الزبادي المثلج يغزو فيينا ويغري سكانها بحلاوته

رأسماله اللبن وزينته الشوكولاته والفواكه

TT

يغزو فيينا حاليا، كبقية المدن الأوروبية الأخرى، زبادي محلى مثلج وعضوي تزينه الفواكه الطبيعية، وهذه الظاهرة انتشرت منذ سنوات قليلة في أوروبا من خلال أكشاك صغيرة داخل المجمعات التجارية، وبعد نجاحها الباهر والإقبال الشديد عليها، أصبح هناك محلات مخصصة فقط لبيعها، وها هو اليوم يجتاح العاصمة النمساوية، ويقبل عليه أهل البلد بشكل كبير.

وفي لقاء لـ«الشرق الأوسط» مع الشيف فيتو رينيري من منطقة باري الإيطالية، شرح رينيري كيف بدأ مشروعه لتسويق نوع جديد من المثلجات قوامه اللبن المخمر والفواكه الطازجة، وكانت النتيجة أن فيينا راق لها هذا النوع من الزبادي الذي يشبه إلى حد كبير الآيس كريم.

المحل صغير الحجم، فلا تتوقع طاولات ومفارش تقف في وسطها مزهرية وزهور ملونة، إنما في الواقع، كل ما في الأمر هو أن المحل ضيق ولا يتسع لأكثر من شخصين، ويقف الزبائن في طوابير تمتد إلى خارجه للحصول على علبة من الزبادي واختيار ما يحلو لهم من شوكولاته أو توت بري أو مانجا وماش ميلو وغيرها من النكهات الإضافية اللذيذة.

عرفت فيينا صناعة المثلجات الإيطالية الأصل منذ قرون، ولا تزال هناك صالونات مخصصة لتقديم الآيس كريم منتشرة في فيينا؛ ومن أشهرها «الصالون الأكبر» بمنطقة شفيدن بلاتز الذي يعود تاريخه لعام 1886 وصالون «تشي» بالمنطقة العاشرة ويرجع تأسيسه لعام 1952، هذان المحلان يعملان دون توقف بغض النظر عن حالة الطقس والجليد والصقيع. وحسب تقارير تنشرها الغرفة التجارية، فإن النمساوي يستهلك 4.8 لتر من المثلجات سنويا مفضلا تلك المطعمة بنكهة الفانيليا وتأتي بعدها الشوكولاته.

محلات الزبادي العضوية الجديدة التي لا يزيد عددها حتى الآن على 5 في فيينا، تفتح أبوابها من الساعة 7 صباحا وحتى منتصف الليل، ولا تجد بداخلها إلا أوعية متشابهة من حيث اللون والحجم تضم نكهات مختلفة من الفواكه تزيد على 20 صنفا، يختارها الزبون بنفسه وبحسب مذاقه للزبادي المثلجة.

بالسؤال عن مدى «العضوية» في المواد التي يسوقونها، أكد الشيف رينيري أن أساس اللبن الرائب أو الزبادي يتكون من تخمير طبيعي لحليب صاف تنتجه أبقار تتغذى على أعشاب لا يساعد في نموها أي مواد كيميائية، كما أن الفاكهة المستوردة تنمو في مزارع خالية أيضا من محسنات صناعية لا تتخللها الألوان والنكهات الصناعية، وحتى السكر المستخدم هو سكر بني وليس أبيض.

أما بالنسبة للأسعار، فهي غير رخيصة، ويفسر ذلك جودة المكونات التي يتكون منها الزبادي ونوعية الفواكه التي ترافقها، فهو أغلى من الآيس كريم، إلا أن ذلك لم يجعل النمساويين يترددون في شراء الزبادي الصحي والعضوي الذي يجاري موضة الأكل العضوي الآخذة في التوسع في العالم كله، وتلاقي إقبالا كبيرا من قبل شريحة كبيرة من الناس.