الشيف أنطوان الحاج: أعرف تلاميذي من مذاق لقمتهم

ترتكز وصفات الطاهي اللبناني على «أكلات البيت»

الشيف أنطوان في مطبخه أثناء تقديم أحد برامجه التلفزيونية
TT

مشواره مع فن الطهي تجاوز الأربعين عاما، ومع ذلك بقي الشيف أنطوان الحاج محطّ أنظار ربّات المنازل في لبنان حتى اليوم.

فهو إضافة إلى أنه أصبح رمزا من رموز المطبخ اللبناني العالمي، فإن شهرته لدى النساء اللبنانيات تنافس شهرة جورج كلوني أو توم كروز.

ما سرّ نجاح الشيف أنطوان؟ يردّ في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بكل بساطة لأنني أخاطبهن بلسانهن، ووصفاتي بسيطة لا فلسفة فيها ولا تتضمن مكوّنات مستوردة وغريبة».

جذب الشيف أنطوان في إطلالته التلفزيونية عبر برنامجه اليومي «مأكول الهنا»، شريحة لا يستهان بها من النساء اللاتي يعددن ساعة عرض برنامجه لا يمكن تفويتها. فمهما بلغت انشغالاتهن وهمومهن فهن لا يتوانين عن طرحها جانبا والتفرّغ لمشاهدته، وذلك لغرف المعرفة من جعبته الغنيّة بأطباق وأصول المطبخ اللبناني وغيره.

ويقول الشيف أنطوان معلّقا على هذا الموضوع: «أعتقد أن هذه العلاقة يحكمها (الخبز والملح)، الموجود بيننا منذ سنوات طويلة (بدأ عمله التلفزيوني عام 1995)، كما أنني أردّ على أي مكالمة هاتفية تأتيني مباشرة على الهواء وأحرص على إرضاء المرأة وإجابتها على أي سؤال يتعلّق بفن الطهي».

بماذا تختلف وصفاته عن باقي زملائه؟ يرد موضحا: «الفرق بيني وبين الآخرين هو أنني أقدم (أكلات البيت) على طريقة المطعم، أي إنني أختار الطبق المعروف بنكهته الأصيلة، وأزيّنه وأحضّره بأسلوب المطعم دون أن يخسر من مذاقه لأنني أستخدم فيه مكوّنات طبيعية وأخرى متوفرة في الأسواق اللبنانية بأسعار معقولة ولا ضرائب عليها».

ويلخّص هدفه في هذا المضمار قائلا: «هدفي هو أن تصبح كلّ (ست بيت) أمهر طاهية في نظر زوجها والمقرّبين منها، فأزودها بطرق وأساليب الطبخ التي أعرفها من خبرتي الطويلة، وأساعدها لتكتشف شطارتها فتزيد الثقة بنفسها شرط أن تتبع تعليماتي المطبخية المرتكزة على النظافة والطعام الصحي».

والمعروف أن «الشيف أنطوان» (الاسم المشهور به في لبنان)، طرح مؤخرا كتابا يحمل عنوان برنامجه التلفزيوني «مأكول الهنا» وتضمن 620 وصفة طعام تناول فيها الأطباق اللبنانية، إضافة إلى أخرى من مطابخ عالمية كالصين وإسبانيا والمكسيك وفرنسا وغيرها. ويعلّق على سبب رواج كتابه ونسبة بيعه المرتفعة بالقول: «لأن الناس ما عاد يمكن الاستخفاف بذكائها، فصارت تعلم كيف تفرّق بين الصح والغلط، والمفيد لصحتها أو العكس، فليس المهم أن نعطي وصفة طيّبة المذاق فقط بل أن تكون مؤلّفة من مكوّنات غذائية صحيّة وغير مصطنعة». ويؤكد الشيف أنطوان أن ثقة الناس به تشكّل العامل الأساسي لهذه العلاقة الوطيدة بينه وبين قرائه ومشاهديه ويضيف: «ما لا يعرفه كثيرون هو أنني أتذوق أي طبق أخترعه قبل أن أقدمه للآخرين، فأنا شخصيا (حقل التجارب) الأهم ودون منازع لأرضى عن وصفة ما أو العكس».

