«غلف فوود 2008» .. عرس الطعام العالمي في دبي

وسط عبق البهارات الهندية ولذة التمور السعودية

TT

عندما تطأ قدماك المكان تقودك الرائحة الزكية والمنظر الشهي، وتحتار من أية زاوية تبدأ، فهل تيمم وجهك شطر المأكولات الهندية المعروضة، أم تبدأها بالتعرف على ما تعرضه الشركات الإنجليزية من أطايب البحريات، أكثر من سبعين دولة من جميع أنحاء العالم شاركت هذه السنة في معرض جلف فوود 2008 للمأكولات والمشروبات وخدمات الطعام، ويعتبر جلف فوود من أهم الأحداث السنوية على أجندة كبرى الشركات العاملة في قطاعات مثل الأطعمة والضيافة، بالإضافة إلى الشركات الأخرى العاملة في المشروبات، والفنادق، والتجزئة، وتقديم الأطعمة، وشركات توريد وإنتاج معدات ومستلزمات الطعام. وقد صُمّم المعرض ليستوعب ما يزيد على 2500 شركة متخصصة في قطاع الأطعمة والمشروبات والضيافة، علماً بأن 86 بالمائة من كبرى الشركات المورِّدة تُشارك من خارج دولة الامارات العربية المتحدة. اليوم الأول شهد المعرض توقيع عدة صفقات واتفاقيات مهمة، وصلت قيمة بعضها إلى ملايين من الدولارات.

والمميز في المعرض لهذا العام أيضا كانت المشاركة الهندية الواسعة وتعزو إيللي هابت، مديرة معرض جلف فوود خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» الحضور القوي للشركات الهندية إلى العلاقات التاريخية التي كانت ولاتزال قائمة بين منطقة الخليج والهند، حيث تشكل الجالية الهندية في الإمارات على سبيل المثال نحو 45% من نسبة العمالة الوافدة وتعلق بهذا الصدد قائلة: «تعلمين أن حجم الصادرات من الأطعمة الهندية إلى منطقة الخليج يقدر بـ3 مليارات دولار سنوياً منها 273 مليون دولار من المنتجات الزراعية والأطعمة من الهند إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها»، وتعتبر منطقة الشرق الاوسط سوقاً مستهدفة لما يزيد عن ثلاثة أرباع منتجات التصدير الهندية، والتي تشمل الخضار والفاكهة الطازجة، والأصناف المختلفة والمنوعة من اللحوم، والحلويات ومنتجات الالبان.

أما الجناح البريطاني فتضمن أنواعا جديدة من المنتجات في مجال الأسماك والمأكولات البحرية. معلوم أن صادرات المملكة المتحدة من الأسماك الطازجة إلى دول مجلس التعاون الخليجي تضاعفت منذ عام 2005. إذ بلغت مبيعات الأسماك المجففة والمدخنة زهاء مليون جنيه إسترليني.

السعودية شاركت بقوة في المعرض لهذا العام وحققت شركة اتحاد الصالحية، أكبر منتج للتمور في المملكة، نتائج طيبة خلال أول يومين من المعرض، ويعتبر فهد الصالح رئيس مجلس إدارة الشركة أن المشاركة في هذه الفعالية الدولية مهمة جدا خاصة وأن تجارة التمور في السعودية تواجه دوما منافسة شرسة في الأسواق الأوروبية من قبل مصدري التمور الإسرائيلية والتونسية، أهم المحاور التي تداولها المشاركون خلال أيام المعرض هي ضرورة تشديد الرقابة على سلامة الأغذية والمستوردة ويؤكد محمد فلامرزي مسؤول مكتب رقابة الأغذية في ميناء جبل لـ«الشرق الأوسط» أن إنشاء منظمة التجارة العالمية أتاح فرصا لجميع البلدان للاستفادة من زيادة فرص الدخول إلى الأسواق العالمية. فالتجارة العالمية تتوسع بسرعة، وهو توسع يرجع في أغلبه إلى زيادة الطلب من جانب المستهلكين وارتباط ذلك بزيادة تعليمهم ووعيهم، وعولمة الأذواق والعادات، والتطورات التي حدثت في مجال العلوم والتكنولوجيا، والتحسن الذي طرأ على الاتصالات والنقل. ومع ارتباط ذلك بانهيار الحواجز التعريفية والقيود الكمية، أصبح للجودة والسلامة أهمية كبيرة في التجارة العالمية.

واستقطب معرض مطاعم ومقاهي الشرق الأوسط 2008 (Restaurant & Café Middle East 2008) والذي أقيم على هامش معرض جلف فوود 2008، العديد من الزوّار من مختلف القطاعات ذات الصلة، ومن الشركات الباحثة عن استخدام موردين لإطلاق محلاتهم أو تجديدها.