هناك اعتقاد تقليدي في منطقة الشرق الأوسط يفيد بأن الاستهلاك المنتظم لحليب النوق يساعد في الوقاية والسيطرة على مرض السكري، على اعتبار أن هذا النوع من الحليب يحتوي على تركيزات كبيرة من الأنسولين الأمر الذي يجعل امتصاصه أسهل من الأنسولين القادم من مصادر أخرى كما أن الأبحاث تفيد بأن تناول حليب النوق يخفض بشكل كبير جرعات الأنسولين اللازمة للحفاظ على نسبة السكر في الدم على المدى الطويل، فماذا لو قمنا باستبدال حليب النوق بالحليب البقري في كوب القهوة الصباحي؟ إنها الفكرة التي وجدت طريقها إلى التطبيق في دبي حيث أطلقت سلسلة مقاهي «كافيه توغو» في دبي منتجا جديدا يحمل اسم «كاميلوس» ليتضمن منتجات قهوة معدة باستخدام حليب النوق إلى جانب قائمة المنتجات المعتادة المحضرة باستخدام حليب الأبقار، وقد حظيت الفكرة بشعبية كبيرة بحسب صاحب الفكرة، فبدل أن تطلب «كابوتشينو» يمكنك أن تطلب «كاملتشينو» على سبيل المثال.
ويقول رجل الأعمال الإماراتي جاسم البستكي المؤسس والمدير العام لهذه العلامة الجديدة إنه «عندما أطلقنا مشروع (كافيه تو غو) العام الماضي، كانت فكرة تقديم القهوة والشاي والحليب المخفوق والعصائر باستخدام حليب النوق مفهوما جديدا بالكامل ولكن منذ اليوم الأول شكلت منتجات حليب النوق 50 في المائة من حجم مبيعاتنا، ولقيت الفكرة نجاحا هائلا إلى درجة أننا شعرنا بحاجة إلى علامة تجارية خاصة لمساعدتها على النمو بشكل أسرع والوصول لجمهور أوسع، ولذلك فقد عملنا مع خبراء في العلامات التجارية من شركة (إتش جي دبليو ميديا) في دبي لتطوير علامة (كاميلوس)».
وتقدم منافذ «كافيه تو غو» قائمة جديدة للعملاء تضم منتجات «كاميلوس» من مشروبات ومنتجات غذائية تعتمد على حليب النوق. وتشمل الخيارات المقدمة خلطات خاصة من القهوة والعصائر وساندويتشات مصنوعة من جبن حليب النوق، بالإضافة إلى فاهيتا لحم الإبل والجيلاتي المصنوع من حليب النوق، كما تضم القائمة قهوة «كاميلوس» الجديدة المحضرة من حليب النوق وبنكهات مختلفة.
ويقول البستكي لـ«الشرق الأوسط»: «حاولت قبل 3 سنوات أن أحصل على علامة تجارية (حق امتياز) لأحد المقاهي المعروفة عالميا، وتمت دراسة مشروعي بالكامل»، مضيفا: «تميزنا بإدخال منتج وطني لمشروبات عصرية مثل الكابوتشينو والموكا واللاتيه، وذلك لكثرة فوائد حليب النوق ولكونه غذاء صحيا جدا، ولأن عامة الناس لا يستلذون بطعمه أصبح بإمكانهم الآن الحصول على مشروبهم المفضل ولكن بفوائد حليب النوق، بنفس الطريقة التي قامت بها بعض دول شرق آسيا بإضافة حليب الصويا لعدد من المنتجات الغذائية».