وتطول خبرة الشيف أنطوان في هذا المجال لتشمل دراسته في سويسرا (لوزان)، كما تخصص في الأكل الإيطالي إذ تابع دروسا تطبيقية في إيطاليا حول المعكرونة والبيتزا. وأكمل مشواره في لندن حيث تعلّم كيفية تحضير الـ«ستيك» على أنواعها، واطلع من ثم في فرنسا على كيفية تحضير الصلصات الشهيرة.

يشغل «الشيف أنطوان» اليوم إدارة المعهد الفني في الدكوانة، ويتتلمذ على يديه أكثر من 400 طالب في فن الطهي، وهم يتوزعون على أهم المطاعم والفنادق في لبنان والعالم. ويؤكّد أن باستطاعته التعرّف على وجود أحدهم في مطبخ مطعم ما فور تذوّقه لقمته، ويقول: «أحيانا أكون في مناسبة زفاف أو خطوبة على مائدة ضخمة، وما إن أتذوق طبقا ما حتى أعرف مباشرة أن أحد طلّابي وراءه في المطبخ، فمن الطريقة التي أعلمهم إياها أستطيع أن أشعر بسرعة لاختلافها عن غيرها».

وعما إذا كان هناك آداب طبخ يجب أن تتمسك بها ربّة المنزل الجيدة يقول: «عليها أن تتبع النظافة في أدائها، وأن تنوّع في أطباقها ولا سيما إذا كانت تستضيف أصدقاء أو أقارب. كما يجب أن تتنبه إلى ألوان الأطباق التي تقدّمها فلا تكون متشابهة بالصلصة الحمراء مثلا، أو تكون جميعها مصنوعة من العجين أو الصلصة البيضاء، وعادة ما يجب أن تتألّف لائحة الطعام في دعوة ما من طبق أساسي أو 2 ويكون مؤلفا من اللحم أو السمك، وذلك حسب عدد المدعوين وأذواقهم، كما يجب أن تتضمن أنواعا من السلطات والمقبلات تتعدّى الاثنين بحيث تتضمن العجّة أو (الكيش) وسلطة الخضار وغيرها».

وعما إذا كان يمارس الطبخ في منزله أجاب: «لا.. نادرا ما أقوم بذلك ولكنني علّمت زوجتي عدة وصفات وأستمتع بتذوقها من يديها». وعن سبب نجاح الرجل في هذا المجال أكثر من المرأة يقول: «لأن هذه المهنة تتطلّب تفرّغا كبيرا وأي سيدة غير متزوجة قد تستطيع القيام بها، أما إذا كانت ربّة منزل وأما لأولاد فإن الأمر سيقيّدها ويتطلّب منها غيابا لساعات طويلة عن عائلتها».

* وصفة خاصة

* خصّ الشيف أنطوان «مذاقات» بوصفة طعام جديدة لم يسبق أن أعطاها لمشاهديه في برنامجه وهي «كبسة ديو» من اختراعه، وتوجّه بها إلى النساء في الخليج العربي بشكل خاص وتتألّف من المكونات التالية:

- بصلة كبيرة مقطعة جوانح - ملعقة صغيرة زنجبيل 500 غرام من لحم الضان - 500 غرام من سفين الدجاج - ملعقتان من السمن - 4 حبات هال - 4 حبات كبش قرنفل - حبّة لومي - بهار حب - كوب من البازلاء الخضراء أو المثلجة - رشّة زعفران - رشة مسكة - ربع غرام من اللوز المحمّر بالزيت - 250 غراما من الأرز البسمتي - خضار مقطعة مربعات من الجزر والكوسة والفليفلة الحمراء والخضراء

* طريقة التحضير:

يتم قلي البصل المقطّع بالسمن ويضاف إليه كمية الزنجبيل، وبعد أن يحمرّ قليلا يضاف إليه لحم الضأن والدجاج المقطّع، بعدها نضيف حبوب اللومي والهال وكبش القرنفل والبهار حب ونخلطها ونحركها قليلا، بعدها نضيف الخضار من دون البازلاء ورشة الزعفران ونتركها على النار لمدة ربع ساعة.

نصب بعدها كمية الأرز مع رشة مسكة ونضع فوقها المياه المغلية مع رشة ملح وكوب البازلاء دون تحريك ونتركها على نار خفيفة لمدة 20 دقيقة.

بعدها نحرك الخليط ونقلبه على الوعاء الخاص في التقديم ونرش فوقها اللوز المحمّر و«ألف صحتين».