استفيدوا من تدني سعر الاستاكوزا

المأكولات تتأثر بالحالة الاقتصادية الخانقة

بالإضافة إلى الحالة الاقتصادية.. فإن نجاح صيادي الاستاكوزا في إدارة المصايد وأنهم سجلوا أرقامًا كبيرة في صيده سبب آخر لتدني سعر الاستاكوزا
TT

إنني من المغرمين بشراء السلع الفخمة في أوقات التنزيلات، فأنا متسوقة عادة ما أكترث للمبلغ الذي أقوم بتوفيره وليس المبلغ الذي أقوم بإنفاقه. فأنا أفضل أن أشتري سترة من الكشمير في وقت التخفيضات بمبلغ 95 دولاراً كان سعرها الأصلي 125 دولاراً عوضاً عن أن أدفع في سترة واحدة مبلغ 80 دولاراً لا يشملها التخفيض.

واتباعًا لهذا المنطق، فعندما سمعت في الراديو أن أسعار الاستاكوزا تدنت إلى مستوى لم يحدث في خلال 25 عاماً، قررت أن أهرول إلى متجر الأسماك لأشتري اثنتين للعشاء.

لذا لم أتضايق عندما أنفقت ما يقرب من 30 دولاراً على استاكوزا في إحدى الليالي التي قد لا تشهد احتفالا بأي شيء؟ إن تكلفتها تقل الثلث عما كانت عليه العام الماضي. وفي الوقت الذي كنت أحاول فيه تخيل الطريقة التي سأطهو بها الاستاكوزا سألت لويس سبادا مدير فيش تالز في بروكلين عن السبب وراء انخفاض أسعار الاستاكوزا.

أجاب إنه «الاقتصاد، فالناس لا يشترون، والمخازن في ماين مليئة، والأمر كله يعتمد على العرض والطلب».

تبدأ أسعار الاستاكوزا في فيش تالز من 10.99 دولار للأوقية أي أقل بثلاثة دولارات عن العام الماضي وهو اتجاه يبدو أنه ينتشر في المدينة كلها، فبلدوتشي يبيعه بأسعار تتراوح بين 14.99 و16.99 دولار للأوقية أي بأربعة دولارات أقل من العام الماضي، ويبيعه وايلد إديبلز بأسعار أقل بدولارين أو ثلاثة عن العام الماضي، حيث تتراوح الأسعار بين 13.99 إلى 15.99 للأوقية. أما أسواق الاستاكوزا في سوق تشيلسي وجرينويتش فيلدج، فهي الأرخص بين كل الأسواق التي زرتها، حيث يباع بمبلغ 7.95 دولار للأوقية.

كان لا بد أن أشتري بسرعة، إذ يقول تريفور كورسون مؤلف كتاب «الحياة السرية للاستاكوزا« (نشرته دار هاربر كولينز 2004) إن تلك الحالة من انخفاض الأسعار لن تدوم لفترة طويلة.

ويشير كورسون إلى أن السبب نجاح صيادي الاستاكوزا في إدارة المصايد وأنهم سجلوا أرقامًا كبيرة في صيده بالقول: «إنهم ضحايا لنجاحهم».

وحتى الآن يتم نقل الفائض من الاستاكوزا إلى مصانع تعبئة المواد الغذائية في كندا التي تبيعه مجمدًا إلى سلاسل المطاعم، لكن الأزمة الاقتصادية أثرت بصورة بالغة على تلك المصانع مما جعلها توقف عملياتها. وهو الأمر الذي يعني رخص اسعار الاستاكوزا بالنسبة لك ولي ـ لفترة مؤقتة على الأقل.

ويضيف كورسون بقوله: «وصل الأمر بصائدي الاستاكوزا إلى أنهم لم يعودوا يرغبون في صيد المزيد منها حتى ينخفض المخزون». ولقد كان توقيت شرائي للاستاكوزا أفضل مما توقعت. وبشكل عام، فإنني عندما أعمد إلى تقديم الاستاكوزا، فإنني ألتزم بالطريقة المجربة والصحيحة: وهي طهيها على البخار ثم تقديمها مع الزبد المذاب، فأنا أخشى التجربة، فمن يرغب في أن يقامر بتدمير مثل هذه السلعة الغالية؟

ومع رخص أسعار الاستاكوزا، لا أجد أي مانع في تخيل أنواع من أطباق الاستاكوزا في ذهني فأرى قطع لحم الاستاكوزا ذات اللون القرنفلي المغطاة بالصلصة فوق مكرونة البيض الناعمة، وتذكرت مذاق الاستاكوزا المشوي الرائع عندما يغمس في زيت الزيتون بطعم الثوم. وأخيرًا فإنني فكّرت في طهي الاستاكوزا مع عيش غراب الاستاكوزا الذي تناولته في منزل إحدى صديقاتي، حيث زادت كثافة اللحم في عيش الغراب من مذاق تلك الاستاكوزا.

وقبل أن أتمكن من طهي الاستاكوزا، كان لا بد أن أنهي حياتها بسرعة وبصورة إنسانية قدر الإمكان، وكنت في الماضي أقوم بوضعها في إناء من الماء المغلي وأقوم بإحكام الغطاء فوق الإناء. لكن تروفو كورسون لديه اقتراح آخر.

فيقول: «أفضل طريقة لقتل الاستاكوزا بحسب وكالات رعاية الحيوان هو وضعها في الثلاجة لمدة 15 دقيقة، إذ يعمل ذلك على تقليل التغيرات في خلاياها الحية».

ويقترح كورسون بعد ذلك وضعها على ظهرها وإحداث قطع طولي في بطنها الرقيق. ويضيف «تتمتع الاستاكوزا بنظام عصبي غير مركزي، فقد يظل الذيل مرتعشًا، ولكن عندما ترتخي مخالبها فمعنى ذلك أنها قد ماتت. وقتل الاستاكوزا بهذه الطريقة قبل سلقها أو طهيها بالبخار أو شويها يمكن أن ينتج لحمًا أقل مطاطية».

قمت بتجربة تلك الطريقة، فبعد تجميدها وإحداث قطع طولي بها وضعتها أسفل الشواية. كانت خطتي تقديم الاستاكوزا بزيت الثوم لكن مظهرها القرمزي الخارجي ذكرني بالسمك الأحمر الذي يميل إلى السواد. وبدا لي أن إعداد زبدة كوجان المتبلة لإعداد الصلصة للاستاكوزا فكرة جيدة.

وكما يقول كورسون، فإن لحم الاستاكوزا المطهو سهل المضغ ويحتفظ في ذات الوقت بصلابته، وقد منحه الزبد طعمًا رائعًا جعله لا يفقد حلاوته.

كان طهي عيش الغراب هو مهمتي التالية، فالأسواق المحلية لا يتوافر بها عيش غراب الاستاكوزا، لكنني تمكنت من الحصول على عيش غراب المحار والذي يشبه إلى حد كبير عيش غراب الاستاكوزا.

ومع إضافة زيت السمسم وجذور الزنجبيل وصلصة فول الصويا، كان مظهر الاستاكوزا براقًا ونكهتها طيبة، حيث يضيف عيش الغراب طعم الغابات الأرضية لما يصبح الآن النسخة المفضلة من الأطباق البحرية.

ولإضفاء لمسة أخيرة من البذخ، قمت بتجميل المكرونة بوضع بعض كافيار السلمون. لم يكن ذلك معروضًا للبيع مع وجود تنزيلات، لكنني لم أستطع أن أقاوم الاحتفال بكم المال الذي ادخرته من شراء الاستاكوزا.

* خدمة «نيويورك تايمز»