«شي ماني».. جوهرة باتيرسي المخفية

من خدمة الملكة الى خدمة الزبائن

TT

في قلب مدينة «باتيرسي» اللندنية وفي شارع فرعي تجد مطعم «شي ماني» الفرنسي، الذي يستقبلك برائحة فرنسا المنبعثة من مطبخه، وسيكون في استقبالك صاحب المطعم، إيمانويل لامبولين، الملقب بـ«ماني»، فهو صاحب المطعم وصاحب الابتسامة الدائمة، تربطه علاقة بزبائنه القدماء وتراه يقترب من الزبائن الجدد ويتودد إليهم ويبدأ التكلم إليهم عن الأكل والمطعم وعن شغفه بالخدمة العالية والمميزة التي منها انطلق في مشروعه.

أثاث المطعم متواضع جدا، طاولات خشبية، ومساحة مخصصة للجلوس على الأرائك وتناول العشاء في جو من الألفة، فتشعر وكأن كل الزبائن يعرفون بعضهم البعض، والقلب النابض للمكان هو «ماني» نفسه، الذي يخدم الزبائن بنفسه يقدم إليهم النصائح فيما يخص لوائح الطعام ويجلب لوحا من الخشب ويضعه على كرسي يشرح ما كتب عليه من أطباق اليوم، وقد تكون اللكنة الفرنسية عندما يتكلم الإنجليزية هي مفتاح الشهية، فحبه للأكل يجعلك تختار ما يراه لذيذا، فالطريقة التي يشرح بها مكونات وطريقة تحضير كل طبق تكفل خيارك للطبق.

ماني يتولى الخدمة في المطعم في حين يتولى شقيقه الشيف غيوم مهمة الطهي وابتكار الأطباق الفرنسية في الصف الخلفي من المطعم، بالمطبخ.

في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، شرح ماني أن هدفه من افتتاح المطعم عام 2002 كان بسبب حبه للخدمة على قدر حبه للأكل، وشدد على الخدمة بالقول، إن أي مطعم يقدم مأكولات لذيذة من دون خدمة ممتازة فهو مطعم فاشل ولا يستحق الزيارة مرة أخرى، فالزبون حقه أن يشعر بالألفة في المطعم، فهو يخرج من منزله ويدفع ماله لقاء تناول العشاء أو الغداء في المطعم، فلا يجوز التساهل في موضوع الخدمة، فهي أساسية.

تاريخ ماني في الخدمة طويل، فهو ابن لعائلة مزارعين من منطقة قريبة من مدينة ليل في شمال فرنسا، بدأ العمل في مطابخ عدد من المطاعم في فرنسا، وتخرج في المدرسة الفندقية وحصل على بكالوريوس في فن الطعام، سافر وتنقل من بلد إلى آخر وحاز على خبرة كبيرة من خلال عمله في عدد من المطاعم وتعرف إلى مطابخ العالم كله وتولى إدارة مطعم في جزر الكاريبي وبعدها عين كنادل خاص في الجيش. وانتقل للعيش في لندن منذ 16 عاما وترأس طاقم الندل في مطعم «بيار فيكتوار» في نايتسبريدج وأصبح مديرا للمطعم الرئيسي التابع لفندق تشيلسي، وتولى خدمة المشاهير وحتى العائلة المالكة، وأصبح الخادم الخاص (باتلر) للملكة إليزابيث الثانية، وحاز على سمعة جيدة جدا في الأوساط اللندنية نسبة إلى جودة الخدمة التي يقدمها لعملائه. ولكن حلمه الأكبر كان افتتاح مطعم يترجم فيه فلسفته الخاصة ومفهومه الشخصي للخدمة وتقديم ألذ الأطباق الفرنسية في قلب لندن.

المميز في المطعم هو الجو المريح الخالي من الرسميات، وعرفنا ماني برئيس الطهاة الجديد الذي انضم إلى أسرة المطعم وهو الطاهي الفرنسي جان إيف غيومار، بعد أن قرر شقيقه غيوم العودة إلى فرنسا للتفرغ للعمل في مجال الفن الذي طالما عشقه. وقال ماني إن جان إيف يعمل بنفس الروح والنفس الذي يعمل به، فهو صديقه ومن سنه، ومن منطقته ويعرف أصول العمل في المطعم. وعن التغييرات التي ستطرأ على لائحة الطعام، قال ماني إنه من الصحي تغيير لائحة الطعام بانتظام، كما أنه من المهم تقديم نكهات جديدة، فالزبائن يتذوقون أطباقا لذيذة من دون معرفة الفرق ومعرفة هوية من قدمها، المهم في المطعم هو استعمال المكونات الموسمية التي نستورد معظمها من أماكنها الأصلية في فرنسا ونعتمد على مزارع معينة من أفضل مزارع بريطانيا إضافة إلى أسواق الفاكهة والخضار المحلية القريبة من باتيرسي.

لائحة الطعام في مطعم «شي ماني» تعتمد على الأطباق الفرنسية الكلاسيكية، فالطاهي جان إيف يرى أن اختيار المكونات يلعب الدور الأهم في نجاح أي طبق، وهو يرفض شراء المكونات عبر الإنترنت ويذهب بنفسه إلى الأسواق لاختيار المكونات لأن الرائحة والشكل هما العنوان العريض في هذه المهنة.

اللافت في الأطباق التي اخترناها مثل المحار «سكالوب» و«الفوا غرا» والأطباق الرئيسية مثل «بوف بورغينيون» وتريو الأسماك الذي يضم 3 أنواع من السمك مع صلصة الفطر والبطاطس أنها كلها جاهزة للأكل فلن تحتاج إلى إضافة الملح أو البهارات، ويقول ماني هنا إن هذه الخطوة قد تكون جريئة بعض الشيء من قبله ومن قبل الطاهي، إلا أنه يرى أنه من المهم أن يتكهن الطاهي بالكميات اللازمة من المطيبات للطبق دون ترك هذه المهمة للزبون إلا إذا طلب عكس ذلك.

عندما تتذوق الأطباق الفرنسية التقليدية في «شي ماني» ستعرف سبب تزكية أهم مواقع الإنترنت المتخصصة بتقديم النصائح والمعلومات عن المطاعم مثل «توب تايبل»، و«سكوير ميل» له، والأهم من ذلك كله هو الأسعار المعقولة جدا لمثل نوعية هذا الطعام، فثمن الطبق الرئيسي لا يتعدى الـ15 جنيها إسترلينيا.

المطعم مناسب جدا لحجزه بالكامل للحفلات الخاصة ويتسع لـ50 شخصا ويقدم فرصة إجراء المعارض الفنية الخاصة، ولا سيما أنه يستقبل عددا من الفنانين المحليين. ومن الملاحظ في المطعم أن جميع الزبائن دائمون، ويلعب ماني الدور الأهم في ذلك لأنه يضفي بشخصيته المرحة والدافئة جوا لا تجده في مطاعم كثيرة أخرى.

يقدم مطعم «شي ماني» خصما 20 في المائة على الحساب لقراء «الشرق الأوسط»، بمجرد ذكر هذا التقرير.

Chez Manny, 145-149 Battersea High Street, Sw11 3JS رقم الهاتف: 0207-2234040