في النمسا.. تكتم كبير على وصفة بسكويت الفانيليا في موسم الأعياد

الحلوى الأحلى على معدة النمساويين

TT

في استطلاع أجرته غرفة التجارة في النمسا تبين أن رجلا من بين كل ثلاثة رجال شارك في صنع وخبز بسكويت الفانيليا في المنزل استعدادا لعيد الميلاد، وتبين أن نسبة 77 في المائة من النمساويين تفضل بسكويت الفانيليا على أي حلوى أخرى موسم الأعياد.

«الفانيليا كيبفرل» كما يسمونه هو قطع بسكويت خفيفة أقل دسامة من الكعك مكون من الدقيق والزبدة والفانيليا، بالإضافة إلى السكر الخشن والسكر الناعم للتزيين، لا تزال محافظة على رونقها في النمسا على الرغم من التغييرات والتحسينات التي طرأت على المطبخ في النمسا في السنوات الأخيرة.

وهناك أسطورة تفيد بأن البسكويت استمد شكله على هيئة هلال لأنه يعود إلى مخبوزات حصدها النمساويون من مخلفات الجيش التركي الذي حاصر العاصمة فيينا، بينما تقول أسطورة أخرى أن خبازي العاصمة المحليين بعدما نجحت قواتهم في دحر الجيوش الغازية 1683 تعمدوا اختيار شكل الهلال لمخبوزاتهم التي وزعوها مجانا ومن بينها الكرواسون.

وليس من المهم ما إذا كانت هذه القصص صحيحة، لأن النمساويين في يومنا هذا لا يهمهم كثيرا تاريخ قطع المخبوزات هذه بقدر ما يهمهم طعمها ونكهتها المميزة كما يعجبهم شكلها وكغيرها من الأطعمة النمساوية التقليدية ورغم بساطة مكوناتها، فإن الأسر تتباهى بما تتبعه من طرق ووصفات إعدادها، مؤكدين أنها مستمدة من أصل تناقلوه جيلا عن جيل، عن جدة ارستقراطية كانت ذات صلة وثيقة بالقصور الإمبراطورية.

ويهتم النمساويون كثيرا بالوصفات السرية للأطعمة مهما كان نوع الطعام بسيطا، بما في ذلك وصفة لحساء القرع مثلا. وفي ذات السياق تتبارى السيدات والطهاة بما لديهم من وصفات لصنع طبق القلاش أو اللحم المطبوخ مع البصل والصلصة، وهو أشبه ما يكون بطاجن اللحم عند المغاربة والدمعة عند السودانيين، بينما يتفوق قالب كيكة الشوكولاته النمساوية المشهورة المسماة «زاخر تورتة» بأكبر قدر من السرية والتكتم بطريقة تفوق درجة سرية الخطط الحربية وبرامج السباق النووي.

وفي حين يتمسك فندق «زاخر» أفخر الفنادق النمساوية بملكية الوصفة الأصلية وفقا لحكم قضائي انتزعه بعد مداولات وأسانيد قانونية وتاريخية، لا تزال محال أخرى من بينها مقهى «دمل» التاريخي تؤكد بأن وصفتها تتمتع بذات الأهمية.

إلى ذلك أشار استطلاع الغرفة التجارية إلى أن نسبة 77 في المائة ممن شاركوا فيه يفضلون بسكويت الفانيليا المخبوز منزليا على النوعيات الجاهزة، بينما أشارت نسبة 61 في المائة أن مشاركتها في عملية إعداده تعد واحدة من أهم التحضيرات الأسرية للأعياد التي تجمع كل أفراد الأسرة، بمن فيهم الأب والأطفال.