طعم حي.. وبالألوان

جديد في ساحة الأكل اللبنانية

للندن حصة في الديكور («الشرق الأوسط»)
TT

بدأت الرحلة منذ 6 سنوات في جولة عربية، لتحط رحالها قبل نحو ثلاثة أشهر في لبنان، وتحديداً على طريق ضبية الساحلية (شمال بيروت) في واحد من أضخم مشروعات المطاعم في لبنان، إذ يمتد على 2000 متر مربع، وتمتزج فيه الألوان لتوفّر جوًّا عصريًّا متنوعًا، يقصده المراهقون والشباب والعائلات. أما الحصة الكبرى فهي للأطفال الذين يمكنهم أن يأكلوا ويلعبوا بأمان في ملعبين: الأول خارجي، والثاني داخلي. وقد صممت فيهما ألعاب خاصة بهم في المطعم الجديد Living Colors أو «الألوان الحية».

وفي حديث إلى «الشرق الأوسط» قال جان بول رامي، وهو أحد الشريكين المالكين لشركة Blend التي تندرج في إطارها سلسلة مطاعم منتشرة في العالم العربي «إن Living Colors فتح أبوابه قبل سنتين في المملكة العربية السعودية والكويت. وعندما قررنا أن نفتح فرعاً في لبنان، ارتأينا أن نضيف فكرة جديدة إلى المطعم تميزه عن غيره من المطاعم فكانت فكرة الملعبين للأطفال، بالإضافة إلى أن المطعم يستقطب فئات متنوعة من الزبائن من أعمار مختلفة».

يستقبل ملعبا Living Colors الأطفال من العاشرة قبل الظهر حتى السابعة مساءً؛ ليلعبوا ويلهوا. أما فرحتهم الكبرى فتكون في أعياد ميلادهم، فيصار إلى تزيين الملعبين ويرافقهم فريق متخصص ينظم لهم أعياد ميلادهم ويحتفل بهم، بالإضافة إلى تقديم الطعام والحلوى.

أما المراهقون والشباب، فيتناولون الطعام على أنغام الموسيقى مع DJ حاضر على الدوام. كما يستفيدون من الإنترنت مجاناً. وبإمكان العائلات أن تجتمع في Living Colors ويأكل أفرادها مع بعضهم مطمئنين إلى التسلية التي سيحظى بها أطفالهم بالإضافة إلى سلامتهم، فألعاب الأطفال مصممة بحيث تخلو من أي خطر، وخصوصاً بفضل تغطية الأرض التي تقوم عليها، بطبقة صناعية حامية.

يقول رامي: «هدفنا الأساسي أن لا يصنّف Living Colors مشروع أطفال فقط، أو أن يسمى مطعماً فقط، بل هو مزيج من هذين المشروعين بحيث إن كل فرد من أفراد المجتمع يستطيع أن يجد مكانه في هذا المطعم المميز، فيجعله يشعر بأنه مميز بدوره».

Living Colors يبدو علامة فارقة في لبنان وفي المنطقة، فهو ثمرة فكرة حديثة ومبتكرة وهو الخيار الأنسب لمحبي الأجواء المختلفة، فيعيشون الألوان باختلافاتها من خلال جوِّه وأطباقه الخاصة. وخدمة إيصال الطلبات إلى المنازل سريعة وبأسعار مقبولة.

وفيما يقدم المطعم الطعام الأميركي التقليدي، فإنه ليس تقليدياً البتة في ديكوره وأجوائه. ويبدأ الاختلاف من هندسته الخارجية والداخلية. والواقع أن المدخل والشكل الخارجي بالإضافة إلى الاسم توحي أن المكان هو «غاليري» للمفروشات. وتزين الجدران من الداخل شاشات تلفزيون عملاقة تبث الصور المتحركة للصغار والأغنيات المصورة للكبار على مدار الساعة. ويلفت في الديكور إغراقه في العصرية، سواء من حيث الألوان الجريئة والحية فعلاً، أو خطوط الأثاث حادة الزوايا والمستقيمة. وتلفت أيضاً طريقة ترتيب الطاولات والمقاعد والزوايا المختلفة، بحيث تضمن الاختلاط وفي الوقت نفسه تبعد الإزعاج في أوقات الزحمة.

وفي إحدى الزوايا ننتقل فجأة إلى لندن، عبر صورة (بوستر) كبيرة لويستمنستر حيث مقر مجلس العموم وساعة «بيغ بن»، وأمامها كشك أحمر من أكشاك الهاتف التقليدية التي تشكل مع الباصات بطابقين (روت ماستر) والتاكسيات السوداء صورة تقليدية من صور عاصمة الضباب.

Living Colors يجسد فكرة جديدة، وكل الذين يقصدونه يتمتعون بخصوصية معينة: فهناك مدخل خاص للصغار منفصل عن مدخل آخر مخصص للكبار. فكلما زرته تكتشف أكثر فأكثر طعم الألوان باختلافاتها، وتعيش جوًّا مفعمًا بالحداثة والابتكار.

أما لائحة الطعام فتطول بخياراتها ونكهاتها المنوعة:

في الصباح يمكنك أن تتذوق العجة، اللبنة، جبنة الفيتا، سندويش البيض، البان كيك...

أما في الغداء والعشاء فيمكنك البدء بمقبلات مثل شرائح البصل، البطاطا المشوية، الكلمار...

وللسلطات حصة كبيرة في التنوع: سلطة الروكا والفطر، السلطة المكسيكية، سلطة السلطعون، سلطة الباستا...

وفي اللائحة أيضا البيتزا: بيبيروني، نباتية، كلاسيكية، والبرغر بأنواعه: برغر السمك، التشيلي، الباربكيو، الموتزاريلا... وصولاً إلى السندويشات الباردة من حبش وتونة وسلمون وسواها، وتلك الساخنة كالدجاج والهوت دوغ والباسترامي. من غير أن ننسى حصة الأطفال الذين خُصِّصَ لهم عدد من الأطباق.

وهناك أيضاً أطباق الحفلات التي يستضيفها المطعم، ويكون الاختيار فيها مفتوحاً حسب رغبات الزبون. لعل أهم ما يبقى في ذهن من يرتاد المطعم الانطباع الذي تكوّنه توليفة الطعام والديكور والخدمة. ولعل أبرز انطباع يبقى بعد زيارة مطعم Living Colors هو أن التجربة كانت بالفعل حية... وبالألوان!