سوشي بلا سمك

الـ«تسونامي» يغير طبيعة أسواق المأكولات اليابانية

TT

تعرضت إمدادات الأغذية البحرية في اليابان لدمار بفعل موجات المد البحري (تسونامي) التي دمرت أساطيل الصيد والمزارع السمكية في المناطق المتضررة بموجات تسونامي بالإضافة إلى الموانئ نفسها. وأفادت جريدة «أساهي شيمبون» اليومية اليابانية بأن الصيادين في المناطق المتضررة بموجات «تسونامي» يعيشون في ملاجئ، وأن عملية النقل إلى سوق تسوكيجي الشهيرة في طوكيو ليست ممكنة، بالإضافة إلى عدم وجود ثلج لحفظ الأسماك.

وحتى وقتنا هذا، لم تتسبب هذه الصورة القاتمة في حدوث نقص حاد في إمدادات الأسماك في مطاعم السوشي الأميركية، ولكن سوف يتعين علينا أن ننتظر لنرى كيف يتطور الوضع قريبا.

وقد أكد جاك لامب، مالك متاجر «جويل باكو» في القرية الشرقية، حيث يتم استيراد معظم الأسماك من اليابان: «من المؤكد أن كارثة تسونامي قد أثرت على السوق». ولكنه قال إن المطعم أجرى بعض التعديلات، وإنه كان يشتري السمك من جزيرة كيوشو في الجنوب، بعيدا جدا عن المنطقة المتأثرة، وإنه كان يحصل على سمك الإسقمري والأخطبوط من مصادر في الولايات المتحدة.

وكتب نوبيوشي كوراوكا، مدير مطعم «نيبون» في وسط مدينة طوكيو بالبريد الإلكتروني من طوكيو، حيث كان يباشر عمله أن أسماك الإسقمري والأسماك صفراء الذيل والسمك القناص وثعابين البحر والأسماك الأخرى تأتي من منطقة فوكوكا الواقعة على جزيرة كيوشو عبر الخطوط الجوية الكورية.

وذكر تاداشي أونو، وهو طاه وشريك في مطعم ماتسوري بمنطقة تشيلسي أنه كان يشتري الأسماك من منطقة كيوشو، بالإضافة إلى شرائه لها من أستراليا ونيويورك. وقال: «الآن تأتي الأسماك من شتى أنحاء العالم، لذا الوضع الآن على ما يرام».

وقد وردت تقارير تفيد بأن المطاعم والفنادق في آسيا وأماكن أخرى من العالم قد ألغت كافة شحنات المنتجات الطازجة من اليابان بعدما أثر الإشعاع على عدة منتجات مثل اللبن والسبانخ.

ولكن مطاعم مدينة نيويورك ذكرت أنها لا تستورد أي منتجات طازجة تقريبا من اليابان. وأفادت المطاعم بأن زبائنها لا يشعرون بالقلق أيضا من تعرض هذه المنتجات للتلوث الإشعاعي. وفي مطعم «سوشي ياسودا» بوسط مدينة نيويورك، ذكر سكوت روزنبيرغ، مالك المطعم، أن عددا قليلا فقط من العملاء سألوا من أين تأتي الأسماك وعما إذا كانت سليمة وخالية من الإشعاع. وقال إن الطهاة يحضرون بين الفينة والأخرى أسماكا موسمية شديدة الخصوصية أحيانا، ولكن الفترة الحالية ليست الموسم المحدد لهذه الأسماك.

وقال ريتشي نوتار، وهو شريك في سلسلة «نوبو»: «لدينا الكثير من الطحالب الخضراء الرائعة، وكل هذه الأشياء تنتشر هنا. ولسنا في حاجة للشراء من اليابان لأننا نشتري الأسماك والطحالب البحرية من أسواق الأسماك في ولاية كاليفورنيا». ولكن نوتار يحرص على مراقبة إمدادات السلع الجافة المستوردة بما في ذلك الأرز والطحالب البحرية وشرائح أسماك البونيتو. وصرح نوتار بقوله: «بدأنا نطور مصادر أخرى لبعض من هذه المنتجات مثل كوريا الجنوبية. ويمتلك تجار التجزئة الموجودون لدينا مخازن متخمة بكافة أنواع الأسماك، ولكن من يدري ما الذي سيكون عليه الوضع خلال الشهور الستة المقبلة فيما يتعلق بتوافر الأسماك أو حتى السلامة من الإشعاع».

وقال ريكا ألكسندر، مالك مطعم «براسيري» الياباني في منطقة «ويست فيلدج»: «لا بد أن نستمر في شراء ما يمكن شراؤه من اليابان. ونحن نريد أن ندعم اليابان الآن».

يشار إلى أن هناك عددا من مطاعم السوشي في اليابان، وبالتحديد في المناطق القريبة من منطقة التسونامي، قد تخلت بالفعل عن استعمال الأسماك في أطباق السوشي التي ترتكز في وصفتها على الأسماك النيئة، تخوفا من وجود أي إشعاعات نووية فيها من شأنها وضع حياة المستهلك في خطر. وتم الاعتماد على الأرز والخضار بدلا من الأسماك، لحين عودة الأوضاع إلى ما كانت إليه في السابق.

* خدمة «نيويورك تايمز»