الماء يغري شاربه بشكل قنينته .. ومذاقه

ماء مذاقه حلو ويتناسب مع طعم السوشي، وماء يكمل طعم السلطة وآخر يتماشى مع اللحوم.. واللائحة طويلة يصعب ذكرها بالتفصيل، لكن القصة وما فيها تكمن في أهمية نوع الماء الذي نختاره في المطاعم، لدرجة ان هناك بعض المطاعم، لا سيما في لندن اصبحت تقدم قائمة خاصة بأنواع قناني الماء، شبيهة بتلك التي تعرض المشروبات على أنواعها للزبائن، وأصبح هناك تقليد جديد لتناول الماء ليتناسب طعمه مع نوع الاكل الذي تختاره.

وكان مطعم «كلاريدجز» في لندن من اول المطاعم الراقية التي جاءت بفكرة تقديم لائحة خاصة بالماء الذي يتراوح سعر القنينة منه ما بين 3 جنيهات الى 50 جنيها استرلينيا أي ما يعادل المائة دولار أميركي.

وكانت هذه الفكرة وليدة الطلب الزائد على شرب الماء أثناء الاكل، وظهور نوع جديد من الزبائن الذواقين والذين يدركون ما يريدونه، فللوهلة الاولى قد يخطر على بالك ان ماء الشرب هو ماء شرب ولا يوجد فرق يذكر من حيث الطعم والنكهة، كما انه قد يظن البعض بأن الماء لا يؤثر في مذاق الطعام الذي تتناوله، ولكن في الواقع وبحسب الاختصاصي في مذاق الماء نيكولا انجلينا، فالماء هو عالم كامل من النكهات التي من شأنها التأثير في طعم المأكولات بشكل مباشر، وهذا الشيء ينطبق أيضا على تحضير القهوة أو الشاي، فالماء ولو تم غليانه على درجة عالية تبقى فيه نفس النكهة، فمن السهل التمييز ما بين كوب من الشاي محضر من ماء معقم ومن القنينة وآخر من الحنفية. وفي لندن فتحت الصحف والوسائل الاعلامية الباب على مصراعيه على قضية مدى تأثير ماء الشرب من الحنفية في الصحة، فهناك العديد من الاشخاص الذين يفضلون شرب الماء من الحنفية وقد يكون السبب ماديا، فعندما تطلب كوبا من ماء الحنفية في المطعم لا تدفع ثمنه.

كما ان المنافسة شديدة جدا ما بين شركات تعبئة المياه، لذا نرى بعض الشركات التي تعول على شكل القنينة أكثر منه من طعم الماء، ويقول انجلينا لـ «الشرق الاوسط»: إن أسعار قناني مياه الشرب اصبحت تضاهي أسعار المشروبات الروحية، لان بعض الشركات تلجأ الى مصممين عالميين لوضع لمساتهم على تصميم القنينة، فمن المتوفر حاليا قناني مرصعة بالكريستال مثل 02، وغيرها من تصميم كالفن كلاين Voss وأخرى مصنوعة على يد حرفيين Artisanal، ولكن يبقى الطعم والنكهة هما العنصران الاهم عند اختيارك لماء الشرب، والاهم من هذا كله هو حسن اختيار الماء مع الطعام الذي تتناوله.

وشارك نيكولا انجلينا الى جانب متخصصين في طعم الماء، في التحكيم في جلسة لتذوق المياه، جرت أخيرا في لندن تم خلالها عرض 26 نوعا من قناني مياه الشرب المعدنية المتوفرة في الاسواق، وقام الفريق بتذوق جميع الانواع لاعطاء رأيهم بكل نوع على حدة من دون الاطلاع على اسم الشركة، وتبين في النهاية بأن كل نوع من الماء قد يكمل او يفشل طعم الاكل، واجمع المتخصصون على ان نسبة المعدن في الماء تؤثر في سقف الحلق وبالتالي يتأثر طعم الاكل. وتم اختبار المياه من مختلف بقاع العالم فكانت هناك مياه معدنية وأخرى بركانية وأخرى غازية، ويقول انجلينا: إنه في غالب الاحيان يفضل شرب المياه الغازية مع الاكل لانها تساعد على الهضم، ولكن خلال هذا الاختبار كان هناك اجماع «قاده انجلينا نفسه» على ان المياه المعدنية إذا ما اختيرت بطريقة صحيحة، تكون افضل من المياه الغازية لانها لا تحرق سقف الحلق.

