المطبخ الإماراتي.. من الهريس الى الخبيص

«الشامي» و«الزبد» و«الدبس والمالح» و«الكسيف» و«المجبوس» من الأكلات الشعبية

«الهريس» الوجبة الأبرز لدى الاماراتيين («الشرق الأوسط»)
TT

تتميز الأكلات الشعبية في الإمارة بكثرتها وتنوعها، وتتفنن الإماراتيات قديما وحديثا في صنعها، ومن المأكولات ما هو خاص بالأفراح والأعياد ومنها ما هو خاص بالبيت والأسرة، ويشعر المرء بمتعة خاصة عندما يتناول هذه المأكولات باليد، وأحلى هذه الأكلات الشعبية «الهريس» سيد المائدة الإماراتية.

وتتكون أكلة «الهريس» من اللحم والقمح والماء، وتصنع بغسل القمح جيداً بعد تنقيته من الشوائب، ثم يوضع اللحم في القدر، ويوضع القمح فوقه ويسخن المزيج حتى يغلي ويدك بقطعة من الخشب تسمى «مصدام هريس» ليوضع في حفرة خاصة معدة سابقاً، ومفروشة أرضها بالجمر وتغطى القدر بالفحم أيضاً، حتى الصباح حيث يتم إخراج القدر ويكشف عنها ويقلب الهريس داخل القدر عدة مرات حتى يصبح جاهزاً.

ويأتي المجبوس بعد الهريس، وتلفظ (المتشبوس أو المكبوس)، في مقدمة الوجبات اليومية للإماراتيين، ويتم صنعها بوضع اللحم في القدر على النار بعد وضع البزار أو البهارات والبصل والليمون اليابس «لومي» والملح والماء داخلها ويطبخ المزيج حتى ينضج ثم يخرج اللحم ويطبخ العيش «الارز» حتى ينضج فيعاد اللحم مرة ثانية إلى القدر وتغطى بالفحم لمدة ساعة أو ساعتين فيكون جاهزاً للأكل.

ومن أهم الأكلات كذلك طبق «الخبيص» الذي يتكون من الطحين المحمص والماء والسكر والقناد والزعفران ويتم الصنع بوضع الماء داخل اناء كبير «قدر» ويترك حتى درجة الغليان، ثم يضاف اليه السكر والقناد والزعفران وقليل من الدهن ثم يضاف الطحين المقلي او المحمص ثم يخلط مع المزيج عدة مرات وبعد ذلك ترفع القدر عن النار ويغطى ويوضح فحم عليها من كل الجوانب، لمدة نصف ساعة تقريباً حتى ينضج المزيج ويصبح جاهزاً للأكل.

أما أكلة الخبر فهي أنواع أهمها خبز الرقاق الذي يعتبر من اشهر انواع الخبز التي يتم صنعها بطرق تقليدية شعبية قديمة، وهو عبارة عن عجينة رخوة بعض الشيء تكال بواسطة اليد على شكل قمة ثم تبسط على «الطابي المسطح» بواسطة اليد ايضاً، وتترك على النار حتى تجف الخبزة ثم تقش بواسطة «المحماس»، والمحماس عبارة عن يد مصنوعة من الحديد أو النحاس تحمس بها حبوب القهوة على النار، وتؤكل الخبزة بعد أن يوضع عليها الدهن والسكر وتؤكل ايضاً على شكل ثريد أو «الفريد» ويستعمل للمشوي من الذبائح للولائم وتجهيزه منزلياً أطيب من الموجود في السوق، ويأتي خبز المحلى وخبز الخميرة في المرتبة الثانية فالأول أشبه بالرقاق الرفيع بالسمن البلدي ويوضع على وجهه البيض ويؤكل مع السكر، اما الثاني طحين يعجن بالتمر والسكر ويعجن في الليل ويخبز في الصباح على نار الفحم. إضافة الى خبز الجباب وهو اشبه بالخميرة ويعجن في الماء ولكنه سائل في وسطه فقاعات ويشرب بالدهن والسكر.

وبالنسبة لمنتجات الالبان فإنها تلقى رواجاً واقبالا كبيرين من فئات عريضة بالمجتمع الإماراتي هي تستحضر من البقر والغنم والماعز والجمال تسمى حليباً، وقد تضاف إليه مادة تسمى لبناً أو «روب» ثم يخض الروب في اناء من جلد الماعز ويستخرج منه اللبن ودهن الزبد ثم يطبخ اللبن على النار حتى يجمد ويعمل منه ما يسمى «الشامي» الذي يوضع باطباق صغيرة ويضاف إليه الدهن الخالص ويعمل ايضاً «اليقط» وهي قطع صغيرة مستديرة وهي من الاغذية الطويلة المدى التي تؤكل مع التمر في السفن.

اما الزبد فيجمع ويذاب وتضاف اليه مادة من لسنوت والكركم حتى تعطيه رائحة زكية وتعمل منه الدهون الذوابة ويسمى بدهن البدور ايضاً وهذه المواد من الالبان كانت تسوق وتعد من أهم وسائل الحساب والرزق.

أما السكريات والحمضيات فيعد «الدبس والمالح» من أهمها ويستخرج عندما يرص التمر الذي يستخرج منه ما يسمى «الدبس» وهو المادة السائلة منه، والمالح يصنع عن طريق تمليح السمك وعندما يجفف السمك يسمى «الكسيف» وعندما يجفف ويدق يسمى «السحناه» وتوضع في اكياس وعلب وتسوق.

غني عن القول إن المطبخ الاماراتي يجمع بين أطباقه ما لذ وطاب من الموالح والحلويات، والاماراتيون ينتظرون المناسبات الخاصة والعامة للظفر بهذه الأطباق.