اللاعب الأبرز في مبارزة الحب

مذاقات رومانسية

TT

تتعدد الاساليب للوصول الى هدف واحد عنوانه الـ«سان فالنتان»، ذلك العيد الذي يصر على إنعاش ذاكرة الحب في عالم أصبح بعيدا كل البعد عنه. ولعل الإفراط في الماديات بات يجعل من 14 فبراير (شباط) يوما خاصا لنقول لرفيق الدرب «أحبك» بألف طريقة. وإن كانت العادة تقضي بأن يصار الى تبادل الهدايا بين المتحابين، تبقى الخيارات متنوعة، ومنها متعة المذاقات الخاصة بمثل هذه المناسبة ليس انطلاقا مما ورد في المثل القائل: «ان أقرب الطرقات الى قلب الرجل، بطنه». ولكن لأن المعدة لا تعرف التمييز بين ذكر وأنثى. فلماذا لا تكون المعادلة: «أحلى الطرق للاحتفاظ بنكهة يوم الحب عشاء رومانسي على ضوء شموع هادئة غارقة في غابة من الورود»؟

ولأن المائدة الرومانسية ألوان الورود تفرض لغاتها التي تحاكي مشاعر المحتفلين، لذا تقتصر على ثلاثة لمثل هذه المناسبة: الأحمر والزهري والأبيض. وكل لون يعني صفة معينة. فالأحمر يعكس الاندفاع والولاء للشريك. والأبيض يعني طهارة هذا الحب. أما الزهري فهو عنوان النعومة. وإن كان يعتبر لون الفتيات منذ عام 1920 كما هي الحال مع الأزرق للرجال.

تبادل هذه الزهور في 14 فبراير (شباط) يعتبر من البديهيات للمتحابين وتعود هذه العادة الى القرن السادس عشر خلال حفلة نظمتها في ذلك التاريخ احدى فتيات الملك «هنري الرابع» حيث وزع الفرسان باقات الورود على الفتيات الحاضرات، هي عادة فارسية الأصل وتعني البوح بمشاعر الحب أو الصداقة، ومنذ ذلك الوقت برز الكثير من المفكرين الذين أعطوا العادة بعدها الثقافي من خلال صياغة كتب تحدثت عن لغة الورود.

كل شيء خاص في هذه المناسبة حتى الطعام، لذا تستبدل الوجبات التقليدية بوجبات تتناسب مع العيد. ففي فرنسا مثلا كان المسجونون يرسلون التفاح الى أحبائهم صبيحة عيد الحب. تطورت هذه العادة مع الوقت، ليحل مكانها العشاء الرومانسي. وأصبح العشاق يفضلون الاستمتاع بالأطباق الخاصة في أجواء حميمة تتناسب مع علاقتهم العاطفية المليئة بالمشاعر الدافئة. كذلك تعددت الأطباق وتعددت ميزاتها. وفي حين يخصص العالم الغربي ليوم الحب احتفالات غاية في الرومانسية والغرابة احيانا، تقوم عدة شركات ومطاعم في لبنان بالتحضير لهذه المناسبة بما يليق بها ويتوافق مع العادات والبيئة الشرقية. ويأتي فندق «متروبوليتان» (من سلسلة فنادق الحبتور) ومطاعمه في بيروت في طليعة المهتمين بدعوة المحبين الى الاحتفال على طريقة «متروبولاتينية» بامتياز. فقد دعت إدارة الفندق المحبين الى الاحتفال بـ«السان فالنتان» على طريقتها. وقدمت للمناسبة عروضا كفيلة بجعل هذا اليوم ذكرى مميزة في حياة الراغبين. وتقول مسؤولة العلاقات العامة في فندق «متروبوليتان» ريتا مسعد «ان المقبلات الأكثر طلبا هي: سلطة القرنبيط والبصل الحلو، بعض المأكولات البحرية، شوربة الذرة، والخضراوات مع صلصة الخل والعلي. اما الأطباق الجانبية فتنوعت بين الملفوف الأحمر مع التفاح، الفاصولياء الخضراء الايطالية والقرنبيط الأحمر والبصل. في حين بقيت الأطباق الأساسية وهي كالأتي: الحبش المزين على طريقة الفالنتان، الدجاح الممزوج بسلطة الليمون الأفندي، الدجاج المقلي والمغطى بالفاكهة وشرائح من البقر المشوية مع توابلها».

