وجبة الفقراء وفاتحة شهية الأثرياء

الطعمية تزيل الفوارق بين الناس

مازالت الطعمية بخلطاتها المختلفة تحظى بقبول الأغنياء والفقراء على السواء («الشرق الأوسط»)
TT

تعتبر الطعمية جزءاً لا يتجزأ من تراث المصريين في الطعام، ولتتعدي الموروث في العصر الحديث وتصبح عادة من عادات الإفطار في الصباح لدى البعض منهم، وطبقاً رئيسياً في طعام نسبة لا يستهان بها من المصريين على مدار اليوم. وذلك لما للطعمية من صلة لصيقة بطبق الفول في الأيام العادية، حيث القيمة الغذائية والقدرة على مقاومة الإحساس بالجوع. وعلى الرغم من ذلك تكاد الطعمية ان تختفي من موائد المصريين في رمضان لما تسببه من شعور بالحموضة والعطش لدى من يتناولها، وتظهر في باقي ايام العام. الطريف أن الطعمية كانت في الماضي أساس طعام الفقراء، وباتت الان جزءاً من فواتح الشهية على موائد الأثرياء الذين تفضل قوائم أطعمتهم الاطعمة الشعبية بوجه عام كفاتح للشهية مثل الكشري والبصارة وغيرها من الأكلات. وفي مصر وعلى الرغم من الاتفاق على مكونات عجينة الطعمية، إلا أن إسمها يختلف ما بين وجه بحري الذي يطلق عليها لفظة فلافل، والقاهرة ووجه قبلي الذين يطلقون عليها لفظة طعمية. ولقد عرفت الطعمية مثلما يقول التاريخ منذ عصر الفراعنه ولكن ليس من المعروف بالتحديد السنة التي بدأت تحتل فيها مكاناً على موائد الطعام المصرية.

ويقول الشيف محمد البنا أحد المتخصصين في المطعم الشرقي إن «الطعمية تعد أشهر أكلة مصرية يمكنك أن تجدها في كل ربوع مصر. وأنه على الرغم من انتشار الفلافل في بلاد الشام حيث تصنع في الغالب من الحمص، إلا أنه يبقى للطعمية المصرية مذاقها الخاص». وبالرغم من اختلاف أنواع الطعمية إلا أن الفول يبقى هو القاسم المشترك والأب الشرعي له. فقد استقرت آراء علماء الآثار والمؤرخين على أن الفراعنة زرعوا الفول واستخدموه في غذائهم، كما ورد ذكر الفول في كتاب وصف مصر، حيث كان الغذاء الرئيسي للطبقات الدنيا وكان يطهى بطرق مختلفة. ويضيف الشيف البنا أن «من أكثر الإضافات التي أدخلت على الطعمية المصرية منذ قدمت لأول مرة، هو الشكل حيث تغيرت طريقة تشكيل الطعمية، ففي الماضي كانت تشكل على هيئة أصابع تشبه الكفتة البلدي ولم يكن عليها أي إضافات تذكر، أما اليوم فقد أصبحت تقدم على شكل دوائر وتضاف إليها العديد من الخلطات التي تعطي مذاقات مختلفة مثل الكزبرة والسمسم والبيض واللحم احيانا لاجتذاب المزيد من الزبائن لعشاق الطعمية، إلا أن مذاقها التقليدي لا يزال هو الأكثر طلباً. ومن أكثر الطرق المعتادة في صنعها كما يقول الشيف البنا، طريقتين سيلي تفصيلهما كما يلي:

الطعمية المصرية الأصلية

* المقادير:

- كيلو فول مدشوش منقوع 4 ساعات في ماء فاتر - بصلتين - رأس ثوم - 4 حزم من الكرات - ملح وفلفل - سمسم للتزيين

* الطريقة:

توضع المكونات السابقة في مدق أو مفرمة خشنة، وليس الكبة حتى تخرج خشنة الملمس نوعا ما وليست ناعمة للغاية ثم توضع عليها قليل من كربونات الصوديوم لتعطي إنتفاخا للقرص.

تشكل الطعمية على هيئة أقراص. ويزين الوجه بالسمسم وتقلى في الزيت المسخن مسبقا.

الطعمية الاسكندراني

* تمتاز مدينة الاسكندرية بتقديم نوع مختلف قليلا من الطعمية عن مثيلتها في القاهرة وتعتمد طعمية الاسكندرية على اضافة البهارات اليها خاصة الشطة، حيث تضاف الى المقادير السابقة القليل من الشطة حسب الرغبة بالاضافة الى الكزبرة الجافة.