«سالينوس».. مطعم يجمع مذاقات البحر المتوسط في مكان واحد بالقاهرة

أطباقه تعد بطرق الطهي التقليدية وتحمل ثقافة 7 شعوب

أكل صحي يدخل فيه زيت الزيتون النقي
TT

هل توقعت يوما أن تتذوق أشهى أطباق دول البحر المتوسط في مكان واحد، وكأنك أبحرت بينها، ومتنقلا بين مطابخها؟

في رحلة تضعك بين خيارات متعددة من تنوع المذاقات والمكونات الصحية المتكاملة وطرق الطهي التقليدية التي تعكس ثقافات شعوب تلك الدول، يأخذك مطعم «Salinos» لتتذوق أطباقا متعددة من سبعة بلدان متوسطية، هي فرنسا، إيطاليا، اليونان، تركيا، لبنان، المغرب، إسبانيا، حتى تكاد تحتار بين الاختيارات. فأمامك على سبيل المثال طبق البايلا الإسباني بفواكه البحر والزعفران، والكسكسي المغربي بالخضار واللحم، وستيك اللحم المشوي مع الجنزبيل الإيطالي، والكفتة اللبنانية المميزة المذاق، وتوست القريدس (الجمبري) على الطريقة التركية، والأسماك المعدة بالطريقة اليونانية.

ففي ضاحية المعادي (جنوب القاهرة)، يمكنك التجول بين هذه الأطباق وغيرها، في الفرع السابع من سلسلة مطاعم «سالينوس» العالمية، الذي نال شهرة الجمع بين قوائم الطعام المتوسطية منذ افتتاح أول فروعه في فرنسا عام 1990.

يقول الشيف الإسباني خوسيه بنيدراس، الموجود بالعاصمة المصرية للإشراف على إعداد وجبات المطعم لـ«الشرق الأوسط»: «أهم أطباق (سالينوس) يجري إعدادها وفقا للنظام الغذائي في دول البحر الأبيض المتوسط، الذي يحتوي على الكثير من المكونات المميزة التي يأتي على رأسها استخدام التوابل في المطبخ المتوسطي، حيث المناخ المثالي لنمو التوابل والأعشاب التي توفر الطعم وتضيف عناصر غذائية وتعوض عن الملح، كما أن لبعضها فوائد طبية، فعلى سبيل المثال النعناع يساعد في الهضم، ولذلك تحرص على تزويد الوجبات بالأعشاب الطرية قبل الجافة، كما يعتمد المطعم على البقوليات كالبازلاء والعدس والفاصوليا التي تعتبر مصدرا ممتازا للبروتينات قليلة الدهون التي تعوض عن اللحوم».

ويضيف خوسيه: «لا يمكننا إغفال دور زيت الزيتون كعنصر هام وشديد الخصوصية في ثقافة دول البحر الأبيض المتوسط الغذائية، حيث يذهب المؤرخون إلى أن المزارعين الذين استوطنوا الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط هم الذين قاموا بزراعته منذ ستة آلاف سنة، ولكنهم لم يهتدوا إلى استخراج زيوته إلا بعد زراعته بألفي سنة تقريبا».

ويوضح أن المطعم يدرب ربات البيوت على كيفية التدبير المنزلي بتقديم طبق «البايلا» الإسبانية (La Paella) الذي يعد أشهر طبق تقليدي تعرفه الموائد الإسبانية حتى اليوم، حيث يعود إلى الحقبة الإسلامية التي استمرت في إسبانيا قرابة 8 قرون، ويستمد اسمه من اللغة العربية وبالتحديد من كلمة «بقية» أو «بقايا»، وتختلف مكونات الطبق حسب المنطقة التي يصنع بها، فإذا كان في منطقة جبلية تميز بلحم الدواجن أو الأرانب أو ما توفر من الحيوانات الداجنة، أما إذا كانت المنطقة ساحلية تميز بالأسماك على أنواعها، كما تختلف مكوناته مع اختلاف الخضراوات وفق فصول السنة، وليس لهذا الطبق وصفة محددة، وإنما بالإمكان أن يعد بطرق مختلفة، شرط ألا يغيب الأرز والزعفران والمقلاة المسطحة التي لا بد من استخدامها في إعداد هذا الطبق.

لا يغفل «Salinos» تقديم الحلويات لزواره، فيقول خوسيه: «يهتم المطعم بتقديم أشهر الحلويات الفرنسية والإيطالية الطازجة والقادمة رأسا من هذه الدول». كما يقدم المطعم أيضا لزبائنه تشكيلة متنوعة من المشروبات الباردة والساخنة من بلدان دول البحر المتوسط بالطريقة التقليدية، خاصة تلك المذاقات المبتكرة في عالم الشوكولاته والقهوة حسب ما هو متعارف عليه في هذه البلدان.

كذلك، يحاول المطعم تطبيق مقولة إن الغذاء الصحي يكتمل بالغذاء الروحي أيضا، حيث يقدم المطعم لزبائنه أشهر الأعمال الموسيقية لدول البحر المتوسط بكل جمالياتها، من خلال شاشات عرض موزعة في جوانب المطعم وردهاته بشكل فني من شأنه أن يجعلك تتذوق الموسيقى وما يقدم إليك من أطباق مميزة في آن واحد، مما يعمل على التحام النغمات وتشابك الإيقاعات لثقافات هذه الدول لتشكل لوحة فنية منمنمة التفاصيل شديدة الخصوصية.