ومن بين الأطباق التي تفضي إلى مبارزات الحب والتي لاقت رواجا كبيرا في القرن الثامن عشر، تعتبر الشوكولاته الطبق الأبرز وهو طبق التحلية ويقدم بعدة طرق وعدة اشكال كقالب الحلوى المصنوع من الشوكولاته الذائبة أو قالب حلوى الشوكولاته المصنوع على شكل قلب لتذكير الزوجين دائما بالحب. وتعود أهمية الشوكولاته الى أبحاث قام بها البعض خلال التاريخ، ففي عام 1624 مثلا قال بعض الباحثين ان مكونات الشوكولاته تحيي شغف الحب وروحه لدى الأحبة. كما أن القرنين السابع والثامن عشر كانا العصرين الذهبيين لاستعمال الشوكولاته في المناسبات العاطفية. ويقول لويس ليمري في كتابه «المأكولات» الصادر عام 1702 ان «مكونات الشوكولاته تحيي شعور الحب عند الرجال والنساء». أما المدير المسؤول عن المأكولات والمشروبات في الفندق وسام سعادة فيقول لـ «الشرق الاوسط»: «الحب والعشاق هما ما نتطلع اليه في سهرة الرابع عشر من فبراير (شباط). فتكتسي مطاعم الفندق ديكورا من القلوب والزهور. وتدخل الاطباق تركيبة قوامها اللون الاحمر، سواء للمقبلات او للاطباق الرئيسية». ويضيف: «المطعم الايطالي يعطي للأمسية أبعادها مع ديو غنائي شاب وله إطلالة متناغمة. وهذا الديو يزين أمسية الحاضرين بأحلى اغاني الحب فيحملهم الى عالم منعزل عن الخارج ويذكرهم بأجمل لحظات حياتهم».

ريتا مسعد تقول: «لقد وضعنا برنامجا يلائم المحبين الراغبين بسهرة لا تنسى. لذا وزعنا النشاط بين مطاعمنا، في «فينيزيا» المطعم الايطالي يمكنهم التمتع بأشهى المأكولات كالسلطات الآسيوية والسومون فوميه المخلوط مع المكسرات والمانغا، والقريدس مع المعكرونة المطهية بالصلصة المناسبة، وقطع اللحمة المشوية مع الخضار والصلصة الخاصة والتحلية ليست أفضل من قالب حلوى على شكل قلب مغطى بالشوكولاته الساخنة الذائبة ومحشو بالبسكويت يشرب الى جانبه الشاي الأخضر من دون أن ننسى الفرقة الموسيقية التي تسمعهم أحلى الألحان. أما لمحبي الطعام الصيني فيمكنهم التوجه الى الـ Summer Place للتمتع بمأكولاته كالسلطة على الطريقة الصينية واحتساء شوربة المأكولات البحرية والتمتع بأطباق اللحمة المشوية المغموسة بسلطة الباربكيو والدجاج المصنوع على الطريقة الصينية والنودلز المقرمش. وكل ذلك مع الأرز الصيني. وللتحلية اخترنا الآيس كريم الممزوج مع الموز. والذوق الفرنسي حاضر أيضا، فمطعم up on the 31 الذي اختار السلطات الفرنسية والجبنة الفرنسية الذائبة مع الفطر الفرنسي، قطع اللحمة المشوية مع الخضار والصلصة الخاصة. اما للتحلية فقد اختار الكاراميل والكريمة الذائبة فوق قطع البسكويت اضافة الى الكرز والفريز، كذلك احتساء الشاي الأخضر».