التين سفير تركيا إلى العالم

طبخه وإعداده فن

TT

تعتبر تركيا أول مصدر للتين في العالم حيث يتخطى انتاجها السنوي الـ 50 ألف طن. وتعد أشجار التين المنتشرة في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من إزمير بالملايين. وتعمل العوائل التركية التي تمتلك أراضي التين ولا سيما في أزمير على زيادة دخلها من خلال العناية بهذه الشجرة. وتشارك النساء التركيات في عمليات جمع المحاصيل بكثرة ومنهن أم كميل التي قالت لـ «الشرق الأوسط» في زيارة خاطفة «انتاج التين الجيد في هذه المنطقة تقليد عريق» وقالت مبتسمة «أنا خبيرة في هذا المجال، وأستطيع التمييز بين الثمار من خلال جسها، لقد ورثت هذه المهنة عن الآباء والأجداد، ولذلك أعتبر ماهرة في هذا المجال». وحدثتنا عن كيفية التعامل مع التين وقالت «تعلمت ذلك من أمي طبعا وأصبحت مع الزمن ماهرة في معرفة درجة ملوحة المياه المعدة لغسل التين» وقالت «علينا أن نغسل التين الجاف من وقت لآخر بماء مالح حتى لا يتعرض للتعفن والاهتراء». ويعتمد الفلاحون الاتراك على الطرق التقليدية لمعرفة ملوحة الماء الذي يغسل به التين الجاف بينما تعتمد الشركات الكبرى على التقنيات المتقدمة. «علينا أن نغسل التين بالماء الساخن إذا كانت كميته كبيرة». ويتوجه الكثير من الاتراك في موسم جمع التين إلى الاسواق القريبة من ساحل بحر ايجه ونهر ايريس لبيع ما لديهم من التين الجاف في أماكن مخصصة للباعة الصغار. وقال أحمد بلطيق وهو فلاح تركي «التين والزيتون هما المصدر الوحيد لدخل عائلتي، فنحن ننتج طنين من التين الجاف سنويا، ونعمل على الحصول على حقل جديد ليزيد انتاجنا الذي نبيعه إلى مصانع التعبئة والتي تصدره بدورها للخارج». وعن انتاج المصنع سنويا قال مدحت أوزول أحد المسؤولين «انه 4 آلاف طن سنويا تقريبا» أما عن عدد العاملين فقال «انه قرابة 350 عاملا وهم يستخدمون آلات حديثة تتماشى والقواعد الصحية المعتمدة دوليا» وتخضع عملية التعبئة لعمليات تطهير متكررة ومراقبة دقيقة قبل إدخال التين إلى حجرة خاصة، حيث يجري عليها اختبار أخير من خلال تسليط أضواء على التين تكشف المواد السامة المسؤولة عن اهتراء الثمار، ويعمل الخبراء والعمال على استبعاد الثمار الفاسدة. وقال أوزول «رصدنا مبلغ 150 مليار ليرة للحفاظ على صحة المستهلكين ولتصدير المنتجات الجيدة للخارج بما في ذلك الدول الأوروبية». وقال «تعتبر تركيا أول منتج للتين في العالم، وتصدر قسما كبيرا منه إلى أوروبا، ونحن نلاحظ تحسن الانتاج» وعن مستوى التعامل مع الفلاحين قال «عملنا مع الفلاحين لانهم خبراء في هذا المجال». وقال رؤوف سفاك وهو تاجر تركي التقته «الشرق الأوسط» في سراييفو «نحن نشتري المحاصيل فقط، أما أمر العناية بالاشجار وما يتبع ذلك فنتركه لاصحابه» وقال «جميع المتعهدين الزراعيين هم من المالكين، و30% من جمعية الاستثمار هم أناس مثلنا يشترون المحاصيل فقط». ويقوم الاتراك بتصدير منتجاتهم من التين عبر مرفأ إزمير وهو منفذ تجاري تركي منذ الخلافة العثمانية.