ويؤكد البستكي أن هنالك إقبالا متزايدا على هذه المنتجات، فمنذ اليوم الأول «شكلت منتجات حليب النوق 50 في المائة من حجم مبيعاتنا، ولقيت الفكرة نجاحا هائلا إلى درجة أننا شعرنا بحاجة إلى علامة تجارية خاصة لمساعدتها على النمو بشكل أسرع والوصول لجمهور أوسع»، لافتا إلى أن «كل من يتذوق مشروباتنا مع حليب النوق يحبها، وهي مليئة بالفوائد الصحية، حيث يعد حليب النوق الأقرب من حيث التكوين إلى حليب الأم ويحتوي على نسبة من الحديد أكثر بـ10 مرات من حليب البقر، وفيتامين (سي) أكثر بثلاث مرات، كما أن النوق تتمتع بمكونات قوية في جهازها المناعي، وهي موجودة بالتالي في حليبها».
وقام المقهى الجديد بإضافة حليب النوق لجميع أنواع القهوة الأكثر طلبا من «الموكا، واللاتيه، والكابوتشينو..»، بل أيضا تمت إضافته إلى «الآيس كريم»، كما أن الخيارات المقدمة تشتمل على خلطات خاصة من القهوة والعصائر وساندويتشات مصنوعة من جبن حليب النوق، بالإضافة إلى فاهيتا لحم الإبل.
وتقدم «كافيه تو غو» حاليا منتجات «كاميلوس» في منافذها الثلاثة في دبي، بالإضافة إلى توفير مقاه ثابتة للمشاة وأخرى للمركبات ومقاه متنقلة محمولة بواسطة مركبات تم تجهيزها بشكل خاص لذلك.
ويقول جاسم البستكي إنه واثق من نجاح العلامة الجديدة في دبي ومن أن الشعبية التي نالتها منتجات حليب النوق سوف تتكرر في باقي دول مجلس التعاون والشرق الأوسط، مشيرا إلى أن «كافيه تو غو» هي عضو في مؤسسة «محمد بن راشد لتنمية المشاريع المتوسطة والصغيرة»، وأن 5 في المائة من مجموع إيراداتها يتم التبرع بها للجمعيات الخيرية في دبي.
ويعد حليب النوق أقل تسببا للحساسية التي يعاني البعض منها جراء تناول حليب البقر، كما يحتوي على عناصر لتقوية نظام المناعة مما يفيد الأطفال ممن يتحسسون من حليب البقر والأطعمة الأخرى، وأظهرت دراسة عن حليب النوق، أجريت على ثمانية أطفال شديدي الحساسية من منتجات حليب البقر، تعافيهم بالكامل من الحساسية عند مواظبتهم على شرب حليب النوق. كما ينصح به لتقوية مناعة الجسم، ويحتوي على بروتينات واقية والتي توفر تنشيط مضاد للجراثيم، ويفيد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مثل مرض «كرون» ومرض التصلب المتعدد، حيث يعزز حليب النوق جهاز المناعة.
وأوضحت هالة برغوت خبيرة التغذية في دبي، أن حليب النوق يتمتع بفوائد عديدة فهو قليل الدهون ويعزز من صحة العظام وجهاز المناعة، كما أنه غني بالبروتينات والفيتامينات، وخاصة فيتامين «سي» ويتميز بسهولة الهضم وبخصائص مضادة للشيخوخة.
وأضافت برغوت: «يعد حليب النوق الأقرب من حيث التكوين إلى حليب الأم ويحتوي على نسبة من الحديد أكثر بـ10 مرات من حليب البقر، وفيتامين (سي) أكثر بثلاث مرات. وتتمتع النوق بمكونات قوية في جهازها المناعي، وهي موجودة بالتالي في حليبها».
ولعل أبرز العوامل التي تساعد العلامة الجديدة في تلبية طلبات السوق على اعتبار أنها الأولى من نوعها، هو أن الإمارات العربية المتحدة تعتبر أحد أكبر منتجي حليب النوق في العالم، وتحتضن إمارة دبي أكبر مصنع لإنتاج حليب النوق على مستوى العالم، بينما بدأت منتجات الإبل من حليب ولحم تدخل في العديد من الصناعات الغذائية بعد أن نجحت فكرة صناعة أول شيكولاته من نوعها بحليب الإبل ووصولها إلى العالمية قبل عدة سنوات.