دليلك إلى أفضل الأماكن لاحتساء شاي ما بعد الظهر في لندن

العاصمة تتنفس التقاليد الإنجليزية بمناسبة اليوبيل الماسي وتحضيرا للأولمبياد

جانب من مطعم سكيتش الذي يعتبر من أهم الأماكن التي تقدم شاي ما بعد الظهر التقليدي بطريقة عصرية
TT

مع حلول اليوبيل الماسي لجلوس الملكة إليزابيث على العرش في يونيو (حزيران) واقتراب موعد انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في لندن، تُرى هل ستكون هناك طريقة للاحتفال بكل الأشياء المميزة للثقافة الإنجليزية أفضل من أحد أهم الطقوس المتأصلة في الثقافة البريطانية، ألا وهو شاي ما بعد الظهر؟

على الرغم من أن أنا ماريا راسل، سابع دوقة لبيدفورد، عادة ما ينسب إليها ابتكار هذه الوجبة الرابعة في مطلع القرن التاسع عشر، فيمكنني التأكيد، كساكنة حديثة بلندن، على أن هذا التقليد ما زال حيا. وفي هذه الأيام، بدلا من تقديم هذه الوجبة في أحد الأروقة أو على حشائش متعرشة في عزبة (مثلما فعل دوواغر وكورا في داونتون أبي)، يعرج شاربو شاي ما بعد الظهر هذه الأيام على أحد الفنادق أو المطاعم الراقية في لندن. وبصرف النظر عن المكان فإن ثمة أمرا واحدا مؤكدا، ألا وهو أنه ليس الفضة، بل المشهد – من الزبائن إلى ديكور المكان – هو الذي يجعل هذا التقليد ممتعا لأقصى درجة.

جولة على أهم الأماكن التي تقدم الشاي على الطريقة الإنجليزية التقليدية

* فندق «بيركلي»

* الديكور: من تصميمه الرائع، الظاهر في غرفة الكراميل (حيث يقدم الشاي على أوانٍ صينية مخططة من تصميم بول سميث)، المزينة بورق حائط باللون البني وبأقمشة من جلد التمساح المقلد والحرير المخملي الناعم، إلى المقاعد الطويلة التي تسمح بالمحادثات الحميمية، هذا مكان مخصص للذين يحبون أن يراقبوا من حولهم ويراقبوا هم أيضا من قبل الآخرين.

القائمة تعرف باسم «بريت أ بورتي»، وتضم أنواعا من البسكويت والكعك التي صممها الشيف بحيث تحاكي الأزياء في «منصات العرض» هذا الموسم. واحتوت قائمتنا، التي تم تقديمها في أسبوع عروض أزياء الربيع، على رقائق بسكويت على شكل أحذية ذات كعب لبيت «ميو ميو»، وكيك من البرتقال والزنجبيل تحاكي شكل تصميمات «فالنتينو»، وكعكة إسفنجية بكريمة الكستناء واللوز على شكل فستان من تصميم «سونيا ريكيل». لا توجد كعكات سكونز هنا، لكن قد تصيبك أزمة سكر مفاجئة، إذ إن الوجبات الخفيفة الشهية متميزة ولكنها محدودة، مثل التونة المغطاة بزيت الشمر مع مربى البرقوق، والبط المتبل مع كومبوت التين الشيلي.

الزبائن: يأتي إلى هنا أغنى أغنياء لندن ومن لديهم أفضل وسائل الاتصال، إضافة إلى الرحالة الخبراء. سمعت خمس لغات على الأقل يتم التحدث بها، كالروسية والعربية والفرنسية واليابانية... وعلى الرغم من أن بعض الطاولات كانت تعج بالمتابعين لأحدث خطوط الموضة، الذين يقومون بشراء أحدث التصميمات المعروضة في المعارض، فقد كان هناك حضور أيضا لعدد ضخم من رجال الأعمال، الذين يتحدثون بلهجة صارمة بينما يحتسون الشاي.

السعر: يمثل قيمة جيدة بالنسبة للجمهور بسعر 39 جنيها إسترلينيا للفرد (61 دولارا، بقيمة 1.56 دولار للجنيه الإسترليني) بالنظر إلى الأطعمة المعدة بشكل متقن وجو الفخامة الذي يعم المكان. وإذا دفعت 10 دولارات إضافية، يمكنك الحصول على كوب من الشمبانيا.

فندق «بيركلي»: 32 إيه ويلتون بليس، نايتسبريدج، (44 - 207) 235 - 6000، berkeley.co.uk، يقدم الشاي من الساعة الواحدة ظهرا إلى السادسة مساء.

* فندق «بليكس»

* الديكور: يظهر المطعم الواقع في مستوى أدنى من الطابق الأرضي بالفندق، الذي قام بتصميم ديكوراته المصمم البريطاني، أنوسكا همبل، بتأثيرات مستوحاة من الهند وتركيا وروسيا والصين، متألقا في تموجات من اللونين البرتقالي المحروق والأسود، من مفارش الطاولات حتى الأواني الصيني. ومع سلم من البامبو وأزهار من الأوركيد والصور الزيتية الجدارية الرائعة المعلقة على الحوائط، وببغاء محبوس في قفص يغرد، يعتبر المناخ العام أقل مشكلة يمكن أن تواجههم.

القائمة تضم كل الشطائر الكلاسيكية، مع قدر محدود من التنوع. لا تقدم أنواع كثيرة من الحلويات (تم منحنا طبقا واحدا من كيكة الشوكولاته)، ولكن قدمت كعكات سكونز رائعة منثور عليها سكر للتحلية مع الفراولة الطازجة. أما عن الشاي فكانت هناك مجموعة روتينية من الأنواع الأساسية إلى العشبية وحتى «إيرل غراي».

الزبائن: لا يوجد، على الرغم من أن الحانة الصينية المتاخمة للمطعم كانت تعج بجموع من كنزينغتون في أبهى حلاتهم. أملنا على الفور أن نتمكن من نقل صينيتنا ذات المستويات الثلاثة إلى إحدى الأرائك العرضية التي تبعد برمية حجر واحد عن طاولتنا، والتي علمنا لاحقا أنها تمثل خيارا واضحا.

السعر: يعتبر الأرخص بين مجموعة الفنادق، بسعر 19 دولارا للشخص، ولكن لسبب جيد. لم تقدم لنا شطائر إضافية أو مزيد من قطع الكيك، أو حتى ماء ساخن لإعداد الشاي.

فندق «بليكس»: 33 رولاند غاردنز، نايتسبريدج، (44 - 207) 370 - 6701، الموقع الإلكتروني: blakeshotels.com. يقدم الشاي من الظهيرة إلى الساعة الخامسة والنصف مساء.

* فندق «براون»

* الديكور: بوصفه الفندق الأول في لندن، والفائز على الدوام بجائزة «تي غيلد» (نعم، يوجد في بريطانيا مجلس شاي يحكم في مثل تلك الأمور)، يضم مقهى الشاي في فندق «براون» أفضل ما هو إنجليزي في جوهره: الألواح المصنوعة من البلوط واللوحات الزيتية وثلاثة مواقد متوهجة، مع أروع التصميمات الحديثة البريطانية: مقاعد من الجلد، وأرائك منخفضة، وبالطبع إضاءة متقدة، بحيث يبدو كل شخص في مظهر رائع.

القائمة: كخيار لقائمة الشاي التقليدية التي يقدمها – والتي تضم المجموعة المعتادة من شطائر الخيار والسلمون والبيض واللحم، إلى جانب كعكات سكونز بالكريمة المتخثرة والمربى، والحلويات – يقدم «براون» أيضا قائمة «تي - توكس» مع أطباق أصغر. وتحتوي هذه القائمة على دجاج مدخن ووجبة أفوكادو مهروس بالفلفل والطماطم على خبز الحنطة، والتبولة وأسياخ الفواكه مع الزبادي والعسل، بل وحتى كيك الشوكولاته من دون دقيق. وتقدم مجموعة مختلفة من أنواع الشاي، من «براونز أفترنون بليند» إلى «أورغانيك دراغون ويل غرين تي» من الصين.

الزبائن: جميع الأفراد من أصحاب المشروعات الشباب الذين يجرون صفقات واعدة، إلى جانب الأفراد الحالمين الذين يستمتعون بعازف البيانو من الكثير من الزوايا المريحة. ويفوق عدد السائحين سكان لندن في هذا الفندق، مما يجعلك تشعر على الفور بأنك من السكان المحليين.

السعر: بسعر 39.50 جنيه إسترليني للشخص لكل من «تي - توكس» والشاي «التقليدي»، يعتبر «براونز» باهظ السعر، لكن النادلين سوف يملأون صينيتك إلى أن تتوسل إليهم كي يتوقفوا. قد يرغب منفقو الأموال الطائلة في التخطيط للمستقبل وحضور فصول «تي توريال» الخاصة، حيث يستطيع الضيوف، مقابل 115 جنيها إسترلينيا، تعلم إعداد الأطباق قبل تناولها.

فندق «براون»: 33 ألبمارل ستريت، ماي فير، (44 - 207) 493 - 6020، brownshotel.com. يقدم الشاي من الساعة 3 عصرا إلى 6 مساء من الاثنين إلى الخميس، ومن الساعة 2 ظهرا إلى 6 مساء يوم الخميس، ومن الظهيرة إلى السادسة والنصف مساء في عطلات نهاية الأسبوع.

* فندق «ريتز»

* تعتبر «بالم كورت» غرفة رائعة ويحيط بمدخلها عمودان من الرخام. والغرفة، المزخرفة على طراز الزمن الجميل للملك لويس السادس عشر، مغطاة بالذهب، من تنجيد المقاعد الفرنسية ذات الذراعين إلى الستائر والشمعدانات وتماثيل النوافير المطلية بالذهب.

القائمة: شطائر الجبن الشيدر مع الصلصة على خبز البصل، وصدور الدجاج مع كريمة الجرجير، والسلمون المدخن مع زبد الليمون، إلى جانب أطباق أخرى. كانت كعكات السكونز كبيرة وهشة، فضلا عن الكم الكبير من المعجنات، من تارت الليمون إلى الميل فاي. هناك أنواع من الشاي من جميع أنحاء العالم، «راشان كارافان» و«موروكان مينت»، ومزيج من كينيا يعرف باسم «ريتز رويال إنغليش».

الزبائن: عائلات في الأغلب. رأينا جدة وأمّا وابنة شابة متأنقة يتناولون كيكة عيد الميلاد، والكثير من الأزواج مع أبنائهم البالغين.

السعر: 42 جنيها إسترلينيا للفرد لا يبدو سعرا باهظا، بالنظر إلى أنه يضم أجرة عازف البيانو والنادلين الذين يرتدون بذلات غامقة فخمة، والخدمة الممتازة والحلويات الإضافية التي تقدم على عربة ترولي تلف قبل حتى أن ننتهي من تناول أطباق الطعام الشهية السكرية على صينيتنا.

فندق «ريتز»: 150 بيكاديلي (44 - 207) 300 - 2343; www.theritzlondon.com. يقدم الشاي خمس مرات يوميا، ويجب الحجز قبل الحضور بمدة شهر على الأقل.

* «سكيتش»

* الديكور: يلتقي روكي هورور «ويلي وونكا وتشوكلات فاكتوري». ويتضح الطابع الغريب منذ لحظة دخولك المطعم، عندما تحييك خادمة ترتدي زيا موحدا كاملا، إلى جانب نادل تبدو عليه أمارات التكلف. وإلى اليمين مباشرة توجد ردهة، حيث تبرز الأعمدة المخططة بأشكال حلوى الكراميل عرضا رائعا للكيك. وتكمل المقاعد ذات الذراعين غير المتماشية مع بعضها والستائر الجدارية وأواني الصيني العتيقة ومصابيح الطاولة واللوحات التي تجمع بين العنصرين البشري والحيواني المشهد في المطعم والملهى الليلي وموقع تصوير الأفلام ومتحف الفنون المجتمعة معا تحت سقف واحد. القائمة: شطائر رائعة مثل السلمون على الخبز المسطح وكعكات السكونز ومجموعة من المعجنات صغيرة الحجم وفطائر الترت، التي تضمنت غاناش الشوكولاته وموس الجوز وعجينة الشو بكريمة الليمون. وليس هذا بأمر غير متوقع، حيث إن الشيف الفرنسي الكبير، بيير غانيير، أحد ملاكه إلى جانب مراد معزوز صاحب مطاعم «مومز» العالمية. وتقدم كل أنواع الشاي المعروفة.

الزبائن: على غرار الديكور، متفردون. رجال شباب يرتدون سراويل قصيرة ألونها زاهية، وأحذية لامعة لها أربطة وصدريات من التويد، ويظهر أصدقاء يحتسون رشفات من الشاي، بينما تظهر أسرة إيطالية أنيقة مع مراهقين، محاطين بحقائب تسوق، في حالة استرخاء.

السعر: 27 جنيها إسترلينيا للشخص أو 52 جنيها إسترلينيا لشخصين، و38 جنيها إسترلينيا مقابل كأس شمبانيا.

«سكيتش»: 9 شارع كوندويت، مايفير، (44 - 207) 659 - 4500، sketch.uk.com، يقدم الشاي من الساعة الثالثة عصرا إلى الخامسة مساء.

* فندق «مايلستون»

* الديكور: إنجليزي تقليدي، ممثلا في ستائر تقليدية ثقيلة ذات شرابات وأرائك داكنة وتحف أثرية قديمة رائعة الجمال ومقاعد منجدة عليها تطريز بالإبرة. ويبدو مقهى الشاي الصغير هذا، بمدفأته الضخمة ومكتبته التي تضم مجموعة من الكتب القديمة والمطلة على حدائق كنسينغتون (المعروفة باسم «بارك لاونغ»)، أشبه بغرفة معيشة حيث يمكنك أن تمكث لعدة ساعات.

القائمة: أنواع محسنة من الشطائر الكلاسيكية، من بينها شطائر الدجاج مع قطع اللوز وكعكات السكونز مع مربى الفراولة والمعجنات الرائعة مثل المعكرونة والإكلير والترتات الصغيرة وكعك الأكواب الصغيرة. وتضم مجموعة رائعة منتقاة من أنواع الشاي نوعا من الصين تتفتح براعمه المجففة على شكل وردة في كوب الشاي.

الزبائن: يعتبر هذا الفندق، الذي تفصله خمس دقائق سيرا على الأقدام عن قصر كينزينغتون أحد أكثر المواقع الراقية لتقديم الشاي في لندن، ويعكس مرتادوه تلك الحقيقة. بدا زوجان شابان مظهرهما أرستقراطي يناقشان خطط زفافهما مع والديهما، بينما كان زوجان أكبر سنا يطالعان الصحف المسائية وهما يحتسيان الشاي.

الأسعار: معقولة، حيث تقدر بـ31.50 جنيه إسترليني للشخص الواحد، وبالنسبة لشخصين يعتبر شاي «أفترنون سيداكشن» مشروبا مثاليا بسعر 70 جنيها إسترلينيا.

فندق «مايلستون»: كنزينغتون كورت، (44 - 207) 917 - 1010;، عنوان موقعه الإلكتروني: milestonehotel.com. ويقدم الشاي من الساعة الثالثة عصرا إلى السادسة مساء.

* خدمة «نيويورك تايمز»