لندن تقدم قدح قهوة من فضلات القطط بـ50 جنيها إسترلينيا

ينتج منها سنويا 500 كيلوغرام.. وشكلت خبرا طريفا في الكثير من الدول

يباع في مقهى في بيكاديلي والفنجان شكله متميز وشهادة تفيد بأن القهوة أصلية (تصوير: حاتم عويضة)
TT

هناك سر نتن بشأن قهوة أصبحت تباع في بريطانيا بسعر باهظ الثمن ربما يدفع عشاق القهوة إلى نبذها. فبواقع 60 جنيها إسترلينيا، بدأ مقهى في العاصمة البريطانية لندن بتقديم قدح قهوة مصنوع من مخلفات القطط.

ويصنع مقهى «ديستركت»، وهو مقهى ومطعم فاخر، افتتح مؤخرا في شارع بيكاديلي الشهير وسط العاصمة البريطانية لندن، قهوة غير تقليديه تسمى «لواك». هذه القهوة العجيبة تؤخذ حبات بنها من براز حيوان سنور الزباد أو (كوبي لواك) وهو حيوان صغير الحجم يشبه القطط ولكنه من فصيلة تدعى «بارادوكسور» يعيش ويربى في بعض دول آسيا وخصوصا في إندونيسيا، والفلبين، وماليزيا، وجنوب الصين.

والمعروف أن هذا الحيوان الذي يعيش على الشجر يلتهم ثمار القهوة الناضجة، إلا أن معدته تهضم قشرتها فقط فتخرج الحبة مع فضلاته كما هي. حينئذ يعزل المزارعون هذه الحبوب يدويا ثم يغسلونها ويحمصونها بشكل بسيط لتفادي تحطم مركباتها المعقدة والتي تضيف نكهة خاصة للبن. ويزعم المقهى بأن أحماض معدة هذا النوع من القطط هو سر مذاقها اللذيذ الذي أزال المرارة الموجودة عادة في القهوة، إذ تختلط عصارة معدته مع حبات البن مضيفا طعما ورائحة مختلفة. ويميل لون حبات القهوة إلى لون القرفة المحمر أما شرابها فهو معدوم السكريات ونكهته قويه بالنسبة للذين يتذوقونه لأول مرة.

ويقول مدير العمليات في المقهى فريزر دونالدسون لـ«الشرق الأوسط»: «الكيلوغرام الواحد من القهوة يباع في المقهى بـ5000 جنيه إسترليني. ويقدم معه شهادة علامة الجودة التي تثبت أنها أصلية». ويضيف «مع ذلك القهوة تلقى رواجا كبيرا بين الزوار».

وفور خروج عائلة فرنسية من مقهى «ديستركت» الذي أصبح يحل موقع مطعم «بلانيت هوليوود»، سألتهم «الشرق الأوسط» حول نكهة القهوة التي تناولوها، فذكر الآين (47 عاما) بأنه حجز مسبقا قبل التوجه إلى المقهى وقال: «طعمها يشبه الشوكولاته». وتابع ضاحكا: «صحيح أنها لذيذه، لكنني لن أتذوقها ثانية فهي مكلفة للغاية». يمكن القول بأن هذه قهوة غير تقليدية وتقدم لأشخاص غير تقليديين أو من الطبقة المترفة من المجتمع الذين يترددون على المقهى خلال مناسبات خاصة جدا. فالقهوة مرتفعة السعر ومنخفضة الإنتاج. ويبلغ سعر القدح الواحد منها ما بين 40 إلى 60 جنيها إسترلينيا.

البن المستخدم في قهوة لواك نادر جدا، وينتج منه سنويا 500 كيلوغرام فقط، كما أنه لا يباع في الأسواق إنما يستورد من مزودين محددين في العالم بسعر يتراوح بين 200 إلى 300 جنيه إسترليني للكيلوغرام الواحد.

وتعرف البريطانيون على هذه القهوة منذ 3 أعوام حيث كان بنها يباع بشكل معلب في المتاجر الراقية كمتجر «سليفريدجز» و«هارودز»، حيث كان الزوار يشترونها كهدايا مميزة لأصدقائهم ومحبيهم نظرا لأنها غالية الثمن. ولكن هذا هو أول مقهى متخصص بصنعها وتقديمها قي أقداح للزبائن بشكل ساخن أو بارد. ويختلف سمك هذه القهوة باختلاف مدى التحميص حيث تكون سميكة حينما تقدم ساخنة.

وهناك قصة طريفة يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر ويعتقد بأنها كانت وراء اكتشاف طريقة القط لهضم البن والتي دلت المزارعين على استخدامها في شراب القهوة، فقد منع المستعمرون الهولنديون، الذين كانوا آنذاك يسيطرون على جميع مزارع البن، في جزر الهند الشرقية وجزيرة جاوه وسومطرة في إندونيسيا، المواطنين من الحصول على البن، وقد لاحظ أهالي المزارع الذين كانوا يرغبون بالحصول على البن بأن هذا الحيوان يستهلك بذور ثمارها إلا أنه لا يهضمها. فقاموا بجمعها وتنظيفها واستخدموها في قهوتهم التي سرعان ما أصبحت المشروب المفضل لديهم.

شهرة القهوة وصلت إلى مختلف دول العالم، فقد شكلت خبرا طريفا في الكثير من الدول كالولايات المتحدة الأميركية، فتناولتها مذيعة البرنامج الحواري الأكثر شهرة في العالم أوبرا وينفري في إحدى حلقاتها واصفة إياها بخلطة «القهوة السحرية».