السعودية: الذهب يتراجع عن مستوى تاريخي والتجار يرونه هبوطا مؤقتا لجني الأرباح

TT

سجلت أسعار الذهب أمس تراجعا عن مستواها التاريخي الذي سجلته خلال الأيام القليلة الماضية، ووصف خبراء وتجار للذهب تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» هذا التراجع بالمؤقت، بهدف جني الأرباح، وذلك لمرور السوق بفترة طويلة من الشراء لاقتناص فرصة الصعود القياسي لأسعار الذهب في السوق العالمي.

ونقلت وكالة رويترز أمس، أن سعر الذهب تحدد في جلسة القطع الصباحية في لندن الخميس على 597 دولارا للأوقية (الاونصة) انخفاضا من 597.25 دولار في جلسة القطع المسائية يوم الأربعاء. وبلغ سعر الذهب عند الإقفال في نيويورك يوم الأربعاء 597.50 ـ 598.30 دولار للأوقية.

وقال متعاملون، إن سعر الذهب سجل ارتفاعا محدودا في نهاية المعاملات في سوق كومكس يوم الأربعاء، رغم انه تراجع عن أعلى مستوياته منذ 25 عاما في معاملات دعمه فيها ارتفاع سعر النفط والتوترات الأميركية الإيرانية وحلول عطلة عيد الفصح وعيد القيامة هذا الأسبوع.

ومنذ بداية العام ارتفع الذهب بنسبة 16 في المائة. كما بلغت نسبة ارتفاعه منذ بداية العام الماضي 37 في المائة.

وارتفعت الفضة لعقود مايو (ايار) في سوق كومكس 6.3 سنت الى 12.6630 دولار للأوقية، بعد أن تأرجحت في نطاق بين 12.43 و12.79 دولار.

من جانبه قال ابراهيم النمر، مدير شركة غسان النمر لتجارة الذهب في المنطقة الشرقية بالسعودية، ان الهبوط الذي شهدته أسعار الذهب اليوم (أمس) الخميس، هو تراجع مؤقت، فهو نتيجة لجوء صناديق الاستثمار الكبيرة للبيع لجني الأرباح بعد فترة طويلة من الشراء.

وأضاف النمر لـ«الشرق الاوسط»، أن السوق تنتظر تحقيق الذهب لسعر 620 دولارا للأوقية كمرحلة أولى، وأنه ليس من المستبعد أن يسجل سعره لمستوى 650 دولارا للأوقية.

وأضاف النمر أن هناك عدة أسباب دفعت أسعار الذهب لهذه المستويات القياسية، بينها الوضع الذي يمر به الاقتصاد الأميركي وارتفاع أسعار النفط واتفاق كبرى بيوت الخبرة الدولية مثل «ميريل لنش» و«اتش اس بي سي» و «يو بي اس»، على أن أسعار النفط تتجه للارتفاع بشكل كبير خلال العام الحالي وقد تصل إلى 100 دولار للبرميل. وقال ان التوترات السياسية التي تمر بها منطقة الخليج العربي جراء تطورات الملف النووي الإيراني .

وحول تأثيرات مستوى الأسعار الحالية على السوق، قال النمر تجار السبائك والخردة يستفيدون من هذا الارتفاع في الأسعار، إلا أن هناك أثرا سلبيا جدا على سوق المجوهرات الذي يمثل حوالي 80 في المائة من إجمالي سوق الذهب في المنطقة.

وقال إن السوق حاليا شبه متوقفة، فعدد من يشتري الحلي والمجوهرات تراجع بشكل كبير جدا، كما أن هناك إقبالا على بيع المجوهرات المستخدمة، وبرغم اقتراب موسم الصيف الذي يعتبر موسم شراء كبير للمجوهرات سنويا نتيجة لكثرة المناسبات الاجتماعية كالزواجات.

ويتوقع أن يتحقق هذا الانتعاش في حال بقاء أسعار الذهب عند معدل ما بين 550-600 دولار للأونصة، إلا أن استمرار أسعار الذهب عند مستوياتها الحالية يهدد بتجربة إجازة عيد الأضحى الماضية، التي شهدت سوقا شبه ميتة فلم يتم شراء كميات كبيرة من المجوهرات، وأن جمود السوق شملت كافة الأسواق المجاورة، بما فيها سوق الأردن التي تشهد نموا في الطلب على الذهب، حيث تقوم شركته بالتصدير إليها حاليا.

وتوقع أن يشهد العام الحالي ردة فعل سلبية على معدل نمو عدد محلات الذهب الجديدة في السعودية، مقارنة بالعامين الماضيين اللذين شهدا طفرة في عدد المحلات الجديدة، إلا أنه قال إن السوق السعودية ضخمة وتستوعب. يشار إلى أن آخر تقارير الربع أشارت إلى زيادة الطلب عالمياً على المجوهرات الذهبية بنسبة إجمالية بلغت 5 في المائة في عام 2005 مقارنةً بعام 2004 لتصل إلى 2736 طنا.

كما زاد الطلب على الذهب للأغراض الصناعية بنسبة 2 في المائة ليصل إلى 419 طنا. أما الطلب على الذهب لغرض الاستثمار فقد وصل إلى 600 طن، أي بزيادة بلغت 26 في المائة.