تشهد مدينة لاس فيغاس الاميركية النابضة بالحركة والحياة، حدثا تاريخيا يزيد من رونقها ويجذب اليها اصحاب الملايين للتمتع بأشهى الاطباق الصينية بعد ان عقد فندق «إم جي إم» غراند شراكة مع دياو يوتاي الصيني لنقل مهرجان الطبخ السنوي الذي يتم عادة في تلك الاستراحة الراقية في الصين الى الصحراء الاميركية.
ويصنف دياو يوتاي على نفس مستوى «كامب ديفيد» في الولايات المتحدة الاميركية، وهو عبارة عن استراحة مخصصة لكبار الضيوف الاجانب والمسؤولين المحليين في العاصمة الصينية بكين، واسمه بالكامل The Diayoyutai State Guesthouse ويعني «رصيف او منصة صيد السمك» لانه كان المكان المفضل للامبراطور القديم جانغ جونغ من سلالة «تشنز»، ويعرف عن دياو يوتاي انه كان المقر الدائم لجيانغ تشينغ أرملة ماو، وذلك إبان الثورة الثقافية في الصين.
في السابق كانت تلك الاستراحة مخصصة فقط للشخصيات رفيعة المستوى من ملوك وامراء ورؤساء ووزراء، غير انها فتحت ابوابها اليوم للضيوف غير الرسميين التواقين للرفاهية واختبار المأكولات التي تعد على يد اشهر الطهاة الصينيين، لكن يشار الى ان تلك الاستراحة ليست فندقا بالمعنى المتعارف عليه تجاريا.
واستضافت لاس فيغاس مهرجان الطبخ هذا العام في فندق MGM بالتحديد، لينضم هذا الاخير الى باريس وهونغ كونغ اللتين حظيتا في الماضي على الحظ في استضافة المهرجان الذي يحتفل بالطبخ الصيني الذي يليق بالامراء خارج مكانه الاصلي في دياو يوتاي في الصين.
وفي اول يوم من المهرجان حضر فريق «دياو يوتاي غيست هاوس» بالكامل بمن فيهم رؤساء الطهاة ورؤساء المطابخ وكانت في جعبتهم الاطباق التي تحمل توقيعاتهم والتي قدمت في الماضي للاباطرة والملوك والامراء والشخصيات السياسية. والى جانب ذلك، تم نقل جميع الاطباق وادوات المطبخ والديكورات التي تميز الاستراحة في الصين الى لاس فيغاس، لنقل صورة طبق الاصل لما تجده في مكان الاستراحة الاصلي، ويعود تاريخ الاستراحة الى 800 عام ، وهي شاهدة على تاريخ الصين القديم الحافل. ويقدم مهرجان المأكولات بوتقة من اهم الاطباق التي تقدم في مختلف الاقاليم الجغرافية في الصين التي يختلف فيها المطبخ من مقاطعة إلى أخرى.
وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع نائب رئيس قسم المأكولات والمشروبات في فندق MGM ميراج في لاس فيغاس، ديفيد ماك إنتاير، شرح لنا تفاصيل المهرجان، قائلا إن هذا الحدث يعتبر من اهم الاحداث في عالم الاكل في العالم، فعملية تنفيذه استغرقت اكثر من 6 شهور وكان وراء الفكرة المدير العام للفندق جمال عزيز (مصري الجنسية) الذي قام بمجهود جبار لنقل هذه التجربة من موطنها الاصلي في الصين الى الفندق، وكانت النتيجة رائعة بالفعل، فقمنا بشحن جميع اطباق «التشاينا» الاثرية (بلغ وزنها 1500 طن) من الصين وهي تتميز بتصميم رائع رسم عليها التنين الصيني الشهير باللون الازرق على أرضية صفراء، كما تم شحن الشوك والسكاكين وكل ما له علاقة بالتقديم على الطاولات.
ويضيف ماك إنتاير انه تم جلب 9 طهاة من دياو يوتاي وهم الوحيدون الذين يمنحون حق دخول المنطقة المحرمة في بكين والاضطلاع على الوصفات التي كانت تقدم للاباطرة في قديم الزمان، وتزامن وقت نقل الاستراحة الى لاس فيغاس في وقت يحتفل فيه الصينيون بعيد رأس السنة الصينية التي تعرف هذا العام بسنة الفأر.
وتم جلب 7 ندل من دياو يوتاي ايضا، وسيعود الفريق بالكامل الى الصين في الرابع والعشرين من الشهر الجاري بعد انتهاء المهرجان. ويعود تاريخ الاطباق التي تقدم حاليا في مطعم بيرل الصيني داخل فندق إم جي إم الى 500 او 600 سنة، وتمت المحافظة على وصفاتها الاصلية مع إضافة القليل من النكهات المعاصرة من دون التخلي عن النكهة الاصلية القديمة الآتية من اعالي جبال الهمالايا.
وحدثنا ديفد ماك إنتاير عن الطبق الذي لاقى أكبر شعبية منذ افتتاح المهرجان، وأجاب بأن جميع الاطباق فريدة من نوعها تتميز بأسماء غريبة تقف وراءها قصص وروايات تنتشر في الصين، لكن طبق Boudha Jumped Over The Wall واسمه يعني بالعربية (قفز بوذا من فوق الحائط)، اثبت انه الطبق الاكثر تميزا، وهو مؤلف من زعانف سمك القرش والسمك واللحم الاحمر وتستغرق عملية طهيه 10 ساعات، وهناك قصة وراء اسمه تفيد بأنه كان يتم تحضير هذا الطبق في إحدى القرى النائية في الصين، حيث كان يعيش هناك عدد من الرهبان المتنسكين وكانوا نباتيين لا يأكلون اللحم، غير ان رائحة الطبق الشهية دعت بهم للتخلي عن نباتهم والقفز من على الحائط لاكل الطبق متخلين عن عاداتهم السابقة.
وحضر ليلة الافتتاح عدد من الوجهاء والسياسيين والدبلوماسيين من بينهم السفير الصيني لدى الولايات المتحدة وحاكما نيفادا وسان فرانسيسكو بالاضافة الى السيد جمال عزيز مدير عام الفندق. ويقول ماك إنتاير إن الهدف من وراء القيام بهذا المهرجان هو خلق تزاوج ثقافي يجمع ما بين الصين وأميركا، وتم اختيار فندق إم جي إم نسبة لتعاونه المستمر مع دياو يوتاي في مجال تطوير الفنادق في الصين. من بين الاطباق التي تقدم حاليا خلال المهرجان الذي يستضيفه فندق «إم جي إم» غراند، أطباق مأخوذة من لائحة الطعام التي كانت تقدم لاباطرة سلالات مينغ وتشينغ وتشن، وتم الحصول عليها من ارشيف «المدينة المحرمة» Forbidden City في بكين، وقام رئيس الطهاة في الاستراحة والرئيس التنفيذي لمطبخ المهرجان، هاوو باوولي بإضفاء لمساته الخاصة من خلال إضافة بعض النكهات المنبثقة من المطبخ الحديث.
يعتبر هذا المهرجان فرصة حقيقية لاصحاب الذوق الرفيع، والمهتمين بعالم الاكل والباحثين عن النكهات غير التقليدية، ويمتد المهرجان على مدى اسبوع كامل، في مطعم «بيرل» التابع لفندق «إم جي إم»، ويعطي الفرصة امام الزائرين غير الرسميين لخوض تجربة الاكل في اجواء الصين القديمة وتذوق المأكولات التي كانت مخصصة للاباطرة والملوك والرؤساء.
وسيكون بإمكان الجميع تناول الغداء او العشاء في مطعم «بيرل» بأجوائه الراقية التي تعكس روح لاس فيغاس المفعمة بالحيوية.
وهناك 4 عناصر متبعة في مطبخ دياو يوتاي وهي تعرف باسم «الجماليات الاربع» او « 4 Beauties» وهي الاكل، الخدمة، الاجواء، وأدوات المائدة.
وهذه العناصر تعطي كل طبق من اطباق الاستراحة هوية خاصة بها، والى جانب الحيثيات الجمالية لمأكولات هذا المطبخ المتميز تبقى هناك عناصر اخرى تؤخذ بجدية بعين الاعتبار وهي مراعاة المسائل الصحية في الطهي من خلال التقليل من استعمال السكر والملح ونسب البروتينات العالية، لتكون نتيجة هذا العمل اشبه بفن حقيقي وروعة في عالم الطبخ والطهي الراقي.
وجبة الغداء تقدم للزبائن طبق الكركند المقلي مع زلابية Dumpling محشية بالخضار، ولحم الغزال المطبوخ مع الثوم والصلصة الحارة.
يفتح المطعم ابوابه من الساعة 10 صباحا لغاية الساعة 2.30 بعد الظهر.
اطباق العشاء منوعة جدا، فهي عبارة عن جولة حول اشهر الاطباق الصينية مثل لحم البط مطبوخ على البخار، مع اطباق منوعة من الارز الابيض والارز مع البيض والارز مع الياسمين..وطبق من السمك مع صلصة المحار، بالاضافة الى جانب تشكيلة شهية من انواع عديدة من الشوربة الصينية، اما بالنسبة لطبق الحلوى فهو مميز جدا لان الوصفة مأخوذة عن تلك التي كانت مفضلة لدى الاباطرة وهو عبارة عن زلابية مع حشوة الفاصوليا والفواكه الاستوائية.
يقدم العشاء من الساعة 5 بعد الظهر لغاية الساعة 11.30 مساء.
تم اختيار قاعة مطعم «بيرل» في فندق «إم جي إم» بعناية فائقة بعد القيام بالعديد من الاستطلاعات للوصول الى مكان يجمع عليه أصحاب الذوق الرفيع، خاصة ان القاعة تحظى بشهرة عالمية ومستوى راق من الخدمة التي تليق بأصحاب القصور.
وقام عدد كبير من اهم الاسماء في عالم الديكور والطهي، امثال المصمم الصيني توني تشي، والمشرف على المهرجان نائب المدير العام تشين مينغسيا لدياو يوتاي في الصين بوضع لمساتهم على المهرجان الفريد.
وتم خلق اجواء مطابقة لتلك التي تحظى بها في الاستراحة الاصلية في الصين بعد ان استخدمت نفس الديكورات ونفس الادوات التي تم نقلها خصيصا من بكين الى لاس فيغاس بعناية كبيرة للمحافظة عليها من التلف خاصة انها اثرية وتترجم حقبات مهمة من تاريخ الصين العظيم. وتتراوح اسعار الوجبات ما بين 200 و250 دولارا اميركيا للغداء وما بين 300 الى 600 دولار اميركي للعشاء. ويتسع المكان لـ20 ضيفا في اليوم فترة الغداء، وفي المساء يستوعب المكان 50 ضيفا فقط في الليلة الواحدة.
للحجز يمكنك الاتصال بفندق «إم جي إم» غراند على الرقم التالي: 0017028913701