وفي الاختبار ارتكز المتخصصون على عدد من العناصر والميزات، كما تم إعطاء علامات بمعدل مائة، نسبة للطعم بشكل عام ومدى التناغم الذي سجله كل نوع من الطعام.

دليل علامات المختصين

* كان معدل العلامات المتراوحة ما بين - 90 الى 100: ممتاز جدا - 80 الى 89: ممتاز - 70 الى 79: جيد جدا - 60 الى 69: جيد - 50 الى 59: مقبول

* نتائج الاختبار بحسب النقاط التي حصلت عليها بعض قناني المياه غير الغازية المشاركة، من قبل لجنة التحكيم.

ـ سويو Suio (72 نقطة) ـ فوس Voss (70 نقطة) ـ فولفيك Volvic (66 نقطة) ـ تو Tau (58 نقطة) ـ ايفيان Evian (55 نقطة) ـ فيجي Fiji (52 نقطة) ـ فيتيل Vittel (52 نقطة) ـ بلو كيلد Blue Keld (52 نقطة) ـ ابي ويل Abbey Well (52 نقطة) ـ بيلو Belu (46 نقطة) ـ لايكلاند ويلو Lakeland Willow (44 نقطة) ـ ماء من الحنفية (40 نقطة) وعلى الرغم من تضارب آراء المتخصصين، غير انهم أجمعوا على انه عندما تكون نكهة المياه قوية من شأنها ان تطغى على مذاق الاكل ، ويقول انجلينا بأن الانسجام ما بين طعم المياه والاكل مهم جدا كما انه لا يجوز إيجاد أكثر من نكهة لذا يجب ان يكون مذاق المياه منعشا ولكنه في نفس الوقت خفيف.

نتائج الاختبار بحسب النقاط التي حصلت عليها بعض قناني المياه الغازية المشاركة ـ سان بيلليغرينو San Pellegrino (84 نقطة) ـ فوس Voss (82 نقطة) ـ لانلير Llanllyr (80 نقطة) ـ سبيسايد غلينليفيت Speyside Glenlivet (71 نقطة) ـ لايكلاند ويلو Lakeland Willow (71 نقطة) ـ تو Tau (66 نقطة) ـ بلو كيلد Blue Keld (63 نقطة) ـ بيلو Belu (60 نقطة) ـ تاينانت Tynant (58 نقطة) ـ بيريه Perrier (55 نقطة) ـ ابي ويل Abbey Well (51 نقطة) ويقول انجلينا عن المياه الغازية: انها تتمتع بمذاق قوي جدا ، وهو يفضل لو انه قام باختبار المياه الغازية قبل المياه غير الغازية، لان الغاز من شأنه تحضير سقف الحلق للتذوق بشكل أفضل، وتابع انجلينا بأن الماء الغازي مهم لعملية الهضم لان الماء إذا رافق الاكل يعطي الشعور بالشبع في حين ان الغاز يساعد المعدة على الهضم في نفس الوقت الذي تأكل فيه.

الماء الأفضل

* أفضل تصميم لقنينة: Voss - أفضل مياه غير غازية مرافقة للطعام: Suio (71 نقطة) - أفضل مياه غازية مرافقة للطعام: San Pellegrino (84 نقطة) - أفضل مياه جديدة في الاسواق : Llanllyr (72 نقطة).

ويقول نيكولا انجلينا عن الاختبار: إنه مهم جدا لانه يفتح عين الزبون على عالم جديد من التذوق، كما انه من المهم جدا أن يكون أمام الزبون الخيار، فلا بد ان تكون هناك لائحة بأنواع المياه المتوفرة في كل مطعم، ولا يجوز ان يفرض المكان نوعا معينا من الماء على الزبون، فطعم الاكل قد يتغير في حال تم شرب النوع الخطأ من الماء.

وأضاف انجلينا انه من المهم أيضا تذوق أكثر من نوع من المياه الغازية وغير الغازية ليكون لدى الشخص فكرة عن النوع الافضل بالنسبة له، فكل شخص لديه ذوقه الخاص في الاكل والشرب.