كعكة أعياد الميلاد من تصميم كريستيان لاكروا وتنفيذ «لونوتر»

كل عام يقوم مصمم بطبع بصمته على أشهر حلوى في البلاد

كريستيان لاكروا يقدم كعكة العيد التي صممها على طريقته الخاصة (ا.ف.ب)
TT

ماذا تصنع باريس في البشر؟ تغيرهم، تجعلهم نجوما أو أساطير إذا كانوا مبدعين، وربما، في مكان آخر، تجعلهم نكرات، إن لم يكونوا على مستوى الحياة الابتكارية للمدينة. في المدن الكبيرة مثل باريس، الحجم لا يلعب دورا بل الإبداع والتصميم والجهد الذي يبذل من أجل الصعود إلى القمة. غاستون لونوتر جاء من قرية صغيرة في النورماندي، من يعرف سان نيكولا دو ساك؟ لا أحد، من يعرف لونوتر؟ كل العالم. غاستون لونوتر لم يكن يوما، فقط، صانع حلويات، بل كان فنانا ومبتكرا عظيما في مهنته. هذا ما جعله منذ افتتاح متجره الأول في باريس 1957 يصبح أعظم صانع حلويات على الكوكب. لقد بنى هذا الفنان القادم من قرية مجهولة في الشمال الفرنسي، ليس فقط، متجر حلويات، بل مؤسسة عريقة وكبيرة لها تقاليد وعادات وأنظمة، لا تحيد عنها ولا تغيرها حتى مع رحيل المؤسس.

من عادات هذه المؤسسة وتقاليدها أن تشترك مع فنان أو مبتكر في اختصاصه من أجل ابتكار كعكة عيد الميلاد كل سنة، وهي درجت على هذا التقليد منذ سنوات طويلة، محاولة منها لكسر التقاليد التي درجت على تنفيذ شكل وحيد لكعكة عيد الميلاد لا غير. هذه السنة، كعكة عيد الميلاد ستمثل مفاجأة كبيرة، ليس فقط لأنها كسرت الشكل التقليدي للكعكة المتعارف على شكلها، بل لأنها استعانت في تصميمها بمصمم الأزياء الشهير كريستيان لاكروا. الأخير ولد في آرل التي تقع في الجنوب الشرقي لفرنسا، تحديدا في جنوب جبال الألب الشاهقة. جاء غاستون لونوتر من الشمال، ومصمم كعكة السنة من الجنوب. ما يجمع بين الرجلين هو الابتكار، والشغف في تحقيق التفوق. غاستون لونوتر توفي العام الماضي. أما المؤسسة فبقيت، لا لأنها ليست الشخص، بل لأنها حملت تقاليده. لكن الكعكة ستحمل روحية الجنوب هذه السنة، لن تكون كسابقاتها، تقليدية وخفيفة وسهلة ومعروفة، إنما ستحمل بهاء الجنوب وشموسه، كما ستزين بفواكه الجنوب المجففة، كعكة معقدة ستكون.

ما يجمع بين كريستيان لاكروا والكعكة هذه السنة، أنها تشبهه إلى حد بعيد، فقد ألبسها مصمم الأزياء الشهير ألبسة تشتهر بها المنطقة حيث ولد. الألبسة التقليدية لمدينة آرل الجنوبية هي التي ستكون تحفة لونوتر نهاية العام. لكن ليس هذا فقط، فهي ستعتمد استخدام جميع العناصر التقليدية من آرل، الحلويات الثلاثة عشرة التي اشتهرت بها المنطقة ستكون جميعها في داخل الكعكة. والألبسة التقليدية المزينة بأوراق الأشجار والزهور البرية الخفيفة، التي تشبه إلى حد بعيد الطراز الإنجليزي التقليدي الفيكتوري. بهذا سيتذوق المحتفلون بنهاية السنة وعيد الميلاد كعكة تمثل بكل ما فيها عقلية كريستيان لاكروا ومناخاته وحنينه إلى مسقط رأسه ومكانه الأول، كما ستحمل كل مهنية لونوتر وأسلوبه في صناعة الحلويات الفرنسية الشهيرة.

كعكة السنة ستكون متوافرة بمبلغ مائة وخمسة وعشرين يورو، كما ستكون بقياس واحد تكفي لثمانية إلى عشرة أشخاص، مما يضفي عليها حميمية الاحتفال العائلي لا أكثر. وهي من دون شك ستضاهي عمل كثير من المصممين السابقين الذين عملوا مع لونوتر كعكة الميلاد، من أمثال كينزو ولاغرفيلد وفيليب ستارك.