الطعام .. النكهة الجديدة للإعلام الهندي

برامج الطهي تغزو الفضائيات

TT

بدأ الطهي يغزو التلفزيون الهندي، حيث يبدو أن الطعام أصبح النكهة الجديدة بين شركات الإذاعة. وقد أطلقت مجموعة «زي إنتيرتينمنت» الإذاعية الهندية قناة «خانا كازانا» التي يستمر العرض بها على مدار 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع وتبث القناة باللغتين الهندية الإنجليزية وترتبط بقناة «بي بي سي». وقد أنفقت مجموعة «زي إنتيرتينمنت»، بحسب مصادر في هذا المجال، 450 مليون روبية لإطلاق وإدارة القناة. وستبث هذه القناة برامج طهي هندية وعالمية.

وسيركز البرنامجان «خانا كازانا» و»توتش أوف تورميرك» على المطبخ الهندي، بينما ستركز برامج «أعياد جيمس مارتين المفضلة» و»مسلسل مطبخ السبت» و»الطهاة يضعون أموالك حيث يوجد فمك» و»كتاب هيري بايكرز للطبخ» على الأكلات العالمية. وتزداد سخونة المقلاة في التليفزيون الهندي، بينما تتأهب المزيد من القنوات لعرض برامج طهي وخاصة بالطعام على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع. وقد تزايد الاهتمام بالطهي حيث من المقرر بث ثلاثة قنوات جديدة خلال الستة أشهر القادمة.

الاسم الذي أطلقته المجموعة «زي» على القناة هو نفسه اسم البرنامج الذي ظل يعرض على قناتها الرئيسية «زي تي في» لأكثر من عشرة سنوات وكان من تقديم الشيف سانجيف كابور. ومن المثير في الأمر أن سانجيف كابور، وهو شيف تنفيذي سابق في مجموعة فنادق كبرى، ارتبط بمجموعة «أسترو أول آشيا نيتوركس» الماليزية لإطلاق قناة أخرى متخصصة في الطعام باللغتين الإنجليزية والهندية في بداية العام المقبل. وقد أصبح كابور اسما شهيرا من خلال تقديم برنامج «خانا كزانا» منذ 1993 الذي كان يبث على قناة «زي تي في» ولا يزال برنامجه يتمتع بشعبية كبيرة. وقال المدير التنفيذي بمجموعة «أسترو غروب إينديا أند ساوث أسيا»: «الطهي هو وسيلة التسلية الجديدة». وعندما سئل عن الإطار المنطقي الذي يحكم العمل بقناة متخصصة في الطعام أجاب قائلا: «الطعام الآن مثلما كانت عليه الأخبار منذ خمسة سنوات، فقد كان الناس مستهلكين للأخبار من خلال وسائل الإعلام المطبوعة حتى توسعت وأصبحت رقمية وإلكترونية. واليوم تشهد القنوات الإخبارية ازدهارا كبيرا، ولكل قناة منهم السمات التي تميزها وجمهورها وهناك مساحة تتسع للمزيد. نحن نرى أن الطعام يسير في الاتجاه نفسه، حيث يلعب اليوم دورا محوريا في برامج المسابقات وبرامج الواقع والبرامج الخاصة بالأسفار ونمط الحياة وكذلك البرامج التعليمية الموجهة للطبقة المتوسطة التي تسكن المدن والمراكز الحضرية الهندية، فهذا هو جمهورنا المستهدف. مع «فود فود» نحن جاهزون لإعطاء تعريف جديد للطعام في الهند».

عند البحث عن المحطات التلفزيونية الجديدة على قائمة القنوات ستجد قناة «فود فيرست» باللغة الإنجليزية ومن المقرر أن يبدأ بثها في 2011. ستتصل القناة بمحطة البث الأرضية «تيرنر إنترناشونال» في هونغ كونغ. ويوضح تحليل المحتوى التليفزيوني أن برامج الطهي على القنوات المتخصصة في الحياة والمجتمع أفضل، فبرامج الطهي والخاصة بالأطعمة تعرض بالفعل على قنوات المنوعات العامة. ويقول أجيش جاني، شريك في «ديلويت هاسكينز أند سيلز»: «ستفسد كثرة الاختيارات المشاهد. يعتمد نجاح هذه القنوات على محتوى ومفهوم البرامج وقدرتها على الإبداع». وينبغي إنفاق مبلغ كبير من المال على تسويق هذه البرامج للحصول على رعاة. سيقلل عدم وجود مشاهدين كثر للقنوات المتخصصة من حظوظها في تحقيق عائدات من الإعلانات، لكن يمكن لهذه القنوات أن تمثل بدائل جيدة للمعلنين في مجال السلع التي تباع سريعا بأسعار منخفضة وفي قطاعات أخرى ذات صلة للوصول إلى الفئة المستهدفة من الجمهور دون إنفاق مبالغ ضخمة على قنوات المنوعات غير المتخصصة. قال كابور لـ«الشرق الأوسط» في مكالمة هاتفية: «يتم طهي الأكلات العالمية في الهند بأشكال مختلفة لتلائم مختلف الأذواق الهندية. وسوف نطهو أكلات من كل البلدان لكن بعد أن نضفي عليها الطابع الهندي». سيقدم كابور برنامجه الخاص «مطبخ سانجيف كابور» على القناة التي ستقدم برنامجين طهي على الأقل وهما «سيرف 30 مينيت» و»ريدي ستيدي كوك». ويمكن مشاهدة هذه القناة من 167 دولة. الطعام قريب من قلوب الهنود ويحاول الكثيرون استغلال ذلك وتحقيق أرباح. في السابق كانت البرامج المتخصصة في الطعام تقتصر على برامج الطهي التي يقدم بها طاهي أو ربة منزل وصفات للطعام، بينما شهد هذا المجال تطورا كبيرا، ففي الشهور الأخيرة ظهرت مجموعة كبيرة من البرامج المتخصصة في الطعام على شاشة التلفزيون ولم تقتصر على الطهي، بل امتدت لتشمل السفر إلى أماكن غريبة وتذوق أطعمة من بلدان مختلفة واكتشاف حقائق مثيرة عن الطعام وفي النهاية الاستمتاع.

