زينة الطاولة.. بأدبها

المسافة بين الشوكة والسكين متعة للعين والمعدة

TT

تعرف اميلي وميتش ويلي كيفية مزج ضوء الشموع والطعام الشهي في اللقاءات الجديرة بالتذكر. وباعتبارهما صاحبي فندق ومطعم كليفتون التاريخي في تشارلوتسفيل لفترة زادت على 20 عاما، فقد قضيا حياتهما المهنية في التركيز على التسلية الجذابة. وفي بيتهما الذي يعود تاريخه الى 200 عام في مدينة ألكساندريا القديمة غالبا ما يستضيف آل ويلي حفلات العشاء وهما يطبخان ويعدان الطعام معا ويقدمان الخدمة للضيوف حول مائدة بلجيكية بطول 14 قدما مصنوعة من خشب الصنوبر.

وينصب اهتمام آل ويلي على جعل اقامة أمسية جميلة يبدو يسيرا وغير رسمي، وهما لا يحددان أيام حفلات العشاء مسبقا. ومع اقتراب تسلية العطل سعينا اليهما للتعرف على الكيفية التي يعملان بها.

ولدى عائلة ويلي ابنتان هما ليا، 26 عاما، وأنّا، 22 عاما. وفي العام الحالي لم تلتحق أنّا بعائلتها في عيد الشكر بسبب التزامات عمل في لوس انجليس. ولكن مأدبة الديك الرومي في الأسبوع استمرت كالعادة بوجود مجموعة صغيرة.

أعدت المائدة لثمانية أشخاص مع غطاء مخرم مطرز الحافات ومناديل مائدة من الكتان الفرنسي الأبيض. وكؤوس مشروبات كبيرة من الزجاج. والأواني الخزفية من مصنوعات منتون الانجليزية البيضاء بحافات حمراء. وورث آل ويلي 30 قطعة من أدوات المائدة من المطعم عندما جلبت الأواني الخزفية. وستكون قائمة الطعام قائمة مألوفة. وترافق الطير أطباق رز اميلي المفضلة والبطاطا الحلوة وحلوى المارشمالو التي تفضلهما ابنتاها.

وتحب العائلة أن تقيم مأدبة الديك الرومي في المساء، حيث يقضون النهار كله في إعداد الوجبة معا. ولدى العائلة تقليد دعوة عائلة واحدة تتناول الطعام في وقت مبكر من ذلك النهار من أجل الكوكتيل في الساعة السادسة مساء. ويحتفل الجميع بالعطلة ثم تغادر العائلة المستضافة وتتوجه عائلة ويلي الى غرفة الطعام المضاءة بالشموع. ولسنوات قليلة احتفلت العائلة بعيد الشكر في كليفتون. ولكن خلال العقدين الماضيين تطور المكان من مسكن عائلي حميم بست غرف للمنام والفطور الى مكان آخر يضم 18 من الغرف الفاخرة تتوفر فيه حمامات المياه العذبة وامكانية الدخول الى الانترنت. وفي الوقت الحالي يجري حجز عشاء العطلة مسبقا قبل أشهر ويتناول أفراد عائلة ويلي طعامهم في البيت.

وعلمت ادارة المطعم عائلة ويلي الكثير حول أصول الضيافة والعرض. فموائد المطعم تتميز بوجود مناديل المائدة المصنوعة من القش والصحون الكبيرة ذات اللون الفيروزي وتقدم أطباق الطعام في صحون بيضاء، بحيث يكون هناك شكل مختلف لكل طبق. وغالبا ما يلتقي آل ويلي مع الطاهي والعاملين الآخرين لمناقشة كيفية تقديم أطباق جديدة في القائمة ووضعها على المائدة. ويتشارك آل ويلي بأفكارهم حول كيفية اقامة حفلة عشاء ناجحة.

* ما هو سر الضيافة المميزة؟

ـ ميتش: السر هو الطريقة غير المقصودة وغير الرسمية في التسلية. فاذا ما كان الضيوف يشعرون بالاسترخاء والاستمتاع فان الآخرين سيشعرون بالشيء ذاته أيضا. ونحن نجعل من بيتنا الرسمي الى حد ما أكثر ترحيبا عبر جعله مليئا بعدم الرسمية. ونضع المائدة في غرفة الطعام بخط قطري. وعندما يأتي الناس يسترخون ويشعرون بأن كل شيء على ما يرام. كما اننا غالبا ما نشرك ضيوفنا بالطهي في المطبخ. أما الاضاءة المناسبة فشيء أساسي.

ـ اميلي: اشعر باهتمام كبير بتأثير الموسيقى خلال الأمسية. فاذا كان هناك شيء جميل فانه سيمتع الحاضرين. وهذا يجعل الناس يتحدثون ولن يكون هناك أحد يخشى الصمت.

