«شهية».. موقع إلكتروني يمتاز بهوية تفاعلية في الطهي والأطباق البيتية.. ونصائحه الصحية مجانية

حاصدا مليوني زائر منذ انطلاقته وبمعدل يومي قارب الـ5000.. ووصفاته تعدت الـ2500

«شهية» موقع متخصص في الأكل والطهي يتم تحديثه على مدار الساعة
TT

كما أن القلب يحب ويهوى.. فإنه يشتهي. بالصورة والتعليق عليها، وكتابة المكونات، وطريقة التحضير، باتت اليوم الأطباق البيتية متوافرة عبر الموقع الإلكتروني «شهية» أو (shahiya.com).

هوية تفاعلية، يحرص أصحاب الموقع على المحافظة عليها، وتطويرها، في خدمة تعد متقدمة في عالم الإعلام الإلكتروني المتخصص بالطبخ.

خدمة تتيح في أحد جوانبها، معرفة السعرات الحرارية الموجودة في كل طبق، وتقديم النصائح الغذائية الملائمة لصحة كل زائر.

الفكرة ولدت عام 2009، لدى عودة كل مندانييل نيو ويرث وهالة لبكي وكارول هاني مخول من الخارج، بعد أن أكملوا دراساتهم العليا، معتمدين على مبدأ أنه داخل كل عائلة، هناك زوجة، أو أم، أو أخت لديها وصفات جيدة تعكس ذوقها في الطعام، فكان القرار بمحاولة جمع هذه الأطباق، والمحافظة عليها بشكل يؤمن الاستفادة، والمشاركة من جهة، والحفاظ على تراثنا من جهة أخرى.

«الانطلاقة كانت أوائل عام 2010 بعد أن لمسنا الحاجة إلى إيصال أطباق بيتية موثوق منها إلى المغتربين وربات المنازل، على مساحة العالم العربي»، هكذا تقول لبكي في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدة أن «شهية» هو الموقع الفريد الذي ينتج محتوى فريدا، وغير منقول، ومدققا به.

وتضيف أن الأكثرية الساحقة من الزائرين، هم من النساء، وبنسبة تزيد على 90 في المائة، والكفة تميل إلى السعودية (بسبب سرعة الإنترنت وسعره المنخفض ولديهن متسع من الوقت للقراءة)، ومصر والمغرب، لأنهما بلدان كبيران.

ما يقارب المليوني زائر حصد موقع شهية منذ إنشائه، وبمعدل وصل اليوم إلى 5000 زائر يوميا، في حين تشكل الـ«cheese cake» والدجاج مع بطاطا بالصينية، والمعكرونة بصلصة البيشاميل، أكثر الوجبات المطلوبة في العالم العربي.

أما التصميم الرئيسي، فإنه يركز على ألوان الأحمر، والبرتقالي، والأصفر، والأخضر، والتي تعتبر من ألوان الطعام الأساسية، وهو يخضع لتعديلات دورية تتماشى مع المعطيات المعاصرة.

أكثر من 2500 وصفة شهية قام المستخدمون بإنزالها على الموقع، فالمستخدمون يمكنهم التفاعل مع الوصفات ووضع تعليقاتهم عليها. مع الإشارة إلى أن أكثر الوصفات تأتي من المملكة العربية السعودية من أشخاص سعوديين أو مقيمين في المملكة، ثم من مصر والإمارات العربية المتحدة ولبنان وبعض بلدان المغرب العربي.

وحول كيفية الدخول إلى الموقع، يجيب نيو ويرث: «على من يود الدخول، التسجيل بطريقة مشابهة لموقع (فيس بوك)، من حيث user name، والـpassword، والـprofile وتحميل الصور، والتعليق عليها، وذلك سعيا لإقامة (فيس بوك) متخصص بالأطباق البيتية، والحمد لله نحن متفائلون بتحقيق ذلك».

