«الفستق الحلبي».. لذيذ كيفما أكلته

ملهم التلاميذ ومنشط الذاكرة

الفستق فخر الانتاج الحلبي («الشرق الأوسط»)
TT

إذا كان الحلبيون يفتخرون بمطبخهم العريق وأكلاتهم اللذيذة فإنهم يزدادون فخرا عندما يذكر الفستق الحلبي الذي أخذ من مدينتهم اسماً له وهي موطنه الأصلي على الرغم من أن مدناً أخرى تفوقت على حلب بإنتاج الفستق الحلبي وخاصة حماة وإدلب، ولكن تبقى سورية من أكبر منتجي هذا المحصول المهم (بعد إيران وهي الأولى ـ 350ألف طن ومن ثم أمريكا ـ 275ألف طن ـ وبعدها تركيا ـ 80ألف طن ـ ورابعاً سورية بإنتاج وصل هذا العام إلى 60 ألف طن)، ومن يزور دمشق هذه الأيام سيشاهد في أسواقها الشعبية والراقية وساحاتها وعلى طرقها العامة عشرات البائعين وأمامهم قدور (قفف) كبيرة يعرضون فيها الفستق الحلبي الطري والأخضر بلون قشره الأحمر المميز والمائل للون الزهري حيث تعتبر هذه الأيام ذروة موسم إنتاج الفستق الحلبي والذي يبدأ في شهر يوليو (تموز) ويستمر حتى أكتوبر (تشرين الاول) من كل عام ليتم بعدها تجفيفه وتحميصه وبيعه على شكل موالح (مكسرات) للتسلية كما هو الفستق العادي والبندق واللوز كما يقوم العديد من التجار بتخزينه بطرق فنية وعلى شكل مبشور ليباع لسيدات المنازل ولمحلات تحضير الحلويات وللمطاعم. ويتميز الفستق الحلبي الطري بطعمه اللذيذ ـ وحسب محمد سرميني أحد البائعين والمنتجين له والذي جاء يبسط به في سوق الصالحية بدمشق من مدينته ادلب ـ فإن لونه الأحمر الزاهي ولبه الطري وسعره المقبول يجعل الكثير من الدمشقيين وزوار دمشق من السياح العرب والأجانب يقبلون على شرائه بشكل كبير وتذوقه وخاصة أننا نفتح ثمرة الفستق الحلبي أمامهم ليشاهدوا طراوتها ويتذوقوها قبل أن يشتروا كما نشرح لهم فوائد الفستق كما سمعناها من آبائنا وأجدادنا وهي كثيرة جداً ونطلق على الفستق الحلبي لقب حب الفهم لأنه يقوي ذاكرة الإنسان ويؤخر الشيخوخة ويفيد طلبة المدارس بتذكر المعلومات التي يقرأونها في كتبهم المدرسية وبالتالي يفيدهم قبل الامتحانات. ويؤكد كلام البائع سرميني العديد من الباحثين والمشتغلين في الطب البديل وطب الأعشاب حيث يقولون إن الفستق الحلبي بما يحتويه من أملاح معدنية كالفوسفور والحديد والكالسيوم ومن بروتينات ودسم وسكريات فهو مفيد لمعالجة الأمراض الهضمية والصدرية ويسكن المغص ولذلك يستخرج منه زيت يعالج به العديد من الأمراض. واصبح الفستق المادة الغذائية الأولى منذ عشرات السنوات في حشو الحلويات العربية التقليدية كالبقلاوة والكنافة والمبرومة والبلورية والمعمول والهريسة وغيرها حيث توضع الحبة كاملة منه أو تزين به هذه الحلويات التقليدية حيث يضاف على شكل مبشور رقيق ليعطي لوناً جميلاً ومذاقاً لذيذا لهذه الحلويات، كذلك يستخدم في المطبخ الشامي بشكل واسع حيث يحشى به بعض أنواع الكبّة مع اللحم والصنوبر ويحشى به القوزي مع الرز ويضاف أيضاً فوق مناسف الفريكة والرز بالبازلاء بشكله المبشور.

وتقول دراسة علمية أجراها الباحث السوري محمد كردوش الخبير في مركز أكساد الزراعي وأستاذ الفاكهة بجامعة حلب إن شجرة الفستق الحلبي تسمى الشجرة الذهبية ويعود تاريخها إلى 3500 سنة ولها العديد من الأصناف والأنواع ومن أشهرها وأهمها العاشوري ويسمى الحلبي الأحمر وهو الأكثر انتشاراً كونه يعد من أصناف المائدة الفاخرة ومن الأصناف الأخرى هناك العليمي وثماره بيضاء وهناك صنف اللازوردي ولون ثماره لازوردي.