طهاة البيت الأبيض يعانقون الشهرة

البرامج التلفزيونية تنقلهم من بيت السياسة إلى بيوت الشعب

TT

دائما ما يكون السياسيون في واشنطن محط الأنظار، لكن حتى وقت قريب لم يكن السياسيون الطهاة داخل البيت الأبيض يحظون بالكثير من الاهتمام، لكن ذلك تغير مع خروج الطهاة من الظل إلى شاشات التلفزيون.

هذا العام فقط تنافست الطاهية التنفيذية للبيت الأبيض كريستيتا كومرفورد بالمشاركة مع طاهي المشاهير بوبي فلاي في برنامج «أيرون شيف» الذي تذيعه شبكة فود نتورك، (وفازا). وتحدثت كومرفورد وطاهي المعجنات في البيت الأبيض يبل يوسيس مع مارثا ستيوارت، مسؤولة قسم بريزدنتس داي فود التابع لموقع ويب هوليداي، كما حل أيضا الطاهي المساعد في البيت الأبيض سام كاس، كضيف للتحكيم في برنامج قناة برافو «توب شيف»، واستضافت كرومفورد مع كاس متنافسين في برنامج «الخاسر الأكبر» الذي تقدمه قناة «إن بي سي» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. أضف إلى ذلك طرح يوسيس كتابا جديدا حول فنون الطهي.

وبحسب (إ.ب)، فربما العامل الأبرز وراء ظهور طهاة البيت الأبيض على القنوات التلفزيونية هو دعم العائلة الأولى الكبير إلى تناول الطعام الصحي، حيث دشنت السيدة الأولى ميشيل أوباما حملة «لنتحرك» التي تستهدف محاربة السمنة لدى الأطفال. وجعلت الأميركيين أكثر شغفا بما هو موجود في أطباقهم.

وقال إندرو نولتون، محرر المطاعم في مجلة «بون أبتيت»: «مؤخرا، وبدأ الأميركيون في النقاش بشأن طعامهم. لا بشأن المطاعم والأماكن التي نرتادها فقط، بل بمصادر الطعام ذاته. لكن هل الحديقة العضوية في البيت الأبيض ستحدث ثورة في الزراعة الأميركية؟ كلا.. ولكن لعل الأفراد الذين لم يولوا اهتماما لهذا النوع من الأمور قبل الآن عليهم إدراك ذلك والتغطية الإعلامية له وهو ما يمكن أن يشكل أمرا جيدا».

وعندما يتعلق الأمر بالطعام الصحي، يشكل الطهاة - بمن فيهم العاملون في البيت الأبيض - سفراء جيدين.

وتقول دانا كوين، رئيس تحرير مجلة «فود آند واين»: «يمكنهم المساعدة في نقل رسالة ميشيل أوباما بشأن الطعام الصحي، فمن أفضل في نقل الرسالة من الطهاة؟».

وفي البيت الأبيض طلبت جوسلين فراي، مديرة السياسة للسيدة الأولى، من الطهاة المشاركة في حملة السيدة الأولى لمحاربة السمنة. وكان لدى الطهاة حماسة بالغة من أجل القضية، فقد شارك الكثير منهم من قبل بصورة فردية في عدة حملات تستهدف الطعام الصحي قبل الشروع في الحملة. وتقول «الآن ومع انطلاق حملة (لنتحرك) شاركوا بصورة أكثر علنية، ويساعدوننا في الوصول إلى المزيد من المجتمعات بصورة أكثر تميزا واختلافا».

ويرى سيمونتي ستيفانز، نائب السكرتير الصحافي لميشيل أوباما، أن ظهور الطهاة في البرامج الشهيرة مثل «الخاسر الأكبر» و«أيرون شيف» يعني القدرة على الوصول إلى شرائح أكثر اتساعا وتنوعا من الجمهور.

بيد أن الأمور لم تكن على هذه الشاكلة في السابق، فخلال فترة عمله في البيت الأبيض كان والتر شيب، الذي كان الطاهي الرئيسي لأسرة كلينتون وجورج بوش الأب والابن، يشير إلى نفسه بأنه أشهر الطهاة المجهولين في البلاد، ولكنه يرى وجود المقومات التي تساعد ميشيل أوباما على تعزيز هذه الأجندة التي تثير الإعجاب.

وأشار إلى أن السيدات الأوائل أظهرن اهتماما خاصا بالطعام، حيث دافعت هيلاري كلينتون عن وجود الفاكهة والخضراوات على المائدة، كما كانت لورا بوش أكثر تشجيعا للطعام العضوي واستخدامه قدر الإمكان.

وأضاف أنه ربما يكون الطهاة أكثر ظهورا الآن، لكن مطبخ البيت الأبيض لا يقتصر على قوة النجم الشخصية، ففي حفلات العشاء الرسمية يتذكر الأفراد حفلات العشاء والشخصيات التي التقوا بها أكثر من قائمة الطعام ذاتها. والبيت الأبيض ليس فندقا أو مطعما، إنه مكان للطهي العائلي يوما بيوم.

وخلال ظهورهم التلفزيوني، يلتزم طهاة البيت الأبيض بالرسالة، ففي برنامج «الخاسر الأكبر» تناول المتسابقون سلطة شهية من حديقة البيت الأبيض. وفي برنامج «ذا أيرون شيف» في يناير (كانون الثاني) كشفت ميشيل أوباما عن «المكونات السرية» وأن المكونات التي استخدمت في البرنامج كانت من حديقة البيت الأبيض. وهزمت كومرفورد وفلاي الطاهيين ماريو باتالي وإميريل لاغاسي بقائمة غلبت عليها الخضراوات وشملت حلوى البطاطا الحلوة.

وخلال ظهوره في برنامج توب شيف قام بتقييم أداء المتبارين في إعداد الغذاء المدرسي الأكثر شهية وصحية.

وقد استعان طهاة البيت الأبيض بطهاة من خارجه للمشاركة في الحملة.

وفي يونيو (حزيران) تجمع أكثر من 500 طاه في المرج الجنوبي من البيت الأبيض للمشاركة في حملة «لنتحرك» عبر الانضمام إلى برنامج «الطهاة ينتقلون إلى المدارس».

ويقوم الطهاة المشاركون في البرنامج بتبني مدرسة في الحي المقيمين به والعمل مع المدرسين والآباء ومسؤولي المدارس على تحسين التغذية.

وأضافت كوين «سيكون من الصعب معرفة ما إذا كان الأميركيون سيأكلون بصورة أفضل أم لا؟ لكن إشراك الطهاة على مستوى البلاد خطة إيجابية. فليس هناك أفضل من الإحساس بجودة كل شيء تقوم به لأنك تحظى بدعم من قائد العالم الحر».