«بويكر» اللبنانية تطلق «شهادة الجودة العربية لسلامة الغذاء»

بعدما ارتكز عملها على التدريب وتقديم الاستشارات والتأسيس لثقافة غذائية واستهلاكية

متخصصون من «بويكر» يتولون مهمة إعطاء دورات تدريبية في سلامة الغذاء
TT

انطلاقا من ضرورة تطبيق معايير سلامة الغذاء العالمية في ظل انتشار المطاعم والفنادق والشركات والمصانع الغذائية وزيادة عددها في لبنان بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام، ارتأت شركة «بويكر» اللبنانية أن تخطو خطوتها الخاصة بعد خبرة أكثر من 18 عاما في هذا المجال لتتولى «المهمة العربية» في وضع أسس وقواعد غذائية وابتكار شهادة خاصة بها في الجودة وسلامة الغذاء لهذه المؤسسات التي تنجح في تطبيق المعايير الصحية. وفي حين تلعب «بويكر» دور الوسيط بين هذه المؤسسات، لا سيما الكبيرة منها وبين مراجع دولية متخصصة في تحديد المعايير الدولية المتعلقة بالصحة والأمن الغذائي مثل الـ«ISO» و«HACCP» العالميتين، ويعرف الثاني بأنه «نظام تحليل الأخطار المحتملة وتحديد نقاط التحكم الحرجة»، وذلك من خلال برامج محددة تتولى تقديمها إلى إدارات المؤسسات والموظفين وحتى المتخصصين منهم، أصبح لها اليوم بصمتها الاحترافية في هذا المجال من خلال ابتكارها شهادة تحمل اسمها مصدّقة من شركة «DQS-UL» الألمانية الأميركية، تعطى لكل مؤسسة أو مطعم يستوفي الشروط الغذائية اللازمة التي يفترض أن تتوفر في هذه الأماكن. أما الخطة الرئيسية التي تعتمد عليها «بويكر» فهي بالدرجة الأولى تقديم الاستشارات في ما يتعلق بمعايير سلامة الغذاء، إضافة إلى تدريب الموظفين والعاملين في هذا القطاع على اختلاف نوعية عملهم وتوعيتهم على الأسس التي يفترض الاعتماد عليها في التطبيق اليومي وتقدم لهم شهادات تدريبية. وفي ما يتعلق بالشهادات التي تعطى للمؤسسة أو المطعم، فهنا تتولى «بويكر» مهمة الإجراءات الأساسية التي تخولها الحصول على شهادة سلامة الغذاء العالمية التي من شأنها أن تمنح أي مطعم مصداقية أكبر لدى المستهلكين، لا سيما في ما يتعلق بالنظافة العامة التي يفترض أن تكون جزءا أساسيا في هذا القطاع.

وفي هذا الإطار يقول ميشال بيوض، رئيس مجلس إدارة «بويكر» لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نوعان من المؤسسات أو المطاعم، الأولى تهدف فقط إلى الربح المادي والثانية، إضافة إلى الهدف التجاري، يهمها أن تثبت موقعها واسمها في هذا القطاع انطلاقا من مبدأ التكامل الذي يفترض أن تتميز به المطاعم في ظل غياب، في معظم الدول العربية، قانون سلامة الغذاء الذي يفرض على المؤسسات الحصول على شهادة معينة دليلا على جودة العمل الذي تقوم به وسلامة الغذاء الذي تقدمه. وبالتالي، يرتكز عملنا على المؤسسات التي تهدف إلى تحقيق مستوى معين وأن تعمل بمصداقية مع المستهلكين، الأمر الذي يعطيها دفعا تسويقيا وتجاريا أكبر». وأضاف: «يمكن القول إن الوعي في ما يتعلق بسلامة الغذاء في القطاع السياحي والفندقي في الشرق الأوسط والدول العربية، توسع في السنوات الأخيرة والمنافسة جعلت المسؤولين في هذه المؤسسات يولون اهتماما كبيرا لمعايير سلامة الغذاء. وفي ما يتعلق بشهادة (بويكر) لسلامة الغذاء فهي تنقسم بدورها إلى قسمين، الأول وهو شهادة (بلاتينوم) وتعطى للمؤسسات التي خضع العاملون فيها لدورات تدريبية على أيدي المتخصصين في شركة (بويكر) بالإضافة إلى أنها تتمتع بالشروط الغذائية المحددة وفق (بويكر)، والقسم الثاني شهادة (غولد) وتمنحها (بويكر) للمؤسسات التي تتوفر فيها المعايير الأساسية لسلامة الغذاء والجودة وذلك بعدما يتم الإشراف عليها من قبل المتخصصين في الشركة».

وتعطي هلا مخّول، مديرة قسم سلامة الغذاء الإقليمي في الشركة، المعايير المهمة وأسس برامج التدريب التي ترتكز عليها الاستشارات التي تقدمها «بويكر»، والتي صارت تعتبر من الشروط الأساسية للحصول على شهادة عالمية أو شهادة «بويكر» التي يستفيد منها بشكل خاص المؤسسات المحلية في أي بلد بدلا من الشهادات العالمية، التي لا تقل أهمية عن الأخيرة، وتعطي المؤسسة «صفة غذائية» إضافية، وأهم هذه المعايير هي: النظافة الشخصية لكل الموظفين العاملين في أي مؤسسة، ونظافة المكان، لا سيما حيث يتم تحضير المأكولات، بالإضافة إلى درجة الحرارة التي تتطلبها عملية حفظ الأطعمة والتلوث الذي يرافق كل تفاصيل العمل في هذه المؤسسات بدءا من استيراد الأطعمة وحفظها، وصولا إلى تحضيرها وتقديمها إلى المستهلكين والزبائن، مع ضرورة التشديد وبالدرجة الأولى على أهمية الشروط التي يجب أن تتوفر في طريقة بناء المطابخ والتجهيزات والمعدات المستخدمة التي يفترض بدورها أن تخضع لشروط معينة.

كما يدخل أيضا، وضمن برامج سلامة الغذاء التي تقدمها «بويكر» ما يشبه حملات التوعية المجانية التي تقدمها لتلاميذ المدارس وحتى سيدات المنازل وهي تتمحور حول المبادئ العامة للنظافة الشخصية وسلامة الغذاء التي لا تقل أهمية عن أي استشارات طبية أخرى من شأنها أن تسهم في توعية الناس والمجتمع على أهمية هذا الجانب من حياتهم اليومية التي تتعلق بطريقة أو بأخرى بما يمكن أن يسبب أمراضا وتلوثا، والتأسيس بالتالي لثقافة استهلاكية وغذائية.

وفي الإطار نفسه، لا يرتكز عمل «بويكر» فقط على القطاع الخاص، بل إن عملها يندرج أيضا في سياق التعاون مع القطاع العام في عدد من الدول العربية مثل غرفة الصناعة والتجارة في جدة، وعدد من البلديات في عدد من المناطق في الدول العربية، التي توكل إليها مهمة مراقبة هذا القطاع، وهي كانت قد أطلقت مبادرة «بويكر» لسلامة الغذاء اللبنانية التي تهدف إلى تدريب مفتشي ومراقبي الصحة في لبنان على الأساليب الحديثة للمراقبة الصحية وتصنيف المؤسسات الغذائية وتدريب نحو تدريب 1000 عامل من المتعاملين في قطاع الغذاء في المؤسسات السياحية في كل لبنان.