«لايف بريد».. دقيق معدل لمأكولات صحية

يتفرع منه الخبز والحلويات العربية والأجنبية على أنواعها

مكونات صحية لخبز خالي من الدسم
TT

لأن الطحين «هو خبز المائدة» اللبنانية الذي يزيّن أطباقها الشهيّة بتنوّع أشكالها، كان « Life bread» الصحّي الذي اختيرت مكوّناته بطريقة مدروسة لتصنع منه المعجنات وعلى رأسها الخبز، الذي يناسب ليس فقط مرضى السمنة والسكّري بشكل خاص وكلّ من يحاول اتباع نظام غذائي صحي بشكل عام، بل يمكن وضعه ضمن خانة الخبز الصحي الذي يناسب كلّ أفراد العائلة نظرا إلى مكوّناته الطبيعية التي تمنح الجسم الفيتامينات اللازمة التي يتطلّبها. ففي لبنان حيث تتسابق المؤسسات، ولا سيّما في الفترة الأخيرة، على «اختراع» أنواع كثيرة من الخبز تحت عنوان «الصحّي» صار من الصعب على كلّ من يبحث عن منتوجات صحّية التمييز بينها. انطلاقا من هذا الواقع ومن الحالة الخاصة الذي كانت والدة السيّد مصطفى الحسيني تعاني منها، وهي إصابتها بمرض السكّري، كان سعي ابنها للبحث عن الحلّ، لأن «الطعام من دون خبز لا لذّة له ولا طعم» على حدّ تعبيرها، إضافة إلى أنّ الخبز الأسمر الموجود في الأسواق لا يلبّي حاجة أجسام مرضى السكّري ومتطلّباته. ويقول الحسيني: «كنّا نحضر لها أنواعا عدّة من المأكولات المصنوعة خصيصا لمرضى السكّري من بلدان عدّة إلا أنّها لم تكن تستغني عن الخبز». رحلة الحسيني في البحث التي استمرّت سبع سنوات قبل أن يتوصّل إلى الوصفة النهائية وكانت حينها والدته قد توفّيت، جرّب خلالها وصفات عدّة ومتنوّعة وبحث في الكتب القديمة مع شقيقته التي تعمل كمهندسة زراعية أوصلته في نهاية المطاف، وتحت إشراف مختبر الجامعة الأميركية في بيروت، إلى اكتشاف خلطة طحين خاصة، فهي وإن كانت لا تختلف مكوّناتها الأساسية عن الطحين الموجود في الأسواق، فإنّ الاختلاف الأهمّ يكمن في النسبة المئوية التي يحتوي عليها من هذه المكوّنات التي يتمّ فصلها ويعاد خلطها في كميات متفاوتة. وفي مقارنة بين «Life Bread» الأسمر المصنوع من هذا الطحين وما يعرف بـ«خبز النخالة» و«خبز القمح الكامل» التي تغزو الأسواق وتوصف لأمراض السكّري والسمنة والكولسترول، يتبين أن «النخالة» يحتوي على 10.8 في المائة من البروتين و«القمح الكامل» على 9.7 في المائة، فيما «الخبز الصحي» على 12.6 في المائة. وفي ما يتعلّق بالنشويات التي تعتبر «عدوّ» مرضى السكّري، يحتوي خبز النخالة على 44.7 في المائة والقمح الكامل على 44.9 في المائة فيما لا تزيد النسبة في «life bread» عن 3.2 في المائة، وهو السبب الذي يميّز هذا النوع من الخبز عن غيره، الأمر الذي جعل عددا من المتخصصين في التغذية في لبنان يصفونه إلى مرضاهم بديلا عن أنواع الخبز الأخرى الموجودة في الأسواق اللبنانية. كذلك فإن الألياف الغذائية التي تعتبر حاجة أساسية للجسم، فهي تصل إلى 43.1 في المائة في «life bread» فيما هي 12 في المائة في خبز النخالة و9.3 في خبز القمح الكامل إضافة إلى احتوائه على فيتامين «أوميغا 3» والكالسيوم.

وبعدما كانت بداية «Life Bread» مع ما يعرف بالخبز العربي أو اللبناني، توسّعت الدائرة لتصل إلى كلّ أنواع الخبز والحلويات الأخرى العربية منها والأجنبية، من الباغيت إلى التوست وخبز الهمبورغر، والكيك، والمعمول على أنواعه، إضافة إلى الكعك والكوكيز والكرواسان والمناقيش والمعجنات المحشوة.. مع العلم أنّ الخيارات لا تقتصر فقط على الحصول على منتوجات «Life Bread» جاهزة، بل إنّ بإمكان كلّ من يفضّل تحضير المأكولات في المنزل أن يحصل أيضا على هذا الطحين والتفنّن في صنع الأصناف الصحية.

وتوضّح المتخصّصة بالتغذية كارلا فارتانيان التي تعمل على متابعة إنتاج أصناف «life bread» غذائيا وصحيا «أن هذه المنتوجات الصحيّة تصنع كلّها تحت شروط وموافقة «إدارة الغذاء والدواء العالمية» وبالتعاون مع أحد أهمّ المختبرات في فرنسا، وحتى الحلويات منها تبقى قليلة السعرات الحرارية لأنّ مكوّناتها الأساسية تعتمد على هذا الطحين إضافة إلى سكّر الفاكهة القليل بالسعرات الحرارية. أما في ما يتعلّق بالمواد الحافظة الصناعية فهي بدورها لا تدخل بتاتا ضمن المكونات ونعتمد على تلك الطبيعية منها كالملح والقصعين ونضيف منكّهات طبيعية أيضا كالزعتر واليانسون وغيرها.. ».

وفي هذا الإطار تقول ديما الحسيني التي تعمل مع والدها وأفراد العائلة في إدارة شركة «life bread» بعدما تمّ العمل على تجهيز معمل كامل في بيروت لإنتاج هذا الخبز وكلّ المصنوعات الأخرى، «إن المواصفات التي تتميّز بها منتجاتنا تفرض علينا التعامل بها بطريقة خاصة، لا سيّما أنّ في لبنان أنواعا وأصنافا عدّة تحمل كلّها شعار الصحية، الأمر الذي قد يجعل الناس غير قادرين على التمييز بينها وبين «life bread» ، لذا لغاية الآن لا نزال نتولى حصرية توزيع منتجاتنا من دون نشرها في المحال باستثناء عدد صغير منها نظرا إلى قربها من بعض زبائننا». وتضيف: «الأهمّ بالنسبة إلينا هو تسويق المنتجات بالشكل الصحيح كي يعرف الناس قيمتها، وها نحن بدأنا أيضا التعامل مع بعض وكالات عرض الأزياء وسنتولى العام المقبل رعاية مسابقة ملك جمال لبنان». وفي الخطة المستقبلية لـ «life bread» يلفت مصطفى الحسيني إلى أنّهم بصدد العمل على التوسّع نحو الدول العربية، والخطوة الأولى ستكون في السعودية، بعد نحو شهرين، ومن ثم في مصر.