«البريوات» مقبلات مغربية لا تقاوم

لذيذة.. حلوة ومالحة

TT

«البريوات» من المقبلات اللذيذة والشهية في المطبخ المغربي، وبسبب ذلك اكتسبت شهرة واسعة حتى خارج الحدود، فهي مميزة بشكلها أولا ثم مذاقها، فمنظر تلك المثلثات الذهبية التي تخفي بداخلها حشوات متنوعة، لا تقاوم، وتغري باكتشاف وتذوق ما بداخلها من مواد ونكهات.

و«البريوات» بالعامية المغربية، تصغير لكلمة «برا» أي رسالة، لأنها تطوى على شكل غلاف رسالة، أما موطنها الأصلي، فهو مدينة فاس العريقة، التي اشتهر أهلها بإعداد مختلف أصناف الحلويات التقليدية.

وتقسم «البريوات» إلى صنفين: مملحة وحلوة، كما أنها لا تصنف ضمن لائحة المأكولات اليومية، بل ظهورها على الموائد يرتبط في غالب الأحيان بالمناسبات، والأعياد، واستقبال الضيوف، ربما لان إعدادها معقد نسبيا، ويتطلب بعض الوقت.

فالمرحلة الأولى تتطلب إحضار ورق البسطيلة، أي ورق الجلاش، الذي يباع في محلات بيع الحلويات، المنتشرة في الأسواق الشعبية، حيث انتشرت أخيرا طريقة طهي ورق البسطيلة خارج تلك المحلات على مرأى من المارة، وهي عملية تتطلب خفة ومهارة، للتمكن من استخراج ورق شفاف دائري، من عجين لين مكون من الدقيق والملح والزيت، حيث يلصق العجين بطريقة دائرية وسريعة فوق صفيح ساخن، حتى ينضج.

عند إحضار الورق يفصل بعناية عن بعضه بعضا، ويدهن بالزيت، ثم يقطع على شكل ثلاثة أو أربعة شرائط طويلة، حسب الحجم الذي نريد للبريوات، ويترك جانبا إلى حين تحضير الحشوات.

أشهر أنواع «البريوات» المملحة هي المصنوعة من حشوة الدجاج والبيض، حيث يقطع الدجاج إلى قطع صغيرة، ثم يضاف إليه البصل والبقدونس، والملح والأبزار، والزعفران، والزنجبيل، ويوضع على النار ويترك لبعض الوقت حتى يتحمر، ثم يضاف إليه كمية من الماء، ويترك حتى يطهى جيدا، بعد ذلك تؤخذ قطع الدجاج، ويتم تفتيتها إلى قطع صغيرة جدا باليد، مع إزالة العظام، أما مرق الدجاج فتضاف إليه أربع او خمس بيضات مخفوقة وتترك حتى تطهى على نار هادئة، ثم يضاف الخليط إلى لحم الدجاج، ويخلط جيدا جميع العناصر، وبذلك نكون قد حصلنا على الحشوة.

نأخذ ورقة واحدة من أوراق البسطيلة المقطعة على شكل مستطيل طويل، ندهنها بالزبد أو الزيت، ثم نضع ملعقة كبيرة من الحشوة في مقدمتها، ونبدأ في طيها على شكل مثلث من اليمين إلى اليسار، ثم من اليسار إلى اليمين، ونلصق آخر المستطيل بصفار البيض، ونكرر العملية بنفس الطريقة إلى حين نفاد الحشوة.

أما بالنسبة للطهي فهناك خياران، إما قلي البريوات في حمام زيت ساخن حتى تتحمر من الجهتين، أو تدخل إلى الفرن، والطريقة الأخيرة أفضل لأننا نحصل على بريوات جافة غير متشربة للزيت.

وللحصول على أنواع أخرى من البريوات، نتبع نفس الطريقة، مع تغيير الحشوة، إذ يمكن استبدال الدجاج بالكفتة المتبلة بالبصل، والبقدونس، والأبزار والملح، والفلفل الأحمر.

كما يمكن إعداد بريوات بحشوة السمك، وهي لذيذة جدا، ويستعمل في تحضيرها سمك القمرون المسلوق، الذي تضاف إليه الشعرية الصينية المسلوقة والمقطعة، وقطع الزيتون الأخضر، وقطع من الليمون المخلل، والملح والأبزار والبقدونس، والفلفل الأحمر المطحون، والثوم المهروس، وقليل من الفلفل الحار حسب الذوق. وإذا كانت هذه أشهر حشوات البريوات فباب الاجتهاد يبقى مفتوحا، إذ يمكن حشوها بالجبن فقط، أو بالبطاطس المسلوقة المضاف إليها البيض، والجبن المحكوك، أو عمل حشوة مكونة من السبانخ المطبوخة وإضافة البيض المخفوق، والبصل المحمر والثوم، والأبزار والملح.

أما بخصوص البريوات الحلوة، فأشهرها تلك المحشوة باللوز. والمقادير المستعملة فيها هي 500 غرام من اللوز المسلوق والمقشر، 125 غرام سكر، ملعقتان كبيرتان من ماء زهر، ملعقة صغيرة من القرفة المطحونة، قليل من المسكة الحرة، زيت للقلي، عسل، سمسم محمر.

ولعمل الحشوة يخلط اللوز المسلوق والمقشر مع السكر، ثم يطحن الكل حتى نحصل على عجين لوز أملس، بعد ذلك نضيف إليه ماء الزهر، القرفة والمسكة، ثم يعجن الكل جيدا، وتحضر كويرات صغيرة بحجم جوزة.

توضع كويرة اللوز في الطرف الأسفل لورق البسطيلة المقطع على شكل مستطيل، وتطوى على شكل مثلث، ثم تدهن بقليل من العجين السائل (دقيق وماء) حتى تلتصق الورقة.

عندما ننتهي من طي البريوات تقلى في حمام زيت ساخن حتى تأخذ لونا ذهبيا، ثم تغطس بعد ذلك مباشرة في العسل الساخن لمدة خمس دقائق حتى تتعسل.

ثم تصفى، وقبل تقديمها ترش بقليل من الزنجلان المحمر. ويمكن أيضا استبدال اللوز بالفول السوداني المسلوق والمحمر وإعداد الحشوة بنفس الطريقة.