«البيون».. نجم ساطع في سماء مطاعم لندن المميزة

تيرينس كونران يعود للعمل من خلال مشروع جديد

مأكولات بريطانية تقليدية في اجواء بسيطة ومريحة
TT

عندما أقدم تيرينس كونران، المصمم وصاحب المطاعم ورجل الأعمال، على بيع مجموعة المطاعم التي يملكها منذ ثلاث سنوات، تخيل البعض أن الشمس غابت عن إمبراطوريته في مجال المطاعم. وبالفعل، انتقلت الكيانات التي كانت بمثابة معابد ثورية على صعيدي التصميم والطهو على امتداد عقدي الثمانينات والتسعينات ـ وهي «بلو بيرد» و«كواغلينوز» و«لو بون دي لا تور» ـ إلى أيدٍ أخرى. وعندما أعلن العام الماضي عن عزمه بيع باقي ممتلكاته، خرجت الصحف البريطانية بعناوين على غرار «هل جاء وقت نهاية حقبة كونران؟»، ما ينطوي على إشادة كبرى به. إلا أن كونران (78 عاما)، يخطط للعودة إلى مجال المطاعم. وأوضح في رسالة بعث بها عبر البريد الالكتروني أن «المطاعم بحاجة إلى الحب والرعاية والاهتمام والإدارة اليومية. لقد اتسعت مجموعة مطاعم كونران على نحو مفرط جعلني عاجزا عن الاستمتاع بها». وعليه، عاد كونران في وقت سابق من هذا العام إلى العمل بمجال المطاعم في لندن بمشروعين طموحين: «باونداري» (2-4 شارع باونداري. www.theboundary.co.uk)، وهو مجمع يقع في شرق لندن يضم فندقاً ومطعماً وحانة وكافيه، (85 شارع فليت ـ www.lutyens-restaurant.com ـ يفتح أبوابه خلال أيام العمل فحسب)، ويرمي هذا المطعم لخدمة المصرفيين الذين بدأوا يخرجون حاليا من خضم فترة اقتصادية قاسية. ويتولى إدارة شؤون المطبخ الطاهي البارز، ديفيد بيرك. في الدور الأرضي لـ«باونداري»، يوجد كافيه «ألبيون» المميز بجدرانه البيضاء المشرقة الذي يقدم أنماطا مختلفة من المطبخ البريطاني مثل طبق «كيدغيري» وعيش الغراب المقدم على شرائح مقطعة يدويا من الخبز المحمص. جدير بالذكر أن جميع الأطباق التي يقدمها الكافيه تقل عن 15 جنيهاً إسترلينياً، ما يعادل قرابة 25 دولاراً. (جرى تخصيص مساحة مستطيلة الشكل داخل الكافيه إلى أنماط الطعام الشعبية الشائعة منخفضة السعر، ما يجعل المكان برمته أشبه بمتحف لأنماط الطعام البريطاني). كما يضم المبنى «باونداري ريستورانت آند بار»، المتخصص في تقديم الأطباق الفرنسية الكلاسيكية، ويمتاز بديكورات تنم عن ذوق رفيع تتميز بأقواس مصنوعة من الآجر وأسقف عالية. في الجزء الأعلى من المبنى توجد 12 غرفة فندقية و5 أجنحة، يحمل كل منها بصمة مصمم مختلف أو حركة تصميم مغايرة للأخرى. ويوجد في السقف حانة تطل على مشهد منطقتي كناري وارف وشرق لندن. كما يقع نادي «شورديتش هاوس» على الجهة المقابلة من الشارع. بخلاف «ألبيون»، لا تتسم أي من مشروعات كونران برخص السعر. من جانبه، يعتقد كونران أن الناس لا يبحثون عن السعر المنخفض، حتى في الفترة الحالية. وأضاف: «أعتقد أنه لا تزال هناك رغبة في الخروج وتناول وجبة لذيذة، لكن عليك أن تقدم للناس قيمة، الأمر الذي يتحقق بضمان جودة الطعام والخدمة والبيئة العامة». داخل المبنى القائم في شارع فليت، وكان المقر السابق لوكالة (رويترز)، وجرى تصميمه في الأصل على يد المهندس المعماري إدوين لوتينز، يحاول كونران تحقيق العناصر الثلاثة معا. يحمل البار القائم في مقدمة «لوتينز» طابعا ذكوريا قويا، مع وجود الكثير من العملاء من رجال الأعمال. في المقابل، تحمل قاعة الطعام طابعا أنثويا على نحو مثير للدهشة، بمقاعدها الطويلة الزرقاء ذات الذوق الرفيع ومقاعدها الخشبية صفراء اللون، بينما خارج النافذة تبدو أشجار ساحة كنيسة سانت برايد. ويبدو أن هدف الطاهي، بيرك، يكمن في تقديم أطعمة رفيعة المستوى دون كثير من الجلبة، مثل أطباق اللحم مع التفاح (14.95 جنيه إسترليني) وسمك موسى (26 جنيهاً إسترلينياً).

* خدمة «نيويورك تايمز»