مطعم «قصر الشوق» بالقاهرة.. الأكل على مزاجك

استمتع بأطباق «الست أمينة» و«سي السيد»

أجواء موسيقية على أوتار الغيتار
TT

من أجواء رواية «قصر الشوق» إحدى روائع الأديب العالمي نجيب محفوظ، التي يفوح منها طعم البيوت المصرية منذ أكثر من قرن، وكيف كانت «الست أمينة» تحاول جاهدة إرضاء «سي السيد عبد الجواد» بتحضير أشهى الأطباق والإبداع في تقديمها، وأكثر ما كان يميز أكلات «الست أمينة» ذات النكهة المصرية الحريفة.. من هذه الأجواء التي أصبحت تراثا في ذاكرة المصريين يحاول «مطعم قصر الشوق» بأحد الأحياء الراقية بمنطقة الدقي بالجيزة إعادة إحياء الأكلات المصرية الأصيلة.

فور دخولك من باب المطعم ستنتقل إلى أجواء القاهرة في أوائل القرن العشرين، وستعيشها في كل تفاصيل المكان بمعماره الخاص، والنقوش والصور والزخارف التي تحيلك إلى هذا العصر.

يقول مدير المطعم أحمد عبد الستار: المطعم يقدم فرصة رائعة لاسترجاع الذكريات الجميلة والاستمتاع بجو العراقة والأصالة، ولقد حرصنا على جو الإضاءة الخافتة المنبعثة من مصابيح النحاس المصنوعة يدويا، بالإضافة إلى الإكسسوارات القديمة التي تم انتقاؤها بعناية ليتماشى معها أيضا البلاط المزركش وكل هذا لكي يستشعر زائر المكان أنه في زيارة لأحد بيوت الأجداد.

يضيف عبد الستار: دائما نتذكر ونطلب تذوق طبق بعينه ولكن بطريقة «الجدة»، والغريب أننا نجهل سر الصنعة الذي يتمثل في كون الجدات كن يجهزن الطعام بعيدا عن الماكينة الحديثة فكان على سبيل المثال يخزنّ مكوناته ويعبأنها يدويا في البيوت المصرية إلى حين الطبخ بعيدا عن المواد الحافظة، وقياسا على هذا كانت تحضر جميع الأكلات، وهذا ما حرصنا على اتباعه في «قصر الشوق»، فالخضراوات تطبخ طازجة، وحين طهيها نعود إلى الطرق التقليدية في كل شيء، تقطيع الملوخية، دق الثوم، الخ وكل هذا بواسطة أدوات المطبخ البدائية كما كانت تفعل الجدات لهذا كان لطهيهن طعم ومذاق خاص ما زلنا نفتقده لليوم.

يتابع مدير المطعم: عندما تتذوق طبق الفتة، ورق العنب، السجق المصري، الشركسية بالدجاج، جميع الطواجن، المحاشي المختلفة، الطيور بكل أنواعها خاصة بط «الست أمينة»، وغيرها من الأصناف ستشعر بالفرق الواضح في الطعم.

ونجد في قائمة المطعم بعض الأكلات التي يسأل الرواد عنها وعن مكوناتها على الرغم من أنها مصرية أصيلة، ولكن ست البيت تجاهلت طهيها عبر الزمن مثل «كفتة جليلة بالأعشاب والأرز مطبوخة في صلصة الطماطم وتقدم مع الأرز بالشعرية»، «شوربة الخبيزة بالشعرية»، «فتة العدس الأصفر». فكل طبق في مطعم قصر الشوق يعتبر قصة جديدة بقلم طاهٍ مصري أصيل استأذن العم نجيب محفوظ واختصر كل طعامه في الثلاثية فيما سيقدم لضيوفه.

يضيف أحمد عبد الستار: بعد تناول وجبتك تأتى إليك عربة القهوة لضبط مزاج «سي السيد» وهى تحوي جميع أنواع البن البرازيلي المحوج ليقدم لك النادل فنجانا من القهوة بحسب طلبك على نار «السبرتاية» الهادئة، أو يترك لك الخيار لتتفنن بتحضير فنجان قهوة من صنع يديك، وأنت تستمتع بالجلوس في المشربية التي تطل على الشارع وكأن الزمان يعود بك إلى الوراء.

أما عن الحلوى فهي تقدم لك بطريقة خاصة جدا ومبتكرة سواء الحلويات الشرقية أو الكنافة بالجبن و«الكريم كراميل»، فجميعها يمكن أن تحضر أمامك بطريقة سهلة عبر عربة متحركة مخصصة لهذا الغرض.

يضيف مدير المطعم «خدمة توصيل المنازل ليست بالجديدة في المطاعم ولكننا لم نكتف بهذا، فنحن مستعدون أن نقيم الحفلات والعزائم الصغيرة والكبيرة في بيوت أصحابها وذلك بنفس الطريقة التقليدية المتبعة في المطعم وهذا حتى تصل طريقة طهي «قصر الشوق» إلى أغلب الناس، وهذه الفكرة أعطت لضيوفنا حرية تناول طعامنا في مطعمنا أو في بيوتهم مع الأهل والأصدقاء.

ويبتسم مدير مطعم قصر الشوق وهو ينهي حديثه قائلا: نحن سعداء جدا بعودة زبائننا مرات ومرات بعد الزيارة الأولى، ولقد سعينا على ذلك بعدة طرق كان أهمها الطعام المميز وثانيها منح كل زائر بطاقة خصم للزيارة القادمة متمنين لهم قضاء أجمل الأوقات بصحبتنا.