واشنطن تهدد بوقف برنامج يعطي أفضلية للمصدرين اللبنانيين

تقرير: الصناعات المقلدة في لبنان كلفت المنتجين الأميركيين 25 مليون دولار في 2005

TT

مشهد الحافلات الصغيرة التي تتنقل في شوارع العاصمة بيروت وخارجها وقد كتب عليها بالخط العريض «احذروا الصناعات المقلدة» لم يعد مشهداً غريباً، ولا عابراً. وهو يتزامن مع حملة «صنع في لبنان» التي تقوم بها جمعية الصناعيين اللبنانيين وحملة تطبيق قانون الملكية الفكرية الذي تتولاه وزارة الاقتصاد والتجارة منذ فترة غير قصيرة بالتعاون مع مجموعة «براند بروتكشن» التي تضم نحو 20 شركة موجودة في لبنان، مثل «بروكتراند غامبل» و«لوريال لبنان» ومجموعة فتال ومجموعة ابو عضل وسواها. وقد تضمنت هذه الحملة تثبيت اللوحات الاعلانية على جوانب الاوتوسترادات والبرامج الاذاعية والتلفزيونية، فضلاً عن الدوريات والملاحقات والمصادرات، وخصوصاً بعدما تبين ان تصنيف لبنان هو بين العشرين بلداً التي انتهكت الملكية الفكرية، بحسب التقرير السنوي الذي اعدته وزارة الاقتصاد والتجارة بالتعاون مع اتحاد مطوري البرامج.

وفيما تقول المسؤولة عن قسم حماية الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد سلوى فاعور ان دائرتها صادرت نحو 27 الف سلعة مقلدة في قطاع المعلوماتية عام 2004، يشير التقرير السنوي لـ«تحالف الملكية الفكرية الدولي (تحالف اميركي للدفاع عن حقوق الملكية الفكرية)» الى ان 75% من البرمجيات المعلوماتية المهنية الموجودة في السوق اللبنانية عام 2005 مقلدة وتكلف المنتجين الاميركيين نحو 17.9 مليون دولار.

وفي مجال الصناعة الموسيقية يشير التقرير الى ارتفاع نسبة القرصنة من 70% عام 2004 الى 75% عام 2005، اي 3.2 ملايين دولار خسائر للصناعة الاميركية. والشيء نفسه بالنسبة الى الكتب. ويعتبر التقرير ان لبنان من بين الدول النادرة التي تصدر الكتب «المنسوخة» الى الاردن والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة. وهذا ما كلف الناشرين الاميركيين، بحسب التقرير، نحو 4 ملايين دولار عام 2005 مقابل 3 ملايين دولار عام 2004 .

وبالنسبة الى الصناعة السينمائية الاميركية فقد كلفتها قرصنة الافلام في لبنان نحو 10 ملايين دولار عام 2004، علماً بان السوق الشرعية للافلام في لبنان دمرت بالكامل تقريباً بسبب المشغلين غير الشرعيين للكيبل والبالغ عددهم نحو 650 يوزعون «انتاجهم» على 720 الف مشترك. وحتى التلفزيونات، كما يقول التقرير، تراجعت عن شراء الحقوق السينمائية «لأنها لم تعد قادرة على منافسة الكيبل».

وتدليلاً على «نشاط» القراصنة وملاحقتهم، يشير وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني سامي حداد الى ان الوزارة نفذت 25 حملة دهم عام 2005 اسفرت عن مصادرة 23 الف قرص مدمج (CD) وبرنامج معلوماتي مقرصنة، بالاضافة الى 5600 قطعة مقلدة.

اما «التحالف الاميركي» فيدعو الى تحديد مجمل الخسائر التي لحقت بالمنتجين الاميركيين عام 2005 نتيجة قرصنة الاسطوانات والبرمجيات المهنية والالعاب والكتب في لبنان، مشيراً الى ان قيمتها الاجمالية بلغت 25.1 مليون دولار مقابل 21 مليون دولار عام 2004 .

ونتيجة لذلك تهدد الولايات المتحدة بوقف برنامج «نظام تعميم الافضليات» مع لبنان. وهو البرنامج الذي يسمح للمصدرين اللبنانيين الى الولايات المتحدة بالاستفادة من الاعفاءات الضريبية على بعض السلع. ويلفت التقرير الى ان 37.4% من الصادرات اللبنانية الى الولايات المتحدة خلال الاشهر الاحد عشر الاولى من العام 2005، وقيمتها نحو 30 مليون دولار، استفادت من تلك الاعفاءات.