ليس كل ما هو مثلج «جيلاتي»

افسحوا الطريق من أجل الجودة

جيلاتي الايطالية أصلية بالفواكه المشكلة («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من أن الجيلاتي، هذا المثلج الإيطالي ذو النكهات المختلفة، ليس اختراعا جديدا في الولايات المتحدة، إلا أنه يكافح من أجل تثبيت أقدامه في السوق. فقد ابتعد عنه العديد من المستهلكين بسبب كثرة الأنواع الأميركية السيئة منه، وهذا بدوره أبعد أصحاب المشروعات عنه.

ولكن بعد ذلك، يبدو أن الجيلاتي بدأ ينال شعبية كبيرة، منضما إلى القهوة والجبن في جذب اهتمام محبي الطعام. ومع وجود نسبة لزبد الحليب تقل عن نصف النسبة الموجودة في المثلجات المعتادة، يصبح الجيلاتي أكثر إفادة صحية، كما أن نكهته القوية الغنية وقوامه الناعم من الممكن أن يسببا إدمانا.

ربما تظل هناك مخاطرة في مشروعات محلات الجيلاتي، ولكن أعدادا متزايدة من أصحاب المحلات الصغيرة يريدون الخوض فيها.

على سبيل المثال في وسط مدينة واوكيشا في ولاية ويسنكسن، قال جو ولوري ليستر إنهما يحبان مقهى جيلاتي ديفينو كثيرا لدرجة أنهما اشتراه من ملاكه الأصليين منذ عام ونصف العام. وبالتركيز على جودة المنتج وتنوع النكهات، توسع المشروع بنسبة 35 في المائة منذ أن توليا إدارته، وافتتحا فرعا آخر له بالفعل.

ويدير روب دنكان وزوجته فيوليتا محل دولسيزا، وهو محل صغير للجيلاتي في تقسيم جورج تاون في واشنطن، يتميز بالجيلاتي المصنوع يدويا. يقول الزوجان إنه في خلال 4 أعوام منذ افتتاح المحل، اتسعت أعمالهما بنسبة 700 في المائة. وبفضل هذا النمو، افتتحا فرعا آخر في بيثيسدا في ماريلاند، ويبيعان الجيلاتي أيضا في أسواق المزارعين المحلية. قال دنكان: «استجاب السوق في واشنطن دي سي بالفعل وكان معدا للجيلاتي المصنوع بمهارة».

افتتح ألبرت لاتانزي الذي يملك مطعما للبيتزا ومطعما إيطاليا فاخرا في إدجارتاون في مارثا فينيارد، محلا صغيرا للجيلاتي اسمه كافيه دي لاتانزي عام 2001، بعد أن علم أن شركة نقل الركاب في الجزيرة ستنشئ محطة حافلات جديدة بجوار محلاته. وفكر في أن 3.000 زائر سيمرون بالمنطقة يوميا، فتوقع أن يجذبهم الجيلاتي الذي سيقدمه لزبائنه الجدد أثناء انتظارهم للحافلة. وقد تضاعف مشروع الجيلاتي الذي يملكه منذ افتتاحه أربع مرات.

كما لاحظ مديرو المؤسسات ذات الامتياز نمو هذه السوق. فشهدت شركة سان جيلاتو كافيه، التي تمنح امتياز محلات الجيلاتي التابعة لها، تقدما كبيرا. وقد أعلنت سلسلة المحلات، التي يقع مقرها في فورت والتون بيتش في فلوريدا، أخيرا أنها ستفتتح 300 محل جديد للجيلاتي في البلاد بحلول عام 2011. وبينما يعتبر هذا الرقم متواضعا مقارنة بأرقام ستاربكس، إلا أن هذا النمو مثير للإعجاب في سوق الجيلاتي.

وافتتحت شركة بريجل أميركا، وهي شركة مملوكة بالكامل لأحد أكبر الممولين الإيطاليين لمكونات الجيلاتي، مركزا للمبيعات والتوزيع بالقرب من تشارلوت في نورث كارولاينا، عام 2002. ووفقا لما قاله ماركو كاسول، الرئيس التنفيذي (35 عاما)، ارتفع عدد المنافذ التي تورد إليها بريجل بنسبة 30 إلى 35 في المائة سنويا منذ عام 2002، وهي أكثر من 1.000 محل للجيلاتي ومحل بقالة ومقاه ومطاعم تبيع الجيلاتي. من المتوقع أن تزيد المبيعات في 2008 على 15 مليون دولار. وتقدم الشركة دورة تدريبية مجانية لمدة ثلاثة أيام لتعلم كيفية صناعة الجيلاتي وإدارة محل، وسترسل معلميها إلى مواقع العملاء من أجل تقديم النصائح اللازمة.

يقول كاسول: «كنت أشعر أن الولايات المتحدة هي أقل أسواق العالم أهمية، لدرجة عدم حدوث أي تغيير فيها. وأخيرا تغير حال السوق. يسافر الناس كثيرا، وأصبحوا أكثر علما، لذا يبحثون عن الطعام الصحي المغذي الذي ما زال يتميز بالمذاق الطيب».

وعلى الرغم من أنه من الصعب العثور على أرقام محددة، يقدر كاسول أن هناك الآن حوالي 800 محل للجيلاتي فقط في الولايات المتحدة، وهذا رقم ضئيل جدا، مقارنة بـ37.000 محل في إيطاليا. وتمثل مثل هذه السوق المفتوحة بالنسبة لأصحاب المشروعات من محبي الجيلاتي فرصة جيدة.

يوضح كاسول: «في أوروبا، الجيلاتي جزء من الثقافة، ومن حياة الناس اليومية. لا يمكنك أن تغير ثقافة ما في ليلة واحدة». يوجد في معظم المدن الكبرى في الولايات المتحدة، خاصة في نيويورك ولوس أنجليس، أعداد متزايدة من محلات الجيلاتي. ولكن سيكون مضللا أن نطلق على الجيلاتي أحدث بدعة سائدة حاليا. في دراسة حول استهلاك المثلجات لعام 2008 أجرتها مينتل، وهي شركة متخصصة في أبحاث السوق مقرها في شيكاغو، قال 89 في المائة من المستهلكين: إنهم يتناولون المثلجات ولكن قال 14 في المائة فقط إنهم يتناولون الجيلاتي.

يقول ديفيد موريس، كبير الباحثين في مينتل، إن الجيلاتي ما زال «منتجا خاصا للغاية» لا يتوفر على نطاق واسع. ولكن أضاف موريس: «بالطبع هناك تقدم هنا». في دراسة «ما هو الرائج؟» لعام 2007 شملت 1.200 طاه أجرتها جمعية المطاعم الوطنية، أطلقت نسبة 51 في المائة على الجيلاتي «اتجاه رائج».

ولكن يشير الخبراء إلى أن هناك تكاليف ومخاطر محتملة في افتتاح محل للجيلاتي. ويمكن أن تتراوح تكاليف تجهيز مقهى جديد للجيلاتي وإدارته ما بين 150.000 دولار و300.000 دولار بناء على حجمه. ويمكن إضافة تقديم الجيلاتي إلى مطعم أو مقهى قائم بالفعل بتكلفة أقل تصل إلى 50.000 دولار.

حذر دومينيك سيمينارا، الذي يدير شركة معدات المطاعم المتخصصة في أرلينغتون في تكساس، من أن إقامة محل للجيلاتي فقط ليس رهانا رابحا في معظم المناطق. وقال: «الجيلاتي له موقعه المناسب، ولكن في مكان يكون فيه جزء من المشروع، وليس المشروع كله». واقترح أن إضافة الجيلاتي إلى محل بيتزا أو مقهى ناجحين هو الطريق الأفضل. يختلف أصحاب المحلات الناجحة مثل دنكان وليستر. يقول الاثنان: إن العثور على الموقع الصحيح هو الخطوة الأولى. قال دنكان، الذي كان يعيش في الأرجنتين وتعلم على أيدي متخصصين محليين ماهرين في صناعة الجيلاتي لمدة عام. إنه فكر في أن واشنطن ذات طبيعة عالمية تسمح لها بقبول محل للجيلاتي فقط. وهو يصنع الجيلاتي الطازجة يوميا، كما تفعل المحلات الإيطالية الناجحة، ويستخدم منتجات محلية طازجة من منطقة المزارعين.

يقول دنكان: «في أول شهر افتتحنا فيه المحل في أغسطس (آب) عام 2004، بعنا جيلاتي بقيمة 25.000 دولار. وفي يوليو (تموز) عام 2008، بعنا جيلاتي بقيمة 165.000 دولار. والتحدي الذي نواجه هو الحفاظ على جودة المنتج». وبدأ في تقديم القهوة إلى جوار الجيلاتي، ولكنه قال إن القهوة تمثل 5 في المائة من المبيعات. وقال: «حتى إذا كنت تقدم قهوة جيدة بالفعل، يذهب الناس إلى محل الجيلاتي ليشتروا جيلاتي».

ويتفق جون سنيدر، الذي افتتح ما يعتقد الكثيرون أنه أول محل للجيلاتي في أميركا، في حي سوهو في نيويورك عام 1983، مع دنكان. يقول سنيدر الذي يملك محل إل لابوراتوريو ديل جيلاتو، وهو محل لبيع الجيلاتي بالجملة في نيويورك ويورد لأكثر من 200 مطعم محلي: «هذا جزء من ثورة الغذاء في هذا البلد».

هناك الكثير من الجيلاتي السيئ في السوق، ولكن يصنع الآن المزيد والمزيد من الجيلاتي الجيد. إذا شعرت بالفخر مما تفعله، وقدمت منتجا رائعا، سيعثر عليك الناس.

بالتأكيد هذا هو الوضع في واوكيشا. يقول ليستر إن أصحاب محل ديفينو السابقين مروا بأوقات عصيبة لكي يعرف الزبائن منتجا لم يسمعوا عنه من قبل. ولكن الآن، كما يقول ليستر: «أصبح هذا المكان مقصدا للجميع، وكأنه رحلة إلى إيطاليا. نحن لم ننشر إعلانات مطلقا، ولكن اشتهر المكان عبر كلام الناس».

* خدمة «نيويورك تايمز»