الفلبينيون يتوجهون الى المطبخ

عندما يتحول الطاهي الى نجم

خلال 8 سنوات أصبح في الفلبين 400 مدرسة طهي («الشرق الأوسط»)
TT

تقوم الفلبين التي كانت معروفة لعقود بتقديم عمال الملاحة في البحار والممرضات وعاملي الرعاية الصحية والعمال، بتصدير ممارسي التجارة المتميزة: رئيسي الطهاة.

ويقول إيان باديلا وهو رئيس طهاة فلبيني في مطعم تلفون الباريسي: إن رؤساء الطهاة نجوم جدد في عالم اليوم. والكل يرغب في أن يصبح رئيس طهاة.

ويضيف بقوله: عندما بدأت لم تكد توجد أعداد كافية من مدارس الطهي هنا.. ولم يكن هناك رئيس طهاة بل طاه فقط. وعندما رجعت وجدت العديد من مدارس الطهي في كل مكان. وقد عاد باديلا إلى بلاده ليقوم بالتحكيم في مسابقة للطهي.

وفي عام 2000، كانت هناك مدرسة طهي واحدة في الفلبين. وفي الوقت الحالي، يوجد نحو 400 مدرسة طهي يزداد عدد طلابها عاما بعد آخر في هذا البلد الذي يقع في جنوب شرقي آسيا. وهذا الحماس الذي يأخذ به الفلبينيون مهنة الطهي ليس مفاجئا. فالندرة العالمية في الطهاة ورؤساء الطهاة تعني أن خريجي مدارس الطهي يمكنهم كسب ما يعادل 4.000 دولار في الشهر من خلال العمل في الخارج. ويعتبر مثل هذا الراتب مبلغا خياليا في بلد يبلغ فيه متوسط الدخل 10.000 إلى 15.000 بيزو (214 إلى 321 دولارا) في الشهر. ويعمل أكثر من تسعة ملايين فلبيني في خارج البلاد، حيث يعمل معظمهم في وظائف متواضعة ويرسلون تحويلات تزيد عن مليار دولار شهريا تدعم الاقتصاد الوطني والعملة الوطنية.

ومع ارتفاع نسبة البطالة فوق 7 بالمائة فإن العديد من المواطنين يتأثر بارتفاع أسعار الوقود والغذاء، كما يبحث المزيد من الفلبينيين عن وظائف في خارج البلاد. وقد كان التمريض عملا شائعا لمدة طويلة حيث يمكن أن يصل راتب الممرض الفلبيني لنحو 1.000 إلى 2.000 دولار شهريا من خلال العمل في الخارج، حيث يقومون بملء الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط بسبب النقص العالمي في عمال المهن الطبية.

لكن العمل في هذه المهنة يتكلف أربع سنوات من الدراسة الجامعية على الأقل، بينما يستطيع رئيس الطهاة المحتمل أن يحصل على شهادة في الطهي خلال شهر واحد. ويمكن أن تستغرق الدورة الدراسية نحو 14 شهرا.

لكن هذا الوقت القصير للحصول على دبلوم أو شهادة في الطهي يتكلف الكثير من المال. ففي مدرسة غاندلر الدولية لفنون الطهي وإدارة الفنادق، تبلغ تكاليف الدورة نحو 310.000 بيزو (6.675 دولارا) للدبلوم الذي يستغرق 14 شهرا، وليس من السهل توفير ذلك المال، فيصبح العديد من الفلبينيين عمالا في البحر أو خادمات في المنازل. ومع ذلك، فلا تزال معدلات الالتحاق بهذه المدارس عالية في المدرسة التي يبلغ عمرها خمس سنوات وأسسها رئيس الطهاة النمساوي نوربرت غاندلر الذي كان يدير مطابخ الفنادق خمس نجوم في الفلبين. ويقول غاندلر: في واقع الأمر، فإن لدينا قائمة انتظار بالفعل. وأضاف إن مدرسته ممتلئة عن آخرها بعدد من الطلاب يبلغ 280 طالبا كل عام. لقد أرسلت الفلبين نحو 8.400 شخص إلى المطابخ في جميع أنحاء العالم في العام الماضي، حيث كان ثلثا هذا العدد رؤساء للطهاة وطهاة. وفي عام 2000، سافر نحو 1.900 فلبيني للعمل في مهنة الطهي بدول أخرى. ويعتبر ذلك الرقم صغيرا بالمقارنة بعدد الفلبينيين الذين يعملون في الخارج كعمال وبحارة. ويقدر عدد الفلبينيين الذين غادروا الفلبين في العام الماضي بنحو 50.000 شخص للعمل كخدم لأول مرة، بينما يعمل نحو 230.000 فلبيني في مهن بحرية.

ويقول فيتز غيرالد كاربيو الذي يبلغ من العمر 21 عاما وهو أحد الطلبة الذين كانوا يحملون سكاكين المطبخ للمنافسة في احتفال الطهي بالعاصمة مانيلا والذي أقيم في الأسبوع الماضي: في يوم من الأيام يمكنني أن أكون مثل هؤلاء الذين سبقوني ونجحوا في عملهم بالخارج.

وهناك طلب مرتفع على رؤساء الطهاة الفلبينيين في الخارج، ويرجع ذلك في جزء منه إلى إتقانهم اللغة الإنجليزية واجتهادهم ورغبتهم في العمل. وتقول ميكائيلا فينيكس ماكابينتا وهي كاتبة عمود عن الطعام ورئيس تحرير مجلة الطعام في مقابلة صحافية مع رويترز حول منافسة الطهي التي جرت في الأسبوع الماضي: إن إنجلترا ترغب في توظيف 300 رئيس طهاة وهم يذهبون إلى مثل هذه المنافسات من أجل توظيفهم.

وتقول: يمكنك أن تتخيل أننا نقوم بإرسالهم بمجرد تخرجهم. وهذا هو أسهل طريق للسفر إلى الخارج. ومثلما هي الحال في أستراليا، فإن هناك أولوية قصوى لرؤساء الطهاة. فإذا تقدمت بطلب للحصول على الوظيفة، فسوف يتم توظيفك في الحال.

ويمكن أن يعمل رؤساء الطهاة الفلبينيون في السفن والمستشفيات ومعسكرات الجيش في الشرق الأوسط. وأولئك المحظوظون يمكن أن يحصلوا على وظائف في مطاعم كوردون بلو أو مطابخ قصور الشرق الأوسط.

ويقول ريتشارد تان وهو رئيس طهاة ومدرب في معهد ماغسايساي للضيافة وفنون الطهي: لقد عملت في العديد من المطاعم. وهناك دائما شخص فلبيني في المطبخ في أي مكان من العالم.