* ما هي طريقتكم المفضلة في التسلية: عشاء الجلوس، أم البوفيه، أم حفل الكوكتيل ؟

ـ ميتش: نفضل العشاء والناس جالسون. فالجميع يستمتعون بالاستقرار وبالطعام وبالحديث. ولكن ما نحب القيام به في منتصف الطريق الى الوجبة هو تبادل الأماكن. فنحن نطلب من الناس الكشف عن بطاقة جلوسهم وتغييرها ثم يدورون حول المنضدة ليجدوا شركاءهم الجدد. وبهذه الطريقة يلتقي المرء بعدد اكبر من الناس.

ـ اميلي: يتعين على الضيوف الانتقال الى مكانهم الجديد وهم يحملون مناديلهم وكؤوس المشروبات، ولكن لا يبدو أنهم مهتمون. كما أنني أميل الى طريقة عشاء الجلوس لأن الناس يستطيعون الشعور بالاستقرار ويمارسون الحديث بطريقة أوسع مما في حالة حفل الكوكتيل، ذلك انه تتوفر لهم فرصة الانتقال طيلة الوقت.

* أما زلتما تحتفظان بآنية زفافكما، واذا كان الأمر كذلك هل تضعانها على مائدتكما ؟

ـ اميلي: كلا. كنا نستخدمها كثيرا في بداية زواجنا. ولكن كانت لدينا ثماني قطع مائدة. ونحن بحاجة الى مزيد من القطع للمائدة الأكبر.

ـ ميتش: كانت قطع مائدة انجليزية رسمية مع حافات من الكوبالت بالأزرق والفضي. وقد أعطيناها قبل حوالي عشر سنوات الى مربية كانت تحبها. لم نعد نستعملها.

* أي نوع من الكتان تفضلان استخدامه لحفلات عشاء العطل؟

ـ ميتش: نستخدم مناديل الصحون. نفضل هذا المظهر. الصنوبر على المائدة لم يشهد غطاء مائدة عليه.

* ماذا عن الكراسي ؟ ما هو النوع الأكثر راحة ؟

ـ اميلي: الكراسي مهمة حقا. غالبا ما نستخدم هذين الكرسيين المنجدين بالحرير ذي اللون الرمادي الداكن وهما في كل نهاية من نهايتي المائدة. أما البقية فهي عادة الكراسي الـ 12 القديمة التي وجدها ميتش في فيرمونت وهي في الأصل من عزبة ويليام هوارد تافت.

ـ ميتش: الكراسي القديمة من القرن التاسع عشر تبدو أنيقة وأكسبها القدم جمالا خاصا، غير أنها مريحة جدا. وفي الفندق لدينا نوع مختلف من الكراسي في كل غرفة طعام. وكانت كراسي مائدة كبير الطهاة في الواقع هي أول كراسي غرفة طعامنا في البيت. وقد صبغناها باللون الأبيض ونجدنا المقاعد بجلد النعامة الأبيض.

* ماذا بشأن إعداد المائدة مسبقا لمآدب العطل ؟

ـ اميلي: هل تمزحين ؟ نحن محظوظون في انها تعد قبل وصول الضيوف.

ـ ميتش: في الواقع تقوم ابنتانا بإعدادها في فترة الظهيرة الحالية. فهما تعرفان ما يتعين عمله على وجه الدقة.

حفلة العشاء: إعداد المشهد مزيد من الأفكار من صاحبي الفندق:

* وجهوا الدعوة الى حشم من الناس. ادعوا الناس الذين يعرفون بعضهم بعضا واولئك الذين لا يعرفون بعضهم بعضا. واجعلوا المجموعات العمرية مختلطة. ذلك سيؤدي الى أحاديث على العشاء أكثر اثارة للاهتمام والاستمتاع.

* تجاهلوا الكي. اذا كانت لديكم منضدة خشب انيقة استخدموا بعض المناديل الجذابة المنسوجة من القش او بعض مناديل القماش التي تتطلب الحد الأدنى من العناية.

* أعدوا الموسيقى مسبقا. ابدأوا الأمسية بشيء يبعث على الحيوية والاستمتاع. وعند العشاء انتقلوا الى الموسيقى ذات الخلفية الكلاسيكية.

* اجعلوا القطع الزينية بسيطة. يجب ان لا تصرف الزهور انظار الضيوف عن الطعام والأجواء. ويجب ان لا يتعين عليكم نقل شيء جميل معين من وسط المائدة حتى يتمكن الضيوف من رؤية شيء آخر. * ضعوا عددا من آنيات الزهور الصغيرة الواطئة في الوسط، واملأوا كل واحدة بمجموعة من زهور الخوخ أو سحلبية ذات لون أخضر باهت.

* اخلقوا تقاليد الحفلة. تقيم عائلة ويلي حفلة كريسماس سنوية حيث يغني الجميع «ايام الكريسماس» مع عزف البيانو. وبدأت كحفلة شوكولاتة ومعجنات خفيفة لأصدقاء ابنتيهما قبل 20 عاما. أما الآن فانهم يدعون 150 صديقا لحفلة كبيرة منوعة. ويبدأ الأصدقاء الاعداد لغناء منفرد للأجزاء المفضلة من أغانيهم قبل أشهر من المناسبة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»