من البرامج التي تعرض على قناة «إن دي تي في غود تايمز» برنامج «هاي واي أون ماي بليت» و»تشاك لي إنديا» و»حول العالم في 85 طبق» و»الشيف ونصفه الأفضل» و»الطهي ليس علما معقدا» و»خانا الإيطالي». بينما تعرض قناة «إن دي تي في إنديا» برنامج «زايكا إنديا كا»، تعرض قناة « تايمز ناو» برنامج «ذا فودي». ولبرنامج «الطعام الهندي بطريقة سهلة» الذي يعرض على شاشة قناة «بي بي سي ورلد» جمهور عريض يتابعه. ويعرض برنامج «ماستر شيف»، وهو النسخة الهندية من برنامج الطهي البريطاني والأسترالي الذي يعد من برامج تليفزيون الواقع، حاليا على قناة «ستار بلاس». ويقدم نجم بوليوود، أكشاي كومار، هذا البرنامج. قبل هذه الإعلانات الأخيرة، لم يكن هناك في مجال المنوعات على التليفزيون الهندي سوى عدد محدود من الخيارات. ويشير انطلاق هذه القنوات الجديدة وتقديم نجوم بوليوود لبرامج بها إلى تزايد اهتمام الهنود بفنون الطهي وبالأكلات العالمية وغير التقليدية. ويقول شيباني سارما خانا، رئيس قناة «إن دي تي في غود تايمز»: «الطعام جانب لا حدود له من جوانب الحياة، حيث سيظل الناس مهتمين بأسرار ومتعة الطعام. وقد قطعت البرامج المتخصصة في الطعام شوطا كبيرا ولم تعد قاصرة على الطهي بل تشمل السفر إلى أماكن غريبة وتذوق أطعمة من بلدان مختلفة واكتشاف حقائق مثيرة عن الطعام وفي النهاية الاستمتاع». ويقول روكي مقدم برنامج «هاي واي أون ماي بليت»: «في السابق كانت البرامج المتخصصة في الطعام في مراحلها الأولى وكان الناس يعتقدون أنها ينبغي أن تعلم الناس كيفية الطهي، لكن أصبحت عقولهم أكثر انفتاحا وبات الطعام يمثل الشغف والإبداع وأذواق الأطعمة المختلفة في أنحاء العالم والتحرر». هذا البرنامج عن رجلين يقومان بتجارب مليئة بالمرح من خلال اكتشاف الطعام على الطريق السريع.

ويأخذ ريتو دالميا في برنامجه «إيتاليان خانا» المشاهدين في رحلات إلى أماكن غريبة في الخارج ويقول: «أي شاب هندي من المدن يحب السفر، فإن لم يكن ذلك باستطاعته، فإنه يطمح إلى ذلك ويملؤه الفضول لمعرفة الأكلات العالمية وبالتأكيد سيجربها، ولهذا حقق البرنامج نجاحا كبيرا». لم يكن من المتوقع أن تحقق هذه البرامج شعبية بين فئات عمرية مختلفة تتراوح من تسعة إلى ما فوق الثمانين. ويقول أديتيا بال مقدم برنامج «تشاك لي إنديا» الذي يسافر من خلاله إلى أماكن بعيدة ويكتشف المطاعم هناك: «برنامجي مثل كتاب إرشادي خاص بالطعام، فنحن نعرض أكلات وموضوعات مختلفة ونتحدث عن تاريخ وثقافة المكان والمهنة. إنه برنامج تثقيفي من برامج الواقع يتمحور حول السفر». لا يقدم أغلب البرامج طهاة مشهورين أو تستضيف المشاهير باستثناء عدد قليل من البرامج. ويرى مايور هذا أمرا جيدا، حيث يوضح قائلا: «برنامجنا عن ناس عادية يتحدثون معك عن أماكن تقدم طعاما جيدا. ويمكنك أن تتناول الطعام في المكان نفسه وتستمتع بالطريقة نفسها. لا توجد أي حواجز بيننا وبين المشاهدين ولا ندعي أمامهم أي شيء غير حقيقي».