عربات البيرغر تسحب البساط من تحت أرجل الضفادع في باريس

الشباب الباريسي يفضل الأكلات السريعة على الأطباق الفرنسية التقليدية

يحظى البيرغر الذي يلقى رواجا وإقبالا ويقدم على عربات أو شاحنات الخدمات الغذائية بالقبول في أوساط سكان باريس
TT

أرجل الضفادع والدجاج المتبل هما من أكلات المطبخ الفرنسي النموذجية والتقليدية، ولكنها الآن تفقد المحبين لها لصالح الأكلة المفضلة الحالية لدى شباب مدينة باريس، وهي الهامبرغر على الطريقة الأميركية.

وفي الوقت الحاضر، يحظى الهامبرغر، الذي يلقى رواجا وإقبالا ويقدم على عربات أو شاحنات الخدمات الغذائية، بالقبول في أوساط سكان باريس وزوار المدينة. وتقف طوابير طويلة، ومعظمها من الشباب، أمام تلك العربات المتوقفة في أماكن استراتيجية أينما ذهبت. فالناس ينتظرون أحيانا لمدة ساعة ونصف الساعة من أجل شراء البرغر. وغالبا ما ينفد البرغر أو الهوت دوغ قبل تلبية كل الطلبيات.

ومن المثير للدهشة أنه في دولة معروفة عالميا بمطبخها الشهير والمتطور مثل فرنسا، يظهر الناس مثل هذا الإقبال على وجبة الهامبرغر البسيطة، هذه مسألة غريبة وليست بالأمر السهل أن يتقبله الطهاة الفرنسيون المخضرمون، الذين لم يتقبلوا لغاية اليوم المطبخ الجزيئي، فما بالك بتقبل البرغر الأميركي المعد على لوائح طهي على عربات متنقلة في الطرقات.

فقبل سنوات قليلة كانت الأغذية سريعة التجهيز موضوعا بغيضا في المناقشات الخاصة بالمجتمع الفرنسي، ولكنها زحفت والآن يلعق الباريسيون صلصة البرغر من على أصابعهم في كل ركن تقريبا من المدينة.

وباستثناء سلسلة مطاعم الوجبات السريعة، بدأت صيحة جديدة في الظهور: الرغبة في تناول البرغر بالمكونات العضوية الطازجة والصحية، فالطهاة الذين يعملون في شاحنات تقديم الوجبات يعتنون بهذا النهم من خلال التوقف عدة مرات كل أسبوع في أسواق متعددة في العاصمة الفرنسية، والزبون المعتاد يكون ما بين العشرين والثلاثين من العمر، أو أن يكون مغتربا أميركيا، فهم لديهم رغبة في دفع ثلاثة أمثال سعر وجبة في سلسلة برغر مقابل وجبة من شاحنة غذاء، وبالكاد يتمكن الطهاة من مسايرة الطلب على الوجبات.

وبعد ظهيرة أحد أيام الثلاثاء مؤخرا انتظر أكثر من 100 شخص جائع بكل صبر أمام شاحنة بيضاء صغيرة في سوق «بلاس دي لا مادلين»، فبمجرد انتشار رائحة البصل وزيت الطبخ في الهواء، يسيل لعاب الجميع على الشيء نفسه: البرغر المجهز منزليا من كريستين فريدريك مؤسسة ما يعرف بـ«عربات الدخان».

فقد أحضرت فريدريك تقاليد عربات خدمة الطعام الشهيرة من كاليفورنيا إلى المدينة الفرنسية، ولكنها تعلمت بالفعل الأكلات المبتدعة في مدرسة للطبخ في باريس.

وتستخدم هي والطهاة الآخرون العناصر الطازجة: الطماطم والخس وعيش الغراب وجبن شيدر حقيقية وقطع البصل. ويوضع البرغر بين قطعتي خبز طازجة ثم توضع فوقه المكونات الأخرى. ويتم قلي شرائح مقطعة يدويا من البطاطس عن قرب، وتنتظر كعكة الجبن في المبرد للأشخاص الجوعى بما يكفي لوضع الطبقة العليا على الساندويتش. ويتحرك الصف بإيقاع بطيء والكل ينتظر دوره لتذوق الأكل اللذيذ. ويقف فيه الناس جميعا، سواء كانوا رجال أعمال ومصرفيين أو طلابا أو متقاعدين.. الجميع سواسية عندما يأتي الأمر على تناول البرغر في الطرقات.