أصول الضيافة المغربية.. حلوى وشاي أخضر

أشهرها «كعب غزال» و«البريوات» و«المحنشة»

البريوات
TT

اذا كان من اصول الضيافة المغربية تقديم الشاي الاخضر بالنعناع للضيوف في كل وقت قبل الأكل وبعده وفي الظهيرة والمساء والليل، باعتباره المشروب «القومي»، الذي لا يستغني عنه احد، فان من «اتيكيت» الترحيب، والتعبير عن الكرم، ان تدار كؤوس الشاي متبوعة بتشكيلة متنوعة من الحلويات المغربية التقليدية اللذيدة التي تحضر في الاعياد والافراح وفي كل المناسبات.

اما اشهر هذه الحلويات التي تخطت شهرتها المغرب، والتي يحرص المغاربة على تقديمها في المناسبات الدينية والاعياد، فهي «كعب غزال» و«البريوات» و«المحنشة»، والقاسم المشترك بينها انه تصنع من حشوة اللوز المقشر والمسلوق والمنسم بالسمن البلدي والقرفة والسكر، وماء الزهر، وتحشى في عجين مطاطي أو في ورق الجلاش، ثم تطهى في الفرن او تقلى في الزيت وتغمس في العسل.

وتتخد هذه الحلويات اشكالا مختلفة كشكل الهلال، او المثلثات أو الأصابع، اما «الغريبة» والتي لا تقل شهرة، فهي عبارة عن حلوى دائرية مصنوعة، اما من اللوز او جوز الهند او السمسم او فقط من الدقيق المنسم بالزبدة، بالاضافة الى «الفقاص»، الشبيه بـ«الكوكيز»، والذي يخلط بالزبيب واللوز. لكن ما هو اصل تسمية هذه الحلويات؟ يقول محمد عبد الاله بلغازي، محافظ متحف دار بلغازي، لـ«الشرق الأوسط» ان «كعب غزال» مأخوذة من شكل القدم اليسرى للغزال، الذي يتخد شكل هلال، وقد ظهرت هذه الحلوى في القرن الثامن عشر بمدينة فاس، اما «الغريبة» فسميت كذلك لانها اكلة الغريب، الذي يأتي الى مدينة لا عائلة له فيها، وكانت تصنع كزاد للمسافرين ليقاوموا بها الجوع اثناء السفر الطويل، كما كانت من بين المأكولات الرئيسية الموجودة في امتعة الحجاج، وفي غرف طلبة جامعة القرويين بفاس، التي كان يأتي اليها الطلاب من كل المناطق والمدن المغربية. اما «البريوات» فهي ببساطة مشتقة من تصغير لكلمة «البرا» في العامية المغربية وتعني الرسالة، لانها تتخذ شكل غلاف الرسالة. وبحكم الانفتاح على مطابخ البلدان الاخرى، دخلت اشكال جديدة ومتنوعة من الحلويات التي تعتمد على مواد لم تكن معروفة في الحلويات التقليدية مثل الكاكاو «الشوكولا» و«الكريمات»، وهي اشكال تزخر بها كتب الطبخ العصرية، الا انها لم تستطع ان تأخذ مكانة وقيمة الحلويات التقليدية. في عيد الفطر او العيد الصغير كما يسميه المغاربة، تحرص كل الأسر على تحضير الحلويات التقليدية في البيت، لتقديمها صبيحة العيد مع الشاي، حيث يتبادل الناس الزيارات والتهاني بهذه المناسبة الدينية، لذلك، تجد الاقبال كبيرا على المواد التي تدخل في صنع الحلويات، في الاسبوع الاخير من شهر رمضان، الا ان الكثير من السيدات تخلين عن عادة تحضير الحلويات في البيت، واصبحن يفضلن شراءها جاهزة، الا ان الحلويات المصنوعة في البيت تظل الافضل عند الجميع.