رحلة إلى الصين لتكريم جوليا تشايلد

عشقت المطبخ الفرنسي والصيني أيضا

المعروف عن جوليا تشايلد أنها كانت تعشق المطبخ الفرنسي ولكن تبين أيضا أنها كانت تحب الأكل الصيني ولكنها لم تحضره بنفسها
TT

نحن جميعا نعلم أن جوليا تشايلد كانت من أشد المعجبين بفرنسا وثقافتها وأنها كانت شغوفة بالطهي الفرنسي التقليدي «مع أنها لم ترفض دعوة إلى مطعم فرنسي فاخر، أيضا».

لكن الحقيقة التي قد لا نعرفها هي أنها قد أحبت أيضا الطعام الصيني. إنها لم تطهه مطلقا بنفسها، لكنها أحبت الذهاب إلى المطاعم الصينية، وهي عادة تشكلت لديها عندما عملت لحساب مكتب الخدمات الاستراتيجية في آسيا إبان الحرب العالمية الثانية. كان زوجها «المستقبلي» بول تشايلد، هو الذي عرفها على المطبخ الصيني - كما عرفها على المطبخ الفرنسي بالمثل - وقد استقرا لفترة من الوقت في الصين.

وخلال العقود التي تلت عودتهما إلى الولايات المتحدة، كانا عادة ما يذهبان إلى حفلات عشاء مترفة. وفيها، كانت جوليا تبدي إعجابها بدقة صنع وتعقيد هذه الوجبات، التي وجدتها ساحرة تماما كالأطعمة الفرنسية المحببة إليها. ونظرا لأنها لم تهتم بالأطعمة المتبلة، لم يكن مطبخ هونان أو سيتشوان من بين قائمة اختياراتها. فقد فضلت المطبخ الكانتوني الكلاسيكية.

حينما التقيت جوليا، قبل 20 عاما، كانت بالفعل قد توقفت تقريبا عن العمل وفي حالة من الوهن. لكن كانت لديها شهية جيدة للطعام ودائما ما كانت مولعة بالذهاب إلى الولائم.

أتذكر حفل عيد ميلاد أقامته لها أليس ووترز في أحد الأعوام وقتما كنت أطهو في «تشيز بانيس». أرادت أليس أن يكون طابع الحفل غير رسمي، لذلك، قررنا إعداد حساء بسيط من السمك. قمنا بطهو «الجاندوفلي» على البخار في قدر ضخم في المستوقد وقدمناه مع حساء السمك وقطع كبيرة من خبز الثوم المحمص.

جلست جوليا وشقيقتها دوروثي - التي كانت طويلة مثلها - في حالة من السعادة أمام المائدة وهما يتناولان «الجاندوفلي» ويحتسيان الشوربة. وفي نهاية الوجبة، كانت هناك «محاريات جاندوفلي» في كل مكان. ما زلت أتذكر ذلك المشهد جيدا.

إذا كانت جوليا ستأتي للعشاء اليوم، فقد أقدم لها سلطة الدجاج الفرنسية الصينية. أعتقد أنها ستستمع بها. وربما إذا ما خاطرت باقتحام عالم المطبخ الصيني، فقد تعد شيئا مثل هذا. ولكن مع إضافة الزنجبيل والسمسم، يصبح الطبق مشابها جدا للسلطة المشكلة الفرنسية، مع صدور الدجاج المشوية وصلصة الخل الفرنسية الحريفة.

لكن بالنسبة لها، قد أقوم بتخفيف حدة الفلفل الحار. أو على الأقل أقدمه منفردا.

*خدمة «نيويورك تايمز»