«شوغر دادي».. أدخل جنون الكاب كيك إلى عمان

فادي جابر من البترول إلى الحلوى

الاقبال على شراء الحلوى الشهية كبير جدا
TT

كان فادي جابر، ابن أحد اللاجئين الفلسطينيين والطالب بمدرسة «أرامكو» متعددة الجنسيات في الظهران، بالمملكة العربية السعودية، يفضل دائما الكاب كيك، والبراونيز، وكوكيز (كعك) رقائق الشوكولاته التي يجلبها أصدقاؤه من الجنسية الأميركية على حلوى أمه، الكنافة والقطايف والبقلاوة.

لكنه عندما تذوق الكاب كيك بالفانيليا من مخبز ماغنوليا بقرية «غرينيتش» في نيويورك في عام 2004، تغيرت حياته؛ فقد تخلى عن مهنته في التسويق في «ينوليفر» ولجأ إلى مدخراته لكي يشترك في برنامج للخبز والطهي بمعهد تعليم الطهي بمانهاتن.

وبعد أن حصل على منحة بمخبز بيلي بتشيلسي كان على استعداد لكي ينتقل إلى الخطوة التالية: ففي يوليو (تموز)، فتح فادي مخبز «شوغر دادي» بعمان بالأردن الذي أدخل جنون الكاب كيك إلى الشرق الأوسط.

وقد أصبحت محال الكاب كيك بمثل شعبية أكشاك بيع الهوت دوغ في بعض المدن الأميركية وانتقلت منها إلى روما، اسطنبول، برلين، سيول، وكوريا الجنوبية، وسيدني، وأستراليا. وبذلك، أثبت جابر أن حتى العالم العربي ليس محصنا ضد مثل تلك الصيحات الغربية؛ فحتى بعض أفراد الأسرة المالكة بالأردن يتوقفون أمام تلك المحال وهم يرتدون الجينز والتيشيرتات ويطلبون صناديق الكاب كيك، بينما ينتظر حراسهم الشخصيين في الخارج، بل أن هناك شائعات حول أن الملكة رانيا هي إحدى المعجبات بتلك المحال.

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) أصبح هناك فرع لذلك المحل الذي يبيع كذلك كعكة الجبن (تشيز كيك)، والبراونيز في حي «عبدون» الراقي الذي تكتظ فيه السفارات، والمطاعم الفاخرة، كما افتتح كذلك فادي فرعا آخر بدبي وبيروت.

ومعظم زبائن المتجر (95% من النساء، وفقا لتقديره) يعرفون الكاب كيك نظرا لأنهم كانوا يعيشون أو يدرسون بالخارج، بينما يعرفها البعض من خلال حلقات المسلسل التلفزيوني «سيكس اند ذو سيتي» الذي كان يعرض على المحطات الفضائية الإقليمية لعدة سنوات. وقد طلبت إحدى الزبائن من فادي أن يرسم شفاهاً على كل كعكة وعندما سألها عن السبب أجابت: «لأن ذلك يماثل أسلوب المسلسل المذكور».

من جهته، يقول نبيل الرباح، شريك فادي في محل بيروت، الذي افتتح العام الماضي إنه وعلى الرغم من أن الزبائن كانوا يشترون الكاب كيك في البداية، كان هناك خلط أساسي فكان بعض الزبائن يأتي ويقول لي: «سوف أشتري واحدة من تلك المافين وأخرى من تلك»، فيرد رباح من فضلك «هذه كاب كيك وليست مافين!».

ويقول كمال مزوق، الكاتب المتخصص في الطهي ومؤسس أولى أسواق المزارع في لبنان، إن سلسلة المتاجر تلك تروق الذوق التقليدي في الحلويات، ويضيف مزوق الذي لديه ميل خاص لكعكة الجزر: «نحن حريصون كذلك على التصدير واتباع أحدث صيحات الطعام».

وتقول دليلة مهداوي، صحافية من بيروت، إن كعكات الكاب كيك كانت رمزا للرقي وتضيف: «يحب العرب الأثرياء أن ينفقوا أموالهم على شراء البضائع الفاخرة، وهذه الكعكات مبتكرة، ومقدمة بعناية».

وتعد كعكات الكاب كيك، التي تباع الواحدة منها بسعر دولارين، من البضائع الباهظة في لبنان التي يعادل نصيب الفرد من الدخل فيها 111000، بينما يبلغ إجمالي الاستثمارات الثابتة 5000 دولار على التوالي، وفقا لكتاب الحقائق العالمية الذي تصدره وكالة الاستخبارات المركزية. كان كريم ميقاتي (20 عاماً)، واحدا من الرجال القليلين الذين ذهبوا إلى فرع بيروت في إحدى الليالي الماضية، اشترى كعكة كاب كيك بالجزر لنفسه وأخرى حمراء اللون ومخملية لكي يفاجئ صديقته، وقال إنه عندما قدم الكعكات إلى أصدقائه من الرجال كانوا فرحين للغاية، وقد جاء بعد ذلك لشراء الكعكات الملونة كذلك. يقول كريم: «تلك الكعكات مذهلة». وبالإضافة إلى كل الكعكات التي تحمل الطابع الأميركي يقدم جابر،(31 عاما)، كعكات تناسب الذائقة العربية؛ حيث يقدم حلوى يطلق عليها «بليند ديت» وهي نوع من كعكات الكاب كيك المصنوعة من البلح الرطب بإضافة طبقة من كريمة الجبن، بالإضافة إلى كعكات رمضان بمذاقات مثل الفستق أو البرتقال. من جهة أخرى، تجاوزت كعكات الكاب كيك كافة خلافات الشرق الأوسط، ففي عام واحد، تم افتتاح ثلاثة من متاجر الكاب كيك الإلكترونية في إسرائيل، جميعها في تل أبيب؛ فقد أسست دانييل ليفي التي هاجرت من إنجلترا، موقع أحب كعكات الكاب كيك (ilovecupcakes.co.il)، مع شريكها هايلي رابي من جنوب أفريقيا. تقول دانييل في رسالة إلكترونية: «لقد كنا نستمتع نحن الاثنان بالكاب كيك طوال حياتنا. وخلال السنوات الماضية تذوقنا واستمتعنا أكثر بها، خاصة بعدما أصبحت من صيحات الموضة- في حياتنا، وفي الأفلام، وفي عروض الأزياء، والعروض التلفزيونية». ومن أكثر المذاقات التي تفضلها ليفي هي مذاق الشوكولاته والفانيليا.

كما استطاع ديبي ستاين مؤسس شركة تي إل في للكاب كيك (tlvcupcakes.co.il) أن يجد له مكانا في إسرائيل. يقول ستاين الذي يتحدر من مينسوتا في رسالة إلكترونية: «يعرف العديد من الناس الذين يعيشون في إسرائيل الكاب كيك، سواء لأنهم مهاجرون من دول كانت الكاب كيك شائعة، بها أو لأنهم يقضون بعض الوقت خارج البلاد وتعرفوا عليها، ثم أننا رأينا أن تل أبيب هي المكان الملائم لتقديم مثل تلك المنتجات، لأن كعكات الكاب كيك سائغة وفاخرة». ويقدم ستاين بخلاف الشوكولاته والفانيليا بعض النكهات المحلية مثل الهالفا والحوامض بالشوكلاته والمخمل الوردي، الذي تكتسب كعكات الكاب كيك فيه اللون الأحمر بإضافة عصير الرمان بدلا من ملونات الطعام. كما فتح متجر أوفير يغير (cupcakes.co.il) الإلكتروني أبوابه في تل أبيب.

وقد أصر فادي الذي يتمنى أن يفتتح المزيد من الفروع، على أن منتجاته محصنة من مناهضة ما هو أميركي في المنطقة. فيقول: «لهذه الحلوى جاذبية عالمية، بالإضافة إلى أن دخولك أحد الحفلات حاملا صندوقاً من الحلوى أصبح من الموضة».

* خدمة «نيويورك تايمز»