محلات «الحمية» والطاهيات المنزليات يتنافسن على معدة السعوديين

السكري وزيادة الوعي الصحي يغيران عادات الأكل

الاتجاه إلى الحلويات «الدايت» قلل من نسبة الطلب على الحلويات المشبعة بالدهون («الشرق الأوسط»)
TT

«مصائب قوم عند قوم فوائد».. هذا المثل الشهير يلخص بالضبط حالة سوق الحلويات في السعودية هذه الأيام، حيث اكتسحت الأسواق السعودية ظاهرة جديدة هذا العام بشكل ملحوظ، وهي دخول محلات الحمية والأغذية الصحية، بالإضافة إلى الطاهيات المنزليات في مجال المنافسة التجارية لسوق الحلويات، والسبب يعود إلى ارتفاع نسبة مرض السكري في صفوف السعوديين حيث بلغت هذه النسبة 30 في المائة بحسب تقديرات وإحصاءات وزارة الصحة السعودية.

وهو ما دفع الكثيرين إلى البحث عن بدائل صحية لأطباق الكنافة والبسبوسة والمفروكة، والقطائف والكعك، دون أن تتسبب لهم في مضاعفات صحية خطيرة لهم، وهو ما نشط مبيعات محلات «الحمية» وجعل الكثير من محلات الهايبر ماركت ومتاجر الأطعمة تخصص جانباً من معارضها للأطعمة الصحية والمعدة لأصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط والكوليسترول المرتفع وغيرها.

خبيرة التغذية منى مشاط، أكدت أن تزايد حالة الوعي الصحي في المجتمع السعودي هي السبب وراء انتشار ظاهرة محلات الحلوى الخاصة بأصحاب الحميات الغذائية الطبية، وأشارت إلى أن وجود البدائل الصحية للحلوى الرمضانية الشهيرة وبنسب غذائية معدلة تحتوي على غرامات أقل من السكر والدهون يمثل بدائل صحية وملائمة ليس فقط للمرضى بالسكري أو من يتبعون حميات غذائية ولكن لجميع أفراد العائلة، وهو ما تشجع مشاط مراجعيها على اعتماده، مشددة على أن مثل هذه المناسبات هي فرص سانحة لتغيير العادات الغذائية والسلوكية غير الملائمة خلال الشهر الفضيل.

من جانب آخر، ساهمت الزيادة في الطلب على محلات الحمية بسبب شهر رمضان وحلول العيد الذي يرتبط بحسب العرف الاجتماعي السائد في السعودية بتكثيف الزيارات العائلية وتقوية الروابط العائلية والاجتماعية والطقوس المصاحبة لها من تقديم أطباق حلوة دسمة في هذه المناسبات في زيادة مبيعات محلات الحلوى «الصحية» المخصصة لأصحاب الحميات، لتصل نسبة الزيادة في المبيعات إلى ضعفيها في الأيام المعتادة بحسب سعيد صيام، بائع بأحد المحلات التي تعد الحلوى لأصحاب الحميات ومرضى السكري، وهو ما ألقى بظلاله على الأسعار.

وأكد صيام أن هذه الزيادة لم تؤثر كثيراً في الأسعار على الرغم من الزيادة الطفيفة بسبب غلاء بعض المكونات والمواد الأولية المستخدمة في الحلوى المصنعة، والتي شملت كافة المحلات والمطاعم في المملكة.

وأضاف أن الأسعار هي ذاتها طوال العام ولا تتغير في المانسبات الدينية (رمضان والعيد)، فكيلو الكنافة الذي يعده المحل بشكل يومي (يبيع المحل عادة أنواع الحلويات الغربية أكثر من الشرقية) يبلغ ثمنه 60 ريالاً وهو ما يدفعه المستهلك في كافة محلات الحلويات.

إلا أن للمستهلك رأيا آخر، كما أوضح أحمد مختار وهو مستهلك متبرم من أسعار هذه المحلات، يلجأ إليها مرغماً لدوافع صحية جعلته يتغاضى عن هامش الربح الذي يتاقضاه منه أحد أشهر محلات بيع المأكولات الصحية في جدة، ويبلغ هذا الهامش ضعف أسعار المحلات الأخرى بحسب مختار.

الطريف في الأمر أن بعض ربات البيوت والطاهيات المنزليات قررن الدخول على الخط والاستفادة من فورة الاستهلاك الرمضاني عن طريق إعداد حلويات وفق الشروط الصحية هذه المرة لتناسب أصحاب الحميات والأمراض المزمنة، وبأسعار تنافسية كالعادة، كل ما يلزم هو الاتصال على رقم الطاهية والتوصية على الطبق المطلوب قبل موعد تسلمه بيوم واحد فقط ليصبح بإمكان أي كان الاستمتاع بأطباق الحلوى الرمضانية حتى لو كان ممنوعاً بأمر الطبيب، فسوف تنقذه براعة الطاهي.