محطات كثيرة، على الراغب بالاشتراك المرور بها، وهي تبدأ من إعلانه الرغبة بذلك، ثم إرساله الوصفة، لتخضع بعدها للتدقيق من فريق متخصص، ينظر ما إذا كانت مقتبسة، أو ناقصة، والتنسيق بين الوصفة وطريقة التحضير.

«30 في المائة من الوصفات تتم إعادتها إلى الـinbox الخاص بالمشترك، و70 في المائة يتم نشرها، أما الجديد لدينا، فهو عندما يتم الضغط على وصفة ما، يظهر على يمين الشاشة (وصفات مشابهة) مماثلة لما يسمى مقالات ذات علاقة في المواقع الإلكترونية»، هكذا قال نيو ويرث، مشيرا إلى أن الوصفة قد تكون طعمة أو عادية، وأذواق الناس مختلفة، همنا تحسين النوعية، وجعل الأطباق لذيذة، ورفع عدد الزوار والمشتركين.

للحلويات الأميركية مكان خاص، كذلك أطباق الـfast food، والبرغر، والتشيكن ناغتس، والوجبات المعدة بنكهة الكاري.

مؤسسو الموقع يشاركون كأعضاء مثل الآخرين، فيضيفون وصفاتهم ووصفات أمهاتهم على الموقع، وقد بلغ عدد مشاركاتهم ما يقارب الـ200 من أصل 2500 وصفة.

واستنادا إلى تجارب المدونين، فإن الموقع وفر للمغتربين فرصة لإعداد وصفات البيت، حيث يتم تدوين اسم الأم، أو الزوجة، أو الأخت، أو الأم، على وصفتها الخاصة، وتعزيزها بالصور، وطريقة التحضير ما يتيح للمغتربين تطبيقها دون العودة إلى مصدرها، وبالتالي التخلي عن متابعة التحضير عبر التليفون.

وحول أسباب اختيار الإنترنت، يوضح نيو ويرث أن الأمر مرتبط بالتكلفة المترتبة على الطباعة، واقتصار انتشار العمل المطبوع على أسواق محلية، كما أن الإنترنت أقل تكلفة وأوسع انتشارا، وهو يجعل من موقعنا التفاعلي، فرصة للناس لتذوق وصفات غير واردة في كتب الطبخ، لأنها وصفات بيتية.

واللافت مثلا أن بعض الأطباق اللبنانية، تحول إلى نسخة سعودية معدلة في المملكة، كالكبة والكوسا وعرايس الكفتة.

وانتقالا إلى اختصاصية التغذية (المسؤولة عن التدقيق في الوصفات)، فقد أنشأت وطورت (data base) لكل مكونات الوصفات في لبنان والعالم العربي، كما أنها أضافت أطباقا جديدة، وتقول شارحة: «قمنا بتحميل برنامج من وزارة الزراعة الأميركية، يتضمن معلومات عن السعرات الحرارية الموجودة في كل صنف غذائي، وطورنا البرنامج إلى اللغة العربية بالأسماء المعروفة لتعكس المكونات العربية، ووضعنا القيم الغذائية الصحيحة».

وتتابع: «أنشأت (profile)، أي تقييم شخصي إلكتروني لكل مشترك، حيث عليه الإجابة على أسئلة مرتبطة بالطول، والوزن، والعمر وغيره، بعدها يحصل على التقييم الخاص، ومعرفة النظام الغذائي المناسب له».

ولا يغيب شهر رمضان المبارك عن اهتمامات القيمين على موقع شهية، حيث يحرصون على جعل الصوم صحيا، من خلال صياغة عشرات الأسئلة التوجيهية للصائم، إشارة إلى أن مكتب موقع «شهية» يقع في الشارع الرئيسي لمنطقة الحمرا - بيروت، وأصحابه يسعون لأن يصبح مرجعا رئيسيا لوصفات الأطباق العربية لكل زوار الموقع.