السعودية وفي مدينة الملك عبد الله الاقتصادية. من جهته، اعتبر عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار، اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة التي تم توقيعها بين الجانبين السعودي والإسباني مساء أمس الأول، اعتبرها عهدا جديدا من التعاون الاقتصادي المبني على الاستمرارية والمصلحة المشتركة. وتهدف هذه الاتفاقية، بحسب الدباغ، إلى تشجيع وحماية استثمار مواطني الدولتين في الدولة الأخرى من خلال توفير الأسس القانونية التي تساعد على زيادة النشاط الاستثماري، مع منحهم المعاملة الوطنية ومعاملة الدولة الأولى بالرعاية. وقال في كلمة له «إن طموحنا لمستقبل العلاقات الاقتصادية السعودية الاسبانية هو أن يستفيد كل طرف من المزايا النسبية للطرف الآخر بأكبر قدر ممكن»، مشيرا إلى أن بلاده هي الوجهة المثلى للاستثمارات في قطاع الطاقة والقطاعات المتفرعة منه بحكم موقعها الجغرافي الذي يمكن استثماره كنقطة انطلاق لسلع وخدمات تصل إلى قاعدة كبيرة من العملاء والمستهلكين يصل عددهم إلى 250 مليون نسمة على مقربة من السعودية بمسافة من منتصفها لا تتجاوز الثلاث ساعات بالطائرة. وأوضح الدباغ الذي التقى مساء أمس أيضا بالعاهل الاسباني، أن الطفرة التي تشهدها بلاده حاليا تفوق طفرة السبعينات حيث تتسم بمساهمة أكبر وفعالية أكثر للقطاع الخاص، الأمر الذي على إثره سيسهم في تحقيق نمو اقتصادي سريع ومستمر، باستثمار عناصر القوة التي تتميز بها، باعتبارها المصدر الأهم للطاقة في العالم، وحلقة وصل رئيسة بين الشرق والغرب. وأبان الدباغ أن من المزايا التنافسية لأسبانيا، «أنها تمثل نقطة انطلاق ملائمة لسوقي أوروبا وأميركا اللاتينية، ويأتي الأخير امتدادا طبيعيا للعلاقات التي تتمتع بها إسبانيا مع أميركا اللاتينية وخبرتها بالمنطقة». وكان الملك الإسباني خوان كارلوس قد التقى مساء أمس بمقر اقامته بقصر الضيافة بالمهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، وتطرق اللقاء إلى بحث العلاقات البترولية وتنميتها، مع دعوة الشركات الإسبانية للمساهمة فى مشروعات البترول والبتروكيماويات في السعودية. واستقبل كذلك عبد الله بن جمعة رئيس آرامكو السعودية كبير ادارييها التنفيذيين حيث تم بحث العلاقات التي تربط ارامكو السعودية بالشركات الإسبانية، فيما تعتبر ارامكو المورد الاساسي للبترول في السوق الاسبانية 00 كما تطرقوا لدور شركات الانشاء الاسبانية فى المشاريع الانشائية الكبرى التي تقوم بها آرامكو السعودية. كذلك استقبل الاسباني أمس المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء، تم خلاله شرح الفرص المتاحة للاستثمار فى السعودية في قطاعات الكهرباء وتحلية وإدارة مرافق المياه.

كما التقى في وقت لاحق أيضا الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل السعودي، وتم في اللقاء تبادل الاحاديث المتعلقة بالتعاون بين البلدين في مجالات وسائل النقل حيث عبر الجانب الاسباني عن اهتمام الشركات الاسبانية بالمشاريع التي تقوم بتنفيذها وزارة النقل فى المملكة من الطرق والجسور، وعن رغبته فى المشاركة في تنفيذ خطوط السكك الحديدية والتي سبق أن أعلنت عنها الحكومة السعودية، وقد أشار الوفد الإسباني المرفق لخوان كارلوس إلى أنه تقدم بعرض لتنفيذ الجسر البري وهو عبارة عن الخط الحديدي الذي يربط الرياض بجدة والجبيل بالدمام كما عبر عن رغبته في المشاركة فى المؤتمر الذي سيعقد فى مدينة جدة الشهر القادم والذي صدرت الموافقة السامية عليه المتعلق بسكة الحديد التي تربط بين جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة.