المطبخ الياباني يغزو مائدة الإماراتيين

«التامبورا» .. طبق برتغالي حصل على الجنسية اليابانية

TT

عندما رأيت اشراقة وجه كوباياشي هيروباشو القنصل العام في اليابان، وهو يوزع على الحضور بابتسامة عريضة سلال التفاح الياباني بمنظره الشهي في مركز الميركاتو بدبي، نسيت كل ما يتعلق بكرهي لأكل التفاح، وتذكرت بأن أهل اليابان يتمتعون بطول العمر، حيث يبلغ متوسط الأعمار هناك 82 عاما وهو المعدل الأعلى في العالم.

ففي حين ينحصر الهم الأساسي للطهاة في الغرب بصقل مهاراتهم وتكون الخلاصة مذاقا للطبق يختلف تماماً عن الطعم الطبيعي لمكوناته. أما في المطبخ الياباني فالعكس هو الصحيح، حيث الهدف الأساسي هو توفير أقل تدخل بشري لتقديم طبق قريب من الحالة الطبيعية لمكوناته. ولهذا تبرز الأطباق اليابانية الطعم الأصلي للمكونات وتحرص على عدم إخفاء طعمها الحقيقي بنوع من البراعة البشرية، فالطاهي المثالي في اليابان لا يعتمد المغالاة في الطهي، وأقصى مثال «لأقل تدخل» هو طبق «الساشيمي» الذي لن تحس بلذته الحقيقية، سوى في مطعم كيساكو الياباني الواقع في فندق قصر الخليج، حيث يصل السمك طازجاً إلى مائدة الطعام ويقدم نيئاً ومقطعاً إلى شرائح تغمس في مزيج من صلصة الصويا و«الوسابي» المبشور (الفجل الياباني الحار)، ولكي تستمتع بمذاق طبق طبيعي، يجب أن يكون طازجاً وقبل إصدار حكمك على الطاهي تفحص طزاجة المكونات.

والإقبال على الأكلات اليابانية زاد في السنوات الأخيرة من الإماراتيين والعرب، بعد أن كانوا يتصورن أنه طعام نيئ، في حين أنه مطبوخ ومقلي ولا يختلف كثيراً عن المطابخ الأخرى إلا في بعض الوجبات التي طغت شهرتها على غيرها. أما اليوم فحتى الأطفال أقبلوا على السوشي والبنتو الذي يشبه الطعام العربي، خاصة بعد ظهور ابتكارات تمزج الدجاج والخضراوات في أطباق السوشي.

أما طبق سوكياكي فلذته قصة أخرى تجعل المرء يعشق كل ما يطبخ على نار هادئة، وهو عبارة عن لحم بقري وخضراوات محمرة قليلاً مع صلصة الصويا والسكر والتوابل، ويتم إعداده بوعاء معدني ويقدم مباشرة لكل فرد على حدة.

ولن تطاوعك معدتك قبل مغادرة المطعم من دون تذوق التنبورا، أميرة البحريات اليابانية المقلية، الطبق اللذيذ والشهير، ويتكون من خضراوات وثمار البحر المغموسة في عجينة محمرة في الزيت. وقد جاء طبق «التامبورا» من البرتغال في القرن السابع عشر، ومع ذلك فهو يشتهر اليوم كطبق ياباني عالمي، واصبح من أهم ما يقدمه المطبخ الياباني في جميع المطاعم حول العالم.

معلوم أن الأغذية اليابانية التقليدية طرأت على قوائم الطعام العالمية، وعلى الرغم من عدم تقبل الكثيرين لها كونها أطعمة يدخل في تركيبها السمك النيئ بشكل أساسي، إلا أن هناك إقبالاً كبيراً عليها من السياح ومحبي المغامرة والاكتشاف على الصعيد الغذائي بعد أن أشاد بها الأطباء والخبراء كغذاء طبيعي وصحي يمكن له الوقاية من الكثير من الأمراض